أفضل مشروع مربح

ما هو المشروع المربح

يختلف تعريف من شخصٍ إلى آخر، فلكلِّ شخصٍ سقف ربحٍ معين في باله، لا سيما مع مجتمعٍ عربي يرضى بالقليل ولا يفسح المجال أمام اعتناق فكر السعي نحو الأفضل بشتى والطرق الممكنة.
ففي الوقت الذي تُزرَع فكرة التوظيف في عقل واعتبار الوظيفة -في القطاع الحكومي على وجه الخصوص- إنجازًا وضمانًا لمستوى معيشة مطمئن، يثور الفطنون ويفكرون دائمًا في أفكارٍ تدرُّ عليهم ربحًا ماليًّا عبر استخدام ملكة العقل وتسخير مهاراتهم من أجل الكسب الحر، والتدرُّب أكثر فأكثر لحين بلوغ حلم تأسيس مشروعٍ مربح يضمن لهم الاستقلالية المادية لعيش حياةٍ مريحة ماديًّا وردِّ الجميل لمن ربَّاهم ودعمهم. إذن، ما هو أفضل مشروعٍ مربح يمكن لأيِّ شخصٍ تأسيسه؟

أفضل مشروع مربح

أفضل مشروعٍ مربح يمكن لأي أحد تأسيسه والربح منه هو المشروع المبني على شغف صاحبه، شغف يجعله يجمع قدرًا كبيرًا من المعلومات بشأن هذا المشروع، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في نجاح أي مشروعٍ تجاري أو فشله، إذ إن الشغف بمجالٍ معين يتراكم لدى الإنسان عبر تجارب ودراسات تستغرق فترةً من الوقت، كما أن الشغف يؤدي إلى تحقيق إحدى أبرز أساسيات النجاح المتمثلة في إيمان الشخص بمشروعه وحرصه على نجاحه، وهو ما يضمن على الأقل أساسًا متينًا لبداية المشروع، فأصعب مرحلةٍ يمر بها أي مشروعٍ هي البداية، والتي ستكون أقل وطأةً على من يدخل مجالًا عارفًا به ويسعى للنجاح فيه، عكس من يبحث في السوق عن أكثر المشروعات الرائجة ويدخل برأسٍ مال معين ليُنشئ المشروع ويبدأ العمل، بالتأكيد مثل هذه المشروعات ليس محكومًا عليها بالفشل، لكن ليس هكذا تبدأ المشروعات المربحة، ولنا في مقاهي الإنترنت ومخادع الهواتف العمومية خير مثال.

قد يهمك هذا المقال:   الاقتصاد المعرفي

وفي هذا الصدد، يمكن ضرب مثالٍ ببعض المشروعات التجارية التي تنتشر كثيرًا في البلدان العربية، إذ يقرر شخص لديه رأس مالٍ كافٍ إنشاءَ مشروعٍ بغرض الربح في موقعٍ ما، فيخرج من أول يومٍ يتنزه في الشوارع ويحاول ملاحظة المشروعات المنتشرة بكثرةٍ والتي تعمل بشكل جيد، فيختار مثلًا إنشاء مقهًى كون المقاهي تعمل جيدًا في منطقته، فيفتح بدوره مقهى ويستثمر ماله في المشروع، وهو ما لا يمكن وصفه بمشروعٍ مربح بتاتًا، مع كون هذا المثال مبنيًّا على ثقافةٍ طغت بكثافةٍ على بلدانٍ عربية منذ عقدٍ أو عقدَين من الزمن، مع انخفاض حدَّتها أخيرًا ودخول مشروعات علاماتٍ مسجلة وسحبها البساط بسهولةٍ من تحت أقدام أصحاب المشروعات التقليدية بإدارةٍ أكثر احترافيةً ودراسةٍ معمقة من جوانب عدة.

أفضل صاحب مشروع

قد يكمن سر نجاح المشروع في صاحب المشروع نفسه، إذ تؤكد تجارب ، الذين كانوا وراء إطلاق أنجح الشركات العالمية في مختلف المجالات، أن نجاح المشروع وتحوُّله إلى مشروعٍ مربح يرتبط أساسًا بصاحب المشروع، فأعلام مثل ستيف جوبز مؤسس آبل، وإلون مسك مؤسس تسلا، وجيف بيزوس مؤسس أمازون، قد لاقوا صعوباتٍ كبيرة في الوصول إلى القمة بعد فشلهم في مشروعاتٍ سابقة أو معاناتهم من مشكلاتٍ كبيرة قبل تحويل مشروعاتهم إلى مشروعاتٍ مربحة، وهو ما يعيدنا ثانيةً إلى نقطة الشغف بالعمل، فيُمكن للإنسان الشغوف بعملٍ ما النجاح بعد الفشل والاستمرار في المحاولة لحين تحوُّل مشروعه إلى مشروعٍ مربح.

ما هو شغفك؟

سواءً كان للإنسان شغف يمكنه تحويله إلى مشروعٍ مربح أم لا، فالباب مفتوح دائمًا لتعزيز صفاتٍ كفيلة بتوسيع إدراكه للأسواق التجارية التي يمكنها استقبال مشروعه، إذ إن باب التعلُّم مفتوح أمام الجميع، بغضِّ النظر عن السنِّ أو الجنس، مع سهولة الوصول إلى المعلومة في مجالاتٍ عدة، كل ما على الإنسان فعله هو الإيمان بقُدراته و في هذه الحالة، وهو ما يتم عبر البدء بخطواتٍ ثابتة في اكتساب المعرفة الكافية عن المجال الذي يود دخوله، ثم رسم الخطوط العريضة لمشروعه المقبل، مع الحرص على الاستثمار في نفسه بشكلٍ أساسي، فهو الذي يصنع المشروع المربح وليس العكس، لا سيما وأن هناك وقتًا محددًا لمشروعاتٍ عدة تشهد ازدهارًا لفترةٍ من الزمن قبل أفول نجمها بسبب ظهور شيءٍ جديد أفضل منها وأعلى قيمة.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي الفاتورة المجمعة

أمثلة عن مشروعاتٍ قديمة وحديثة

من بين الأمثلة التي يمكن أخذها في الاعتبار كنموذجٍ لمشروعاتٍ شكَّلت مصدر ربحٍ جيد جدًّا لفترةٍ قبل إغلاقها مقاهي الإنترنت، إذ كانت منذ أواخر التسعينيات مشروعًا رائعًا يدر ربحًا كبيرًا.
وقد استمر الأمر على هذا الحال لعدة سنوات، إلا أن مقهى الإنترنت لم يعُد مشروعًا مربحًا في وقتنا هذا، مع امتلاك الجميع للهواتف الذكية، واللوحيات، والحواسب، وانتشار الإنترنت بشكلٍ أكبر وبأسعارٍ أرخص. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على المنتديات التي عرفت خلال فترةٍ معينة إقبالًا منقطع النظير، خصوصًا على المستوى العربي، قبل أن تؤثر الشبكات الاجتماعية على انتشارها.
وعليه، فإنَّ هناك مشروعاتٍ مربحة تمرُّ بفترةٍ معينة من النجاح قبل أن يتوقف عطاؤها، وهنا تبرز الحاجة إلى أن يكون الإنسان حريصًا على الاستمرار في التعلُّم دائمًا، والاستثمار في نفسه كشخصٍ قادر على مسايرة تطوُّرات عصر السرعة وتغيُّراته، فالربح هو أن يستطيع الإنسان بناء مشروعه وتحقيق الأرباح منه، ثم بناء مشروعٍ آخر اعتمادًا على مهاراته وخبراته.

مواصفات المشروع المربح

في الوقت الذي قد لا نستطيع تحديد هوية مشروعٍ بعينه، هناك مواصفات بارزة يتميَّز بها كل مشروعٍ مربح، مثل:

  • التجارة الإلكترونية: مع انفتاح العالم على مصراعَيه أمام تيسير المعاملات المالية إلكترونيًّا، أصبح بإمكان أصحاب المشروعات بلوغ الأسواق العالمية وإيصال منتجاتهم أو خدماتهم إليها، الأمر الذي يفسح المجال أمام استهدافٍ أفضل وتحقيق ربحٍ أكبر.
  • المطاعم: تبقى المطاعم مشروعًا مربحًا بالنظر إلى ارتباطها بالأكل، فالأكل تجارة رابحة، لا سيما مع انتشار ثقافة الأكل في المطاعم بشكلٍ أكبر خلال السنوات القليلة الماضية. كما أن تنوع المطابخ العالمية يتيح للشغوفين بفكرة مشروعات تقديم الطعام التخصصَ في مطبخٍ معين كالمطبخ الهندي أو التركي أو المصري وهلمَّ جرًّا، مع التركيز أيضًا على المواسم مثل شهر رمضان الذي يقبل فيه الناس على مأكولات معينة.
قد يهمك هذا المقال:   قصة نهوض الاقتصاد الألماني

وهكذا فإنَّ فكرة المشروع المربح تبقى مرتبطةً بصاحب المشروع ومهاراته كرجل أعمالٍ يسعى إلى تحقيق الربح عبر الاستثمار في تعلُّم مهارات إنشاء المشروعات المربحة رغمًا عن التغيُّرات التي يشهدها السوق في أي مجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *