الفشل الكلوي
لا يتم اعتبار مرضًا في حد ذاته، بل هو نتيجة لمرض أو عدة امراض أصابت الكلى والجهاز البولي أو الكبد، مثل التهابات الكبد، أو البلهارسيا، أو انسداد المسالك البولية، وغيرهم من الأمراض التي لا يتم علاجها بشكل جيد أو التغاضي عنها تمامًا، أو التي لا يدري المريض بوجودها من الأساس، كما توجد عدة عوامل تزيد من خطورة الفشل الكلوي واحتمال الإصابة به، وللتعرف أكثر على الفشل الكلوي، أعراضه، مراحله، علاجه، يمكن متابعة هذا المقال.
تعريف الفشل الكلوي وأنواعه
، هو عدم قدرة الكليتين على أداء وظائفهما، فتتراكم الفضلات البولية بالدم وتتجمع السوائل الزائدة لعدم القدرة على التخلص منهم، وتوجد ثلاثة أنواع من الفشل الكلوي، وهم: الفشل الكلوي الحاد، والمزمن، والفشل الكلوي في المرحلة النهائية.
الفشل الكلوي الحاد
هو فشل كلوي مفاجئ وقد لا توجد أية إشارات سابقة لاحتمالية الإصابة، أي تفقد الكلى وظائفها بشكل مفاجئ وتتراكم الفضلات داخل الجسم بسرعة، وهذا النوع خطير على كبار السن أو من يتعاطون أدوية مثبطة للمناعة، أو ممن يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، مثل الأمراض التي تخص القلب أو الكبد أو الرئة.
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة
بعض العوامل تزيد من فرص الحاد، وعلى من يمتلك أكثر من عامل من تلك العوامل الاحتراز ومتابعة وظائف الكلى باستمرار:
- تناول مجموعة كبيرة من الأدوية، ومن بينهم الأدوية المسببة لالتهاب الكلى كآثار جانبية للدواء.
- هبوط مفاجئ بالدم وعدم وصوله بالقدر الكافي إلى الكليتين، نتيجة حدوث نزيف حاد أو جفاف.
- بعد اجراء عمليات جراحية كبيرة.
- وجود أي نوع من أمراض الكبد.
- الإصابة بالسكري.
- انسداد المخرج البولي، بسبب تضخم في البروستات أو وجود ورم بالكلى أو المثانة.
- وجود حصوات على الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- الإصابة بالحروق الكبيرة أو الجروح العميقة والكبيرة.
المشكلة أن الأعراض تختلف من شخص لآخر، بل وقد لا تظهر من الأساس، وربما يتفاجأ الشخص بالإصابة بالفشل الكلوي عند يقوم بتحليل وظائف الكلى لأي أسباب أخرى، ومن الأعرض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- غثيان، قيئ، وفقدان للشهية مفاجئ.
- قلة انتاج البول بشكل ملحوظ.
- صداع واحساس بالنعاس، وهذا الإحساس شديد الخطورة لأنه قد يكون بداية غيبوبة.
- تقلبات مزاج، ارتباك، هيجان بالمشاعر.
- تراكم السوائل بالجسم، وتظهر على السيقان والاقدام على شكل تورم.
يقوم الطبيب بطلب تحليل دم وبول للكشف عن وجود الفشل الكلوي من عدمه، ولمعرفة السبب يحتاج الطبيب لأخذ عينة من الكلية نفسها، وإجراء أشعة بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية، لفحص الكليتين والبطن.
علاج الفشل الكلوي
الحاد يعتمد على معرفة المسبب للفشل ودرجة الفشل، ولكن علاج هذا النوع من السهل القيام به ويعتبر علاج سريع يتم خلال أيام أو أسابيع، ومن طرق العلاج المتبعة: تناول مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة، واتباع نظام غذائي قليل البروتينات، وعلاج الالتهابات، وتناول أدوية تساعد على تدفق الدم للكلى، وتناول أدوية لضبط معدلات البوتاسيوم بالدم، والغسيل الكلوي إن استدعت الحاجة ولم يطرأ تحسن من الأدوية بمفردها.
أعراض الفشل الكلوي المزمن
وهو نوع أخطر من الفشل الكلوي الحاد، لأنه يحدث بعد فترة من الزمن ومسبباته قد تكون مجهولة، في بعض الحالات لا تظهر أية أعراض سوى بعد فترة طويلة أو قد تظهر الأعراض التالية:
- قلة انتاج البول لفترة طويلة.
- التعب والارهاق الدائم.
- عدم القدرة على التنفس الجيد.
- الغثيان، والتشنج العضلي، وآلام الظهر.
تتعدد أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، ويمكن أن تكون واحدة أو أكثر من المسببات التالية:
- التهابات بخلايا الكلى.
- التدفق العكسي ورجوع البول في المثانة.
- تناول كمية كبيرة من الأدوية لسنوات طويلة، سواء بإرشاد الأطباء أو بدون استشارة الأطباء، لأن الكثير من الأدوية وتداخلاتها يمكن أن تؤدي على مدار السنين للفشل الكلوي.
- الاستعمال الخاطئ للأدوية المسكنة، والتي تعتبر آمنة فيتعاطها المريض بنسبة كبيرة وكأنها مجرد حلوى، مثل الباراسيتامول.
- التعرض المزمن للزئبق أو الرصاص، مما يسبب تسمم بالدم.
- تضخم البروستاتا وانسداد مجرى البول.
- مجموعة كبيرة من الأمراض المزمنة قد تؤدي للفشل الكلوي خاصة عندما لا يتم التحكم بها، ومن تلك الأمثلة: السكري، ارتفاع ضغط الدم المزمن، البلهارسيا، حصوات الكلى، تضخم البروستاتا، التهابات بالكلى بالميكروبات، العيوب الخلقية بالجهاز البولي مثل التكيسات، والنقرس.
توجد مضاعفات خطيرة للفشل الكلوي المزمن إن لم يتم العلاج، أهمهم: توقف عمل القلب بسبب اختلال توازن المعادن ومستويات البوتاسيوم بالجسم، التأثير السلبي على الجهاز العصبي، الإصابة بالأنيميا لأن فشل الكلى يؤثر على انتاج خلايا الدم الحمراء، ارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام، وغيرهم من المضاعفات الخطيرة.
التشخيص
يتم تشخيص المزمن عن طريق فحص عام بالجسم وضربات القلب والقدرة على التركيز، وتحليل دم لقياس مستويات المعادن بالجسم، وتحليل وظائف كلى، وإحصاء لخلايا الدم الحمراء، وتحليل للبول عن طريق جمع عينات البول على مدار 24 ساعة.
علاج الفشل الكلوي المزمن
يرتكز علاج الفشل الكلوي المزمن على تقليل الأعراض والمحافظة على وظائف الكلى لأطول فترة ممكنة، أو علاج الأسباب المؤدية للفشل، عن طريق ما يلي:
- ضبط الأمراض المزمنة أو علاج الالتهابات.
- تنشيط انتاج خلايا الدم الحمراء لمنع الأنيميا أو نقل الدم.
- غسيل كلوي إن تدهور الحالة، وقد يحتاج المريض إلى غسيل ثلاث مرات بالأسبوع.
- إن توقفت الكلى تمامًا عن العمل، يبدأ الأطباء بالتفكير في إمكانية زرع كلية للمريض.
أعراض الفشل الكلوي في مراحله النهائية
وهنا تصل الكلى إلى مرحلة نهائية من التدهور، وعدم القدرة على القيام بوظائفها المهمة، وتظهر الأعراض التالية:
- انخفاض شديد بكمية البول اليومية، بغض النظر عن عدد مرات التبول.
- الغثيان، القيء، الإعياء المستمر، وفقدان الشهية.
- حكة بالجلد، أنيميا، قصر النفس، صداع، ارتباك، وتشنجات.
- مشاكل بالقلب.
علاج الكلى في هذه المرحلة صعب جدًا، على الرغم من أن الكثيرين يتعايشون مع الفشل الكلوي أو ينجون منه بفضل الاكتشاف المبكر للمرض وعلاج المسبب الرئيسي للفشل، ولكن هذه المرحلة تعتمد في علاجها على الغسيل الكلوي مما يسبب ارهاق للمريض، أو زراعة كُلى إن أمكن ذلك.