تربية الأطفال
تبدو تربية الأطفال من أصعب المهام التي يواجهها الآباء والأمهات خلال مشوار حياتهم الأسري؛ إذ أن أسلوب التعامل مع الأطفال وبناء شخصياتهم منذ الطفولة وحتى مرحلة المراهقة والشباب يتطلب جهدًا مضاعفًا من قبل الأبوين للوصول إلى آلية واضحة المعالم وطريق محدد لإيصال الطفل إلى بر الأمان وصقل شخصيته بما يفيده لاحقًا في حياته وتعاملاته مع مجتمعه المحيط به، وهذا بالطبع يحتاج إلى زيادة إطلاع الوالدين على برامج ودراسات حديثة لجمع معلومات مفيدة تعينهم على ذلك، وفي هذا المقال سيتم التعرف على مجموعة من المبادئ الأساسية المتبعة لتربية أطفال ناجحين، بالإضافة إى أهم النصائح للآباء في تربية الأطفال.
المبادئ الأساسية لتربية أطفال ناجحين
هناك مجموعة من المبادئ التي يجب أن يرتكز عليها الآباء أثناء تربية وصقل شخصية أبنائهم، وأي فعل أو قول يصدر عن الأبناء في المنزل أو المدرسة لا بد أن يكون مبنيًا على هذه المبادئ أو الأسس وهي كما يلي:
- التعاون: إذ يجب على الآباء أن ينموا روح التعاون عند الأطفال خلال تعاملهم مع إخوتهم في المنزل وكذلك مع أقرانهم وأصدقائهم في المدرسة.
- التواصل: وذلك بتعميق مفاهيم التحدث مع الآخرين وتعليم الأطفال القراءة والكتابة وفن الإنصات والإستماع للآخرين أثناء حديثهم.
- المحتوى: إذ يجب على الآباء إيصال المحتوى للأبناء بشرحه بدقة وذلك بالطبع يعتمد على تعليمهم فن التواصل أولًا ليستطيعوا فهم المحتوى جيدًا.
- التفكير النقدي: وذلك بتشجيع الأبناء على طرح الأسئلة وعدم تجاهلها، كذلك الإستماع إلى نقدهم لبعض الأشياء وتقديمهم لاقتراحات بشأنها وهذا يبنى على فهم المحتوى مسبقًا.
- الإبتكار الإبداعي: وذلك بتنمية الأفكار والإبداع عند الطفل وتشجيعه على خلق مهارات جديدة وتنفيذها بتفرّد وامتياز وهذا يعتمد على تعميق التفاعل الإجتماعي بين الآباء والأبناء وعدم ترك الأطفال أسرى لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية التي تحد من نمو العقل والتفكير.
- الثقة: وهنا لا بد من الآباء من بناء أواصر الثقة والتفاهم مع الأطفال لتدريبهم على خوض التجارب الجديدة والمخاطر بأمان بالتعاون مع آبائهم للتعرف على مهارات وعلوم جديدة.
أهم النصائح للآباء في تربية الأطفال
- التعامل بلطف وحنان ورقة مع الطفل، وزرع هذه الخصال الجميلة في داخله حتى يتعلم أن يكون بالمقابل حنونًا ولطيفًا مع الآخرين، ولكي تساعده على تخطي العقبات والمتاعب في حياته مستقبلًا.
- البقاء كقدوة صالحة للأبناء؛ حيث أن الأطفال غالبًا ما يتشربون أخلاق وطباع آبائهم وأمهاتهم، لذا لا بد أن يكون الآباء مثالًا يحتذى في السلوك والأخلاق أمام أبنائهم.
- تجنب استخدام الأسلوب القمعي مع الطفل، إذ يجب على الآباء ترك مساحة من الحرية لأطفالهم للتعبير عن مشاعرهم وتحركاتهم واستكشافاتهم وعدم تقييد الطفل بشكل مبالغ به، وكذلك ترك الحرية للطفل لاختيار ما يحب أو يكره من الألعاب أو الملابس أو أصناف الطعام حتى يعتاد على الإستقلالية ويصبح أكثر انفتاحًا على الحياة وقادر على اتخاذ قراراته بنفسه.
- الإمتناع التام عن استخدام الضرب والإهانة اللفظية في التعامل مع الطفل وخاصة في سن مبكرة من العمر كنوع من العقاب، لأن أغلب الأطفال التي يتعرضون لهذه المعاملة يكبر معهم شعور الرغبة بالعدوانية في تعاملاتهم بالمدرسة والعمل فيما بعد.
- استخدام أساليب بديلة للعقاب لمنع التصرفات الخاطئة الصادرة من الطفل كالصراخ أو ركل الأشياء أو التكسير وغيرها، ومنها حرمانه من اللعبة المفضلة لديه أو حرمانه من الخروج للعب مع أقرانه أو حرمانه من صنف الحلوى المحبب له، كذلك يمكن النزول إلى مستوى الطفل الذهني ومحاورته بطريقة لطيفة وإخباره بأن هذا العمل الخاطئ هو سلوك سيء ويجب استبداله بنشاط آخر سليم.
- التخفيف من نوبات الغضب لدى الطفل والتي غالبًا ما يقوم بها من حين لآخر بالبكاء أو الصراخ وما شابه، وذلك من خلال عدم الإصرار على رفض جميع مطالب الطفل لأنه سيشعر بالإحباط الدائم، كذلك يجب على الآباء النزول لمحدودية عقل الطفل وتفهم سبب الغضب ومحاولة احتوائه دون القيام بردات فعل عنيفة قد تزيد الأمر سوءًا، كما يجب التنبه إلى ضرورة تجنب المواقف التي تثير غضب الطفل كإعطائه ألعابًا متطورة جدًا لا يستطيع الإستمتاع بها، ومنها أيضًا عدم اصطحاب الأطفال إلى زيارات أو خروجات طويلة ومملة تجعله ساخطًا وغاضبًا منها، وكذلك عدم أخذ الأطفال إلى أماكن غير مألوفة لهم أو حرمانهم الطويل من الطعام مثلًا لأن كل هذه التصرفات تثير غضبهم بشكلٍ كبير.
- تعليم الطفل النظام منذ الطفولة حتى ينشأ عليه طوال حياته وذلك بوضع أوقات مخصصة للنوم وأخرى لتناول الطعام وأخرى للعب والمرح وكذلك أيامًا محددة للخروج في نزهة.
- التنويع في النشاطات خلال اليوم وعدم حصرها في نوع معين حتى لا يصاب الطفل بالملل والرتابة والإنزعاج.
- تعليم الأطفال فنون الإنصات إلى الآخرين وعدم الرد بألفاظ خادشة أو خارجة، وتعليمهم الآداب العامة كالإعتذار عند الخطأ والشكر والإستئذان وعدم مقاطعة أحاديث الكبار وغيرها.
- تنبيه الطفل إلى عدم انتهاك خصوصيات الآخرين بالإستماع مثلًا إلى مكالماتهم الهاتفية أو نقل الكلام من شخصٍ لآخر أو اختلاق الأحاديث الكاذبة لإضحاك الآخرين لأنها ستبقى معه لعمر طويل.
- الحفاظ على استقرار الأسرة والعلاقة الطيبة بين الأم والأب للحفاظ على نفسية الطفل من التعرض لصدمات أو تغيرات حادة قد تسبب له عقد نفسية أو مشاعر عدائية تجاه الآخرين، لأن الأسر المضطربة غالبًا ما تؤثر على سلوك الطفل وقدرته على التواصل والنوم والتركيز ويصبح الطفل أكثر عرضة للإنحراف.
- إظهار الحب والمشاعر الأبوية للطفل، وذلك بالإطراء الجميل وذكر الصفات الجميلة بالطفل أمامه واحتضانه وعناقه من فترة لأخرى، والمدح والثناء على الأفعال الجيدة الصادرة منه حتى يحفزه ذلك على اتباع السلوك الجيد دائمًا.