التدخين السلبي
ينتج لدى الأشخاص عند استنشاق غير المدخن الدخان الصادر من سيجارة المدخن، او الصادر من فمه أثناء اختلاطه به، والفئة التي يتناولها التدخين السلبي هي الزوجة والأبناء أثناء تدخين الاب في المنزل، وقد يكون التدخين من قبل الأصدقاء فيحدث التدخين السلبي في العمل، أو قد يكون في المواصلات، أو الاماكن العامة، وضرر التدخين السلبي لم يتوقف فقط عند شعور الآخرين ممن يخالطون المدخن بالضيق والانزعاج وإنما تعدا ذلك إلى الآثار الصحية الضارة على الآخرين بكافة المراحل العمرية، فالدخان المتصاعد من سيجارة المدخن يحتوي على 4000 مادة، وهذه المواد توزع على الشكل التالي:90% غازية، وما تبقى 10% على شكل دقائق، ومن المواد الغازية المتصاعدة: غاز أول أكسيد الكربون، والأمونيا، الأكرولين، وكذلك غاز اكسيد النيتروجين، وغاز سيانيد الهيدرجين، وأخطر هذه الغازات غاز النيرتوزأمينز والذي هو مادة مسرطنة، وأما الدقائق الضارة فهي النيكوتين، والبنزين، ومواد أخرى مسرطنة كالقطران، والبولونيوم 210، والبنزوبايرينز.عبد الباسط محمد السيد، التدخين أسبابه وعلاجه، ألفا للنشر والتوزيع، الجيزة، الطبعة الثانية، 2009م، ص 97.
ويقصد بالتدخين السلبي استنشاق الناس بدون إرادة منهم أو رغبة الهواء المشبع بالدخان الذي يصدر عن المخنين والمعروف بالدخان الثانوي، وهو أكبر بكثير من الدخان الذي ينفثه المدخنون، لأنه هذا تجري عليه عمليات تصفية في الرئة، بينما الدخان الثانوي فإنه يحتوي على نسب كبيرة من القطران والنيكوتين وغيرها.سامي القباني، كيف تقلع عن التدخين، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1994م، ص 135.
آثار التدخين السلبي
تظهر آثار التدخين السلبي على المراحل العمرية المختلفة، بصورٍ عديدة، وآثار عظيمة يمكن بيانها على الشكل الآتي:عبد الباسط محمد السيد، التدخين أسبابه وعلاجه، ألفا للنشر والتوزيع، الجيزة، الطبعة الثانية، 2009م، ص(98 – 99).
آثار التدخين السلبي على الجنين
- تزداد معدلات الإجهاض والسقط والوفيات بنسبة 30% مقارنةً بغيرهم من الأجنة.
- تتضاعف وتزداد نسبة الولادات غير المتكاملة وهي قبل الاوان.
- يكون وزن المولود أقل من الوزن الطبيعي لأمثاله فقد يكون وزنه أقل بـ 200غم.
- ظهور انخفاض في النمو العقلي.
- تزداد معدلات التشوهات العقلية لدى الجنين.
- يتضاعف في الطفولة معدل .
- انخفاض حاد في الوظائف التنفسية للخدّج وذلك لأن 90% من الأمهات تستمر في التدخين لمدة لا تقل عن خمس سنوات فأكثر بعد الولادة، وهذا الأمر يعرض الجنين لأخطار التدخين السلبي ويستمر هذا الخطر وأثره السلبي إلى ما بعد الولادة فيكون ضرره قبل الولادة وبعدها.
الأطفال والرضع
- تزداد لدى الأطفال احتمالية موت المهد.
- يُحدث التدخين السلبي أضراراً رئوية تتعلّق بالنمو والوظيفة.
- تزداد نسبة النزلات الشعبية عند الأطفال في أول عامين من الحياة، وذلك بمعدل 50:80% وتختلف النسبة باختلاف معدل التدخين السلبي.
- زيادة احتماليتهم الإصابة بالربو، والذي هو التحسس القصبي، ويظهر ذلك بوضوح كلما ازداد سن اليافع، ويظهر انخفاض في وظائف الجسم التنفسية.
- ارتفاع احتمالات إصابة الاطفال بالأذن الصمغية وذلك بنسة لا تقل عن 30%.
- ازدياد نسبة الإصابة بالسعال والالتهاب القصبي الحاد، والأزيز عند الأطفال الذين تبلغ أعمارهم من خمس سنوات إلى احدى عشرة سنة.
آثار التدخين السلبي على الكبار
يزداد تاثير التدخين السلبي على ربات البيوت، حيث يزيد من احتمالية الإصاببة ، وتتضاعف هذه الآثار إذا كان الزوج ممن يدخنون في اليوم أكثر من 20 سيجارة، فقد أجريت دراسة على 90000 زوجة اسغرقت 14 عاماً، أظهرت أن هناك علاقة طردية في النتائج بين الجرعة والإصابة، فكلما زادت جرعة المدخن زادت إصابة المحيطين بسرطان الرئة، كما ويؤثر التدخين السلبي بزيادة احتمالات الإصابة بالالتهاب القصبي والازيز والامراض التاجيّة والوفاة، وقد أجريت دراسة في في عام 1991م أثبتت النتائج أن 52000 شخص يموتون كل عام بأمراض القلب المتسببة عن التدخين السلبي.
الأسباب النفسية للإستمرار بالتدخين
ظاهرة التدخين من الظواهر الصعبة التي يحدث فيها إمكانية تطور تعاطيه، فيكون الدافع للتدخين بحالةٍ من التواكل لدى الشخص، والإعتماد الكبير عليه بحيث يصبح التوقف عن هذه الظاهرة أمراً في غاية الصعوبة للمدخن، فيستمر بالتدخين وبصورةٍ متزايدةٍ حتى وإن لاحظ آثارها الضارة في جسمه، ولعل أهم أسباب الإستمرار بالتدخين مايلي:محمد بشير شريم، التبغ والتدخين تاريخ وآثار، منشورات الجمعية الوطنية الأردنية لمكافحة التدخين – الأردن، الطبعة الأولى، 1989م، ص(98 – 101)
- تطور الدوافع الأولية: دوافع المدخن للتدخين تختلف اختلاف المراحل العمرية والفترات الزمنية، نظراً لإختلاف المثيرات والحوافز الموجودة لدى الفرد، فالطفل مثلاً أو المراهق عندما يدخن في مرحلة ما، قد يكون سبب وحافز تدخينه، أحد مظاهر النضج والرجولة، إلى أنه لن يكون هذه الحافز موجوداً لدية إذا استمر في التدخين عندما يغدو رجلاً، وكثيراً ما تتغير أهداف وغايات المدخن، فقد يبدأ بجمع علب السجائر الذهبية أو أنواعاً معينةً من الولاعات أو المصنوعة من مواد نفيسة ونقوش جميلة، ففي هذه الحالة لا يكون الهدف هو التدخين بجدّ ذاته، وإنما جمع النفائس من أدوات تتعلق بالتدخين وهكذا، فالدوافع تختلف من فرد إلى آخر.
- التعوّد: يقصد بالتعود، الحالة الناجمة عن تكرار فعل التدخين، والذي يحمل الفرد على استمراره وجعله ينال درجةً من الرضى عند المتعاطي، فيصبح سلوكاً ثابتاً يمارسه الفرد باستمرار، وللتعود على التدخين خصائص منها: الرغبة بالاستمرار بالتدخين، ليحصل المدخن على شعور الرضى وهذه الرغبة تكون ملحةً وفي جميع الأوقات، إلا أنها تظهر في أوقاتٍ محددةٍ وثابةٍ كالتعود على التدخين بعد أخذ وجبةٍ من الطعام الدسم.
- الإدمان: هي حالة اعتماد الإنسان النفسي والجسمي لديه على التدخين، وتنشأ هذة الحالة بعد الممارسة المستمرة للتدخين ولفترات طويلة، وقد يظهر الاضطراب على الشخص إذا توقف عن التدخين، ومن خصائص هذه الحالة: رغبة الفرد وحاجتة الملحة للاستمرار بالتدخين، واستخدامه، والحصول عليه بأي وسيلة، وبأي ثمن، ويسعى المدمن أيضاً إلى زيادة كمية الدخان ويزداد الاعتماد النفسي والجسمي على التدخين جراء تأثير مادة النيوكتين.