أسباب تعاطي المخدرات
للأسف أسباب في كل العالم متشعبة جدًا، وللأسف أيضًا هذا الأمر يودي بأرواح ملايين الناس، كبار وصغار، شباب وشيوخ، نساء ورجال، الجميع تحت وطأة المخدرات يضيع ويصل إلى حافة الهاوية، ولا يستطيع أحد أن يقول أن أسباب تعاطي هي أسباب واهية، فأخذ الأمور بنوع من التهاون سيُعقد الأمر أكثر، ومن يعتبر أن المخدرات هي وسيلة للهروب من الواقع فقط، فهو لم يجرب ألم هؤلاء الناس الذين يلجئون للمخدرات كوسيلة سيئة لتخدير ألمهم النفسي وأحيانًا الجسدي، ولذلك حتى يتم علاج عملية ، وبداية فترة علاجية حقيقية، يجب على المجتمع أن يكون لديه الوعي والثقافة بأهم ، التي تجعل الناس مساجين لهذه السموم.
الألم النفسي
قد يكون مدمن المخدرات شخص غني، وأموره يسيرة جدًا، ولديه كل ما يحتاجه في حياته، ولكن في المقابل هو يشعر داخليًا بألم نفسي دفين، وقد يحدث هذا لأي شخص وليس فقط للأغنياء أو الفقراء، فهنا السبب هو الشعور النفسي المستمر بالألم، أو الجرح العاطفي، هذا الأمر لا ينتهي عند بعض الناس، ولذلك يكون المهرب الوحيد عند هؤلاء الناس، أن يأخذوا هدنة حقيقية من خلال عدم التفكير في شيء، أو رفع مستوى سيرتونين المخ بطريقة خارجية، وهو الذي تفعله المخدرات بالفعل، ولكن المشكلة هنا، هي عندما ينتهي مفعول المخدر ويعود الألم النفسي بشكل أقوى، وذلك لسبب عضوي وهو أن المخ عند إدخال محفزات خارجية له، لا يعود ليفرز نفس المحفزات الداخلية العادية من الأساس، ولذلك بيولوجيًا المخدرات تسبب المزمن، ويكون التخلي عنها صعب جدًا بسبب الخلل النفسي الذي سيسببه نقص المخدر للمدمن.
الألم الجسدي
هناك نوع من الناس يكون لديهم ألم جسدي لا يطاق، ولذلك يكون من وسائل التخفيف عنهم هو إعطائهم مورفين طبي، ولكن الأمر قد يتطور معهم ويصير المورفين بالنسبة لهم وسيلة للبقاء في حالة من عدم الألم، وهذا الأمر خطير، وهناك العديد من حالات إدمان الأطباء في العالم، وأغلب عدد وفيات الأطباء جراء المخدرات كانت بسبب إدمانهم للمورفين، والذي يكون تحت تصرفهم بالكامل، مما يسمح لهم بتناول البعض، سواء المرضى أو الأطباء فأحيانًا كثيرة يقعون تحت حِمل المورفين بسبب الاستخدام الخاطئ، ولذلك أسباب تعاطي المخدرات ليست مثلما يعتقد البعض تافهة، بل قد يكون هناك قصة مؤلمة خلف هذا الإدمان.
تناول المخدرات لأجل العمل
مثلما تم الذكر فإن الأطباء أحيانًا يلجئون للمورفين، وهذا الأمر لم يأتي من فراغ، وحسب العديد من الدراسات الأمريكية والدراسات الأخرى في العديد من البلدان الأوروبية والعربية، فإن الأطباء غالبًا يلجئون للمورفين للقدرة على إكمال النوبات المتتالية التي تكون عليهم لأجل تقديم الخدمات الطبية، حيث يضطر أحيانًا الأطباء إلى قضاء أكثر من 48 ساعة عمل متواصل مع مرضى وعمليات بشكل متتالي وبدون راحة وقد يتكرر الأمر مرات كثيرة أثناء الشهر، لدرجة أن الطبيب يلجأ إلى منشط أو مخدر حتى يكمل نوبته ويتخطى ألمه الجسدي، أيضًا السائقين الذين يقودون الشاحنات الضخمة يلجئون للمخدرات حتى يستيقظون لفترات طويلة لأنهم أحيانًا يضطروا لأن يقودوا على الطرق السريعة لنحو 10 ساعات متتالية وأكثر.
حب التجربة من أهم أسباب تعاطي المخدرات
واحد من أشهر أسباب تعاطي المخدرات حول العالم، هو حب التجربة، وذلك ينتشر في بيئتين، البيئة الفقيرة جدًا والبيئة الغنية جدًا، ولا ينتشر هذا السبب في البيئة المتوسطة ماديًا، وذلك لأن الطبقة الفقيرة، ينفقون الكثير في تناول المخدرات لأنها تنسيهم همومهم اليومية وديونهم، وأوقات تعاستهم الدائمة، أما الأغنياء فهم ينفقون الكثير في المخدرات، بسبب الرفاهية الزائدة عن الحد في الحفلات والليالي التي يتجمع فيه هذا المجتمع لأجل المتعة والسعادة فقط، ولذلك تناول بعض المخدرات تكون تجربة استثنائية للجميع، ودائمًا سيتواجد من يوجه الجميع لتجربة آخر صيحات المخدرات الجديدة والشعور الخاص بها، وفي كلا الحالتين الضحية ستدخل المصيدة ويصير مدمن في وقت قليل جدًا.
البعد عن الله
التقرب لله سبحانه وتعالى، دائمًا يجعل الإنسان في حالة خوف من الخطأ، وخوف من الله وأحكامه، أما الأشخاص الذين لا يخافون الله فبالنسبة لهم تعاطي المخدرات هو وسيلة للمتعة، ولكن الحق والضمير دائمًا يفضح هذه الفكرة، ولذلك أغلبية المدمنين يكونوا في حالة إيمانية بعيدة جدًا عن معرفة الله والدين.
آثار تعاطي المخدرات
هناك آثار مختلفة على الإنسان جراء تعاطي المخدرات وجميعها أعراض في غاية الخطر، وقد تؤدي إلى وفاة الإنسان، ولكن الأكيد أن سيدمر حياة الإنسان، في النقاط التالية توضيح لأهم هذه الآثار:
آثار سلوكية وشخصية
المخدرات، تعطل الكثير من الأشياء في الإنسان، ومنهم المشاعر والعقل، وعندما يتم تعطيل المشاعر والعقل، فالإنسان تدريجيًا لن يختلف كثيرًا عن الحيوانات، بل سيتدرج حتى يصل إلى السلوك العدواني، والقاسي، واللامبالي، الشخص الذي يتعاطى المخدرات يقع تحت وطأة تأثير المخدرات معظم الأوقات ويكون بلا مشاعر تقريبًا، وهذا لأن الكثير من المدمنين يأخذونها لأجل التخلص من المشاعر السلبية التي تؤرقهم، ومن هنا يتحول سلوك الشخص الذي يتعاطى المخدرات بسرعة كبيرة جدًا من سيء إلى أسوأ وأكثر ما يعبر عن ذلك السوء القسوة وعدم الرحمة.
آثار جسدية
تعاطي المخدرات يؤثر على جسم الإنسان بطريقة بشعة، أولها أن هذه المخدرات تعمل على تعطيل العديد من الخلايا العصبية، ثم تبدأ في عملية قتل خلايا المخ، ولو كانت هذه المخدرات في صورة أدخنة واستنشاق فالأمر قد يصل إلى مرحلة سرطان الرئة، وسرطان الغدد الليمفاوية، كل هذا غير الآثار اليومية، مثل عدم التركيز، الصداع المستمر، الرغبة في جرعات زائدة قد تسبب الموت فورًا، عدم القدرة على التخلي عن المخدر، الإرهاق الشديد مع عدم القدرة على تأدية الأداء الجسدي البسيط، فقدان الكثير من دهون الجسم، ظهور وجفاف العين والبشرة، وفقدان الشهية.