تعريف مرض دوالي الساق
مرض دوالي الساق من الأمراض الشائعة بصورة كبيرة بين مختلف الفئات العمرية، ولكنه في الآونة الأخيرة أصبح أكثرًا انتشارًا بين الشباب، ويرجع ذلك للعادات غير الصحية وخاصة الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة ألعاب رياضية قائمة على حمل الأثقال.
يرتبط عمل الأوردة الدموية في الجسم بشكلٍ أساسي بعملية نقل الدم من وإلى القلب، ولأن ضخ الدم من الساق باتجاه القلب هو عمل معاكس للجاذبية؛ فإن جدار الأوردة ذو مرونة كافية لوصول الدم إلى القلب مع انقباضات عضلات الساق، وفي الوقت نفسه تتواجد الصمامات لتغلق الطريق على الدم أثناء وصوله إلى القلب لكي لا يتراكم في أسفل الساق، وحدوث تغير في لون الأوردة أو تضخم فيها فذلك يكون إشارة إلى خلل في عمل صمامات الأوردة، وهذا ما يشار إليه مرض دوالي الساق والذي يكثر انتشاره بين النساء، فنسبة 80% من النساء عرضة للإصابة به في مراحل عمرية مختلفة.
اسباب مرض دوالي الساق
كما أشرنا فإن حدوث خلل في الأوردة أو طريقة عملها قد يتسبب في ظهور مرض دوالي الساق بصوره المختلفة، ووفق السبب تختلف حدة الإصابة وأعراضها وكذلك مضاعفاتها، ومن أبرز اسباب مرض دوالي الساق ما يلي:
- زيادة الوزن: فتعد زيادة الوزن من أبرز اسباب مرض دوالي الساق بين الرجال والنساء على حدٍ سواء، حيث تتسبب زيادة الوزن في الضغط على الأوردة الدموية في الساق، فيزداد الثقل على صمامات الأوردة ويصعب دفع الدم نحو القلب.
- الحمل: والذي يتماثل مع زيادة الوزن، حيث تظهر دوالي الساقين مع الحمل وخاصة المتكرر، وغالبًا ما يرتبط ظهورها بالشهور الأخيرة من الحمل، حيث يكون الوزن قد ازداد بصفة عامة، ويضغط ثقل البطن على الحوض وأعلى الساق، ما يتسبب أيضًا في ضعف قدرة الأوردة الدموية على ضخ الدم بصورة طبيعية.
- الوقوف لفترات طويلة: حيث يتسبب أيضًا في الضغط على الأوردة، وأبرز أشكال الدوالي في هذه الحالة تغير لون الأوردة خلف الركبة.
- الوراثة: نسبة كثيرة من الفتيات في العشرينات من العمر يتعرضن لظهور دوالي الساق، ولم يسبق لهن حمل ولا يعانون من زيادة في الوزن، ففي هذه الحالة يكون السبب في ظهور الدوالي هو العامل الوراثي، فإذا كانت الأم مصابة بالدوالي نتيجة أي سبب مما سبق، فإنه من المحتمل إصابة الابنة.
- التقدم في العمر: من أكثر اسباب مرض دوالي الساق شيوعًا، وتختلف عن الأسباب السابقة، فلا يكون الضغط عليها هو السبب في ظهورها، بل ضعف الأوردة وتمددها سببًا في عدم قدرة الأوردة على ضخ الدم بصورة طبيعية.
النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بمرض دوالي الساق، وذلك لتأثير اضطراب الهرمونات الناتج عن الحمل والولادة وفترات الطمث على الأوردة، وفي حالة الإصابة نتيجة الحمل فغالبًا ما تختفي آثار المرض وتعود الساق طبيعية خلال سنة من الولادة.
أعراض مرض دوالي الساق
غالبًا ما يكون ظهور دوالي الساق غير مصاحب بألم، ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك ألم يختلف من حيث القوة والاستمرارية لدرجة الجهد الذي يبذله الشخص المصاب، علمًا بأن تغير لون الأوردة وانتفاخها يسبق ظهور الأعراض، ومن أبرز الأعراض ما يلي:
- الشعور بثقل في الساق، خاصة مع الوقوف المفاجئ، أو مع صعود الدرج، حيث يكون هناك شعور بزيادة في وزن الساق وعدم القدرة على رفعها بصورة طبيعية.
- الشعور برجفة في الساق أو تشنج للعضلات، وقد يتسبب في اهتزاز مفاجئ للساق والسقوط عند حدوثها بصورة قوية.
- الشعور بألم في منطقة الركبة مع القيام بعد جلوس طويل.
- ظهور تغير في لون الأوردة، وزيادة انتفاخها مع تقدم مرض دوالي الساق.
- التعرض لنزيف الأوردة عند الاصطدام بها.
- ظهور كدمات زرقاء في أنحاء متفرقة من الساق.
طرق علاج دوالي الساق
بعض حالات الدوالي قد تختفي في فترة وجيزة مثل التي تظهر في الشهور الأخيرة من الحمل، ولكن بعض الحالات دائم وتؤثر على شكل الساق بل وقد تكون لها مضاعفات، ولعلاج الدوالي تتبع حلول جراحية وغير جراحية.
- علاج الدوالي جراحيًا: وتتبع في الحالات المتقدمة بحيث تؤثر الدوالي على الحركة أو نزيف تحت الجلد، على ألا يعاني المصاب من أمراض مزمنة، ويتم فيها إزالة الأوردة المصابة أو ربطها.
- علاج الدوالي بالليزر: حيث يتم فيها تسليط الليزر على الأوردة المصابة، وبرفع درجة الحرارة تتعرض الأوردة للتلف، أو يكون العلاج بالليزر من خلال القيام بما يشبه عملية القسطرة.
- علاج الدوالي بالحقن: ويستخدم فيها مواد تعمل على تصلب الأوردة، مع استخدام أربطة خاصة للضغط على الساق فتتسبب في اختفاء الأوردة المصابة مع الوقت.
يشير الكثير من الأطباء أنه يمكن الوقاية من الإصابة بمرض دوالي الساق، أو يمكن تجنب تزايد انتشارها، وذلك يمكن تحقيقه باتباع الطرق الوقائية والتي من أهمها ما يلي:
- لمن يعاني من الوزن الزائد سيكون من الضروري العمل على تخفيف الوزن، حتى يمكن الحد من انتشار الدوالي، ولتجنب أعراض أكثر خطورة مع الوقت.
- يتسبب زيادة الكوليسترول في الدم في زيادة انتشار دوالي الساق لتأثيرها السلبي على الأوعية الدموية، ولذا ينبغي الحرص على تناول أطعمة صحية، والبعد عن كل ما يتسبب في زيادة الكوليسترول، وخاصة إذا كان من يعاني من الدوالي لا يعاني من زيادة في الوزن.
- التوقف عن التدخين لما له من ضرر على الأوعية الدموية، فدوالي الساق قد تتسبب في أضرار غير متوقعة إذا كان المصاب بها مدخنًا.
- تعد ممارسة الرياضة بصورة دورية من أهم العوامل التي تساهم في الوقاية من المرض، فالتركيز على دعم حركة الدورة الدموية بالجسم يساهم في انتظام عمل الأوردة في ضخ الدم، ويساعد أيضًا على مقاومتها للعوامل المتسببة في ظهورها.
- الاعتدال في فترات الوقوف أو الجلوس، فكلما طالت المدة في الضغط على الساق كلما تسببت في تضرر الأوردة.
وبذلك يتضح أن الحياة الصحية بشكلٍ عام تساعد على تجنب الكثير من الأمراض، بل والتعافي من مرض دوالي الساق وغيره من الأمراض المرتبطة بالدورة الدموية في الجسم.