لا يزال السفر عبر الهواء واحدًا من أكثر الأشياء إثارةً في العالم، كما يُعدُّ أيضًا الطريقة الأسرع للسفر حول العالم؛ إذ تستطيع الطائرات الانتقال من مكانٍ إلى آخر وتوصيل الناس وشخن البضائع بين المختلفة في غضون ساعاتٍ قليلة. قديمًا، كان السفر عبر السفن هو أفضل الخيارات المتاحة، إذ كانت السفن تقطع المسافات الطويلة في أيامٍ وأسابيع، في حين كان استخدام الطرق يستغرق فترةً ربما تمتد إلى شهور.
ومع التقدم الحالي أصبحت هناك طائرات تستغرق دقائق للوصول إلى وجهتها، لذلك سنُسلِّط الضوء في السطور التالية على أسرع الطائرات التي استطاعت تحقيق أعلى مستوى من السرعات لم تحققه طائرات أخرى من قبل وهي اسرع الطائرات المقاتلة على الإطلاق.
طائرة Sukhoi Su-27 Flanker
مقاتلة شهيرة ذات مقعدٍ واحد ومع محرك التوأم، وهي أول طائرة روسية تعمل بنظام تحكُّمٍ عن طريق الطيران. صممها الزعيم الشهير بافل سوخوي والمهندس ميخائيل سيمونوف، ودخلت الطائرة الخدمة منذ سنة 2009 في روسيا وأيضًا الصين والهند، وقد بُنيَت لتُواجه الطائرات الأمريكية مثل F-15 Eagle، وتصل سرعتها القصوى إلى 2.35 ماك.
طائرة General Dynamics F-111 Aardvark
صممتها منذ عام 1960، وقد واجهت الكثير من الصعوبات خلال تطويرها. كانت الطائرة واحدة من الطائرات الأكثر إثارةً للجدل على الإطلاق ، لكنها حققت واحدةً من السجلات التشغيلية الأكثر أمانًا من أية طائرةٍ في تاريخ القوات الجوية الأمريكية، وهي مقاتلة تكتيكية متعددة الأغراض، قادرة على الوصول الى سرعاتٍ أسرع من الصوت، وقادرة على الطيران خلال جميع الأحوال الجوية بفعاليةٍ عالية، وقادرة أيضًا على إيصال حمولةٍ تتجاوز 14 طنًّا من القنابل أو قنبلة نووية أو صواريخ جو جو أو مدفع رشاش مستدير لذلك فهي واحدة من اسرع الطائرات المقاتلة وأكثرها أمانًا.
طائرة McDonnell Douglas F-15 Eagle
صممتها الشركة المصنعة للطائرات الأمريكية ماكدونيل دوغلاس سنة 1970، إذ أنتجت هذه الشركة أكثر من ألف نسخةٍ منها. في المقام الأول تستخدمها القوات الجوية الأمريكية، كما صُدِّرت أيضًا إلى بعض البلدان .
الطائرة قادرة على حمل قرابة 18 طنًّا بسرعةٍ تصل إلى أكثر من 2.5 أضعاف سرعة الصوت، وقد تكون واحدةً من أنجح الطائرات التي بُنيَت في أي وقتٍ مضى، ولا تزال في الخدمة مع القوات الجوية الأمريكية.
طائرة Mikoyan MiG-31 Foxhound
تصل سرعتها القصوى إلى 2.83 ماك، وهي طائرة روسية صُمِّمت خصيصًا للطيران بسرعةٍ عالية لغرض اعتراض الطائرات الغازية وتدميرها في حالة الحروب والمناورات الحربية، وهي تحديث لطائرات MiG-25 الشهيرة.
طائرة XB-70 Valkyrie
كانت النموذج الأوَّلي للمفجر النووي الاستراتيجي للقوات الجوية ، وهي قادرة على الوصول إلى سرعاتٍ أكثر من 3 ماك، وتحلق على ارتفاع 21 ألف متر، وهي طائرة فريدة من نوعها مع محركاتها الستة التي تُمكِّن من تسريعها، لكنَّ هذه السرعة أدت إلى تسخين الطائرة لتصل إلى 330 درجة مئوية في بعض المناطق.
كان هناك حاجة إلى السرعة القصوى لسببَين؛ السبب الأول هو الحصول على طائراتٍ سريعة أمام الطائرات السوفيتية، والآخر لتكون قادرةً على الهروب من انفجار القنابل النووية القادرة على إسقاط الطائرات. وكانت أول رحلة للطائرة في عام 1964، وهي الآن في مرحلة التقاعد، ولم يُصنَع منها إلا طائرتَين فقط.
طائرة Lockheed YF-12
طائرة عالية الأداء صممتها الولايات المتحدة الأمريكية، وشاركت في برنامج البحوث التي أجرته وكالة ناسا حتى عام 1979. كانت هذه الطائرة نموذجًا للطائرات الاعتراضية الأمريكية مع سرعةٍ قصوى تصل إلى 3.35 ماك، وتشبه إلى حدٍّ بعيد طائرة SR-71 Blackbird. وقد سُجِّلَت في كتب التاريخ وقتها على أنها الأسرع والأعلى ارتفاعًا ولازالت واحدة من اسرع الطائرات المقاتلة في التاريخ.
طائرة Lockheed SR-71 Blackbird
قُدِّمت الطائرة للمرة الأولى في عام 1966، واستخدمتها القوات الجوية الامريكية ووكالة ناسا الفضائية. صُنِع من الطائرة 32 نسخة، تُستخدم كلها للاستطلاع والبحث التجريبي، وبُنيَت بقطعٍ صغيرة جدًّا لتجنُّب ارتفاع درجة حرارتها وضغطها، بالإضافة إلى القدرة على المناورة والوصول إلى السرعات القصوى التي قد تصل إلى 3.2 ماك وعلى ارتفاع 85 ألف قدم.
طائرة North American X-15
تصل سرعتها القصوى إلى 6.70 ماك (قرابة 7200 كم / ساعة) في تجربةٍ أُجريَت في 3 أكتوبر 1967. بُنيَت الطائرة كجزءٍ من برنامج بحثي لأغراضٍ بحثية، وقامت بـ 200 رحلة اختبارٍ نيابة عن وكالة ناسا بين 1960 و1968، وكسرت كل الأرقام القياسية من ناحية السرعة والارتفاع. وقد سمحت الولايات المتحدة لها بالتحرك لجمع البيانات على نطاقٍ واسع والانطلاق بسرعةٍ عالية خارج الغلاف الجوي، فضلًا عن تقنيات إعادة الدخول في الغلاف الجوي. تُحمَل الطائرة على طائرة بي 52 ثم تُطلَق في السماء لعدم قدرتها على الإقلاع.