أوديب هي أسطورة إغريقية قديمة تحكي عن بطل إغريقي يدعي أوديب يتم تنصيبه ملكًا على طيبة بعد أن يقتل أبيه ويتزوج من أمه؟ فما هي قصة أوديب؟ ولماذا قتل أباه وتزوج من أمه؟ وما هي النبوءة التي أخبرته بها عرافة أبولو؟ وهل تحققت؟ وما معنى عقدة أوديب؟ غريبة تستحق الإطلاع ومن خلال السطور القادمة سوف نستعرضها.
أسطورة أوديب قتل أباه و تزوج من أمه
تبدأ أحداث القصة داخل قصر الملك لايوس وزوجته جوكوستا عندما أخبرته الملكة أنها حامل وذلك بعد أن ظلا لفترة طويلة بدون إنجاب، فرح ملك طيبة بهذا الخبر السعيد وانتظر وصول المولود، وعندما ولدت جوكوستا طفلها أخذه الملك إلى معبد أبولو في دلفي لمعرفة مستقبل وطالع الطفل حيث اشتهرت كاهنة المعبد بصدق نبؤتها، وعندما رأته الكاهنة أخبرت لايوس أن هذا الطفل ما هو إلا قاتل له وأنه سوف يتزوج من أمه جوكوستا، انزعج الملك من نبوءة العرافة، وانطلق في طريقه حتى وجد راعيًا للأغنام.
طلب الملك من راعي الأغنام أن يتخلص من الطفل وأن يلقيه من فوق الجبل ولكن الراعي لم يستطيع ان يفعل ذلك مع الطفل المسكين، أما لايوس فقد اخبر زوجته أن الطفل مات، ذهب الراعي بالطفل، وأعطاه لراعي آخر يتولى أمره، كان هذا الراعي هو راعي الملك بوليبوس، الذي كان يعاني من عدم الإنجاب هو وزوجته ميلوب، فوهبهم الراعي الطفل، فقاما بتربيته وأطلقوا عليه أوديب وأخفوا عنه الحقيقة.
أوديب و أحجية الوحش أبو الهول
كبر أوديب وصار شابًا قويًا، وذات يوم وبينما هو يمشي في الطريق قابله رجل مخمور وعايره بأنه لقيط، أسرع أوديب لأبيه وأمه اللذان أنكرا كلام الرجل، فأسرع أوديب إلى العرافة في معبد أبولو حتى يعرف منها طالعه، فأخبرته بأنه سوف يقتل أبيه ويتزوج من أمه، فأسرع أوديب بالهروب حتى يهرب من هذا المصير المشؤوم.
وبينما هو في طريقهن قابل رجل كبير في السن، فتعاركا حتى قتله أوديب، ولم يكن هذا الرجل في الحقيقة سوى الملك لايوس قد ضل الطريق عن الحرس الخاص به، ولكن بالطبع لم يكن أوديب يعرفه، أو حتى يعلم أن النبوءة تتحقق، استمر أوديب في طريقه لكن استوقفه وحش الذي كان حارسًا على ولا يستطيع أحد أن يدخلها إلا بعد أن يجيب على أحجيته، وإلا كان مصيره القتل والأكل.
سأل أبو الهول أوديب من هو الذي يمشي على أربع عند الصباح واثنتان بعد الظهر وثلاثة عند المساء؟ فأجاب أوديب: الإنسان يحبو على أربع وهو طفل، ويمشي على قدمين وهو شاب، ويستخدم عصا تساعده على المشي في الشيخوخة، وهنا سمح الوحش أبو الهول لأوديب أن يدخل طيبة مرحبًا به.
تحقق نبوءة عرافة أبولو
كانت طيبة يسودها الهرج والمرج بعد اختفاء ملكهم لايوس فقرروا أن أول من يدخل المدينة ويستطيع أن ينجو من الوحش أبو الهول هو من يستحق أن يكون ملكًا عليه، فكان أوديب أول من دخل طيبة، فزوجوه ملكتهم جوكوستا ونصبوه ملكًا عليهم.
عاش أوديب لفترة طويلة مع جوكوستا وأنجب منها أربعة أطفال، وبعد فترة حلت مجاعة شديدة على القرية، وعندما استدعى أوديب عرافة أبولو، أخبرته بأن المدينة ملعونة، ولن تنفك عنها اللعنة إلا بالعثور على قاتل الملك لايوس، فأقسم أوديب على أن يجده ويقوم بفقأ عينه ويطرده من المدينة.
فقام أوديب باستدعاء نبي يدعى تريسياس حتى يخبره عن مكان قاتل الملك لايوس، إلا أن تريسياس أصر على عدم الكلام مع أوديب، وبعد مشادة كلامية طويلة، اعترف تريسياس لأوديب بأنه هو من قتل لايوس أثناء مروره بالطريق، فتذكر أوديب الرجل الذي قتله، وحزن حزنًا شديًدا فقد شعر أنه السبب في هذه المجاعة.
أوديب يعرف الحقيقة كاملة
وصل أوديب رسول من مدينته وهو راعي الملك يخبره بموت أبيه الملك بوليبوس، ولكن أوديب يفرح لأن النبوءة لم تتحقق فيقرر عدم الذهاب لحضور الجنازة، فيخبره الراعي أن الملك بوليبوس ليس أبوه الحقيقي، وأنه قد حصل عليه من راعي الملك لايوس الذي أخبره أنه يجب عليه قتله لكن الراعي لم يستطيع القيام بذلك.
وقعت الكلمات كالصاعقة على جوكوستا فقد شعرت بالعار لأنها تزوجت من ابنها وأنجبت منه، فقامت على الفور ودخلت غرفتها وأغلقت الباب ثم شنقت نفسها، كان أوديب يسمع كلمات الراعي وهو مذهول فقد تحققت نبوءة العرافة، فو قاتل ليوس وتزوج من جوكوستا أمه، فهرع على الفور لغرفتها فوجدها قد ماتت، جلس أوديب بجانبها يبكي عليها ثم تذكر قسمه فأحضر دبوسًا من قميص أمه وقام بفقأ عينيه ثم خرج هائمًا على وجهها يمشي في الطريق بلا مرشد، ولا صاحب.
سيجمان فرويد وعقدة أوديب
استخدم سيجمان فرويد عالم الشهير أسطورة أوديب في وصف ذلك المرض النفسي الذي يقوم فيه بالتعلق بأمه بشكل مرضي و فسر ذلك على أنها مجموعة من الأحاسيس الجنسية المكبوتة الموجود في العقل الباطن للطفل تجاه أمه، مما يجعله متمسكًا بها طوال الوقت و لا يستطيع التخلي عنها أبدًا.