تبدأُ تغيرات فسيولوجية وجسمية بالحدوث مع الحمل نتيجة لارتفاع مستويات هرمونات الحمل؛ الإستروجين والبروجسترون، حتى يتهيأ الجسم لتوفير البيئة الصحيحة لنمو الجنين، وتتسبب هذه التغيرات في ظهور عدد من اعراض الحمل بعد التبويض.
أعراض الحمل بعد التبويض
ظهور بقع من الدم وتشنجات في البطن
ظهور بقع من الدم باللون الفاتح قبل موعد الدورة الشهرية عادة ما تكون علامة أولى لحدوث الحمل، ويتبعه انقطاع في الدورة المقرر حدوثها طبيعياً، يحدث ذلك عند التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم، في الفترة ما بين 6 إلى 12 يوماً من تخصيب البويضة، وتأخذ هذه البقع اللون البني ، أو الأحمر الفاتح، ويصاحب ذلك تشنجات أو مغص أسفل البطن.
أما خروج الدم في الدورة الشهرية المعتاد فيكون أكثر حجما وأغمق لوناً، ويأتي في موعد الدورة الشهرية المعتادة عند المرأة، ويستمر لأيام، ويصاحبه آلام شديدة ومغص يمتد من أسفل البطن إلى الظهر، بينما تكون آلام التصاق البويضة في الرحم عادة خفيفة، ولا تستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
الإفرازات المهبلية
قد تلاحظ المرأة في بداية الحمل وجود إفرازات مهبلية بيضاء، بدون رائحة كريهة أو حكة، و ذلك بسبب زيادة سُمْك جدار المهبل، ويمكن لهذه الإفرازات أن تستمر خلال الحمل، ولا تحتاج إلى العلاج.
وتتسبب التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على بيئة المهبل في الحمل في زيادة الحامضية، واحتمال نمو الفطريات مثل الكانديدا، التي تظهر أعراضها على شكل إفرازات مهبلية مصحوبة بحكة، وتستلزم استشارة الطبيب. وتشير الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة باللون الأصفر أو الأخضر الغامق، إلى وجود التهابات بكتيرية تستدعي العلاج.
تغيرات الثدي
تلاحظ المرأة الحامل تورم الثدي وثقله، مع الشعور بألم أو نغزات في الثدي، ويتغير لون المنطقة المحاطة بالحلمة لتصبح أغمق.
الغثيان أو ما يسمى (الإعياء الصباحي)
ويحدث عادة صباحاً وفي خلال أسبوعين من انقطاع الدورة الشهرية، وقد يستمر في الثلاث الأشهر الأولى من الحمل، ويحفزه رؤية أو رائحة الطعام، ويحدث ذلك بسبب ارتفاع مستويات هرمونات الحمل.
تقيؤ الحمل (Hyperemesis Gravidarum)
يتسبب تقيؤ الحمل المتكرر في فقدان السوائل، وتغير مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والكلور، واختلال توازن حامضية وقاعدية الدم، ويحتاج إلى مراجعة الطبيب، ويصاحب التقيؤ أعراض أخرى مثل التعرق، وزيادة إفراز اللعاب، الخمول والوهن العام والدوخة. ويتم علاجه باستخدام مضادات التقيؤ، ومضادات الهستامين الآمنة في الحمل، والتعويض بالسوائل الوريدية، ومكملات فيتامين ب6.
ارتجاع المريء والحموضة
حيث يعمل هرمون البروجسترون على ارتخاء صمام المرئ مسبباً ارتجاعاً في الطعام من المعدة، وتزداد هذه الأعراض حدة تدريجياً بالتقدم في الحمل، نتيجة لإرتفاع الضغط داخل البطن مع نمو الجنين.
ويمكن التخفيف من ارتجاع المرئ أثناء الحمل بتناول وجبات صغيرة ومتعددة في اليوم، بدلاً من وجبة رئيسية كبيرة، والجلوس لمدة ساعة على الأقل بعد تناول الطعام، ويمكن استشارة الطبيب إذا دعت الحاجة لإستخدام مضادات الحموضة.
الإمساك وغازات البطن
يحدث الإمساك وغازات البطن في الحمل ما بين 4 الى 6 أسابيع من انقطاع الدورة، بسبب تناول المرأة للمكملات أو الفيتامينات المحتوية على الحديد، وبسبب هرمون البروجسترون، حيث أنه يُنقص حركة عضلات الأمعاء ويُقلل نشاطها، وتقل هذه الأعراض تدريجياً مع تقدم الحمل. ولا يتطلب ذلك استخدام المليّنات، بل يفضّل تعديل نمط الغذاء بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الخضار، وشرب الماء بكثرة.
ولا يًسبّب الحمل الإسهال بل العكس، وفي حالة حدوث الإسهال في الحمل، يدل ذلك على وجود إلتهابات معوية: كالنزلات الفيروسية والبكتيرية، أو وجود الطفيليات كالأميبا.
التعب والإعياء
يظهر ذلك قبل انقطاع الدورة الشهرية، ويختفي بعد 12 أسبوعاً من الحمل. ويرجع سبب التعب والخمول في مراحل الحمل الأولى إلى ارتفاع مستوى الهرمونات، نقص السكر، وانخفاض ضغط الدم.
الدوخة
بسبب توسع الأوعية الدموية الناتج عن تأثير الهرمونات، وزيادة حجم الدم، يهبط ضغط الدم مما يسبب الدوخة في الحمل، وهو أمر طبيعي، ويمكن التخفيف من الدوخة بتناول الأغذية المتوازنة والغنية بالبروتينات والحديد بانتظام، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، والاستحمام بالماء الساخن.
زيادة التبوّل
يزداد حجم الدم الذي يضخه القلب في الأوعية الدموية إلى الكلى، ويؤدي ذلك إلى زيادة حجم البول في الحمل، ويدل حرقان البول على احتمال وجود التهابات في المسالك البولية، وقد يظهر في فحص البول وجود البكتيريا أو خلايا الدم البيضاء بكثرة، مع تغير رائحته. ويجب علاج الالتهابات البولية في الحمل سواء كانت صامتة أو مصحوبة بالأعراض، وذلك لأنها تؤدي إلى مضاعفات كبيرة في الحمل وأهمها: الولادة المبكرة.
وظهور رغوة في البول مع الحمل بعد الأشهر الثلاث الأولى، قد يُنذر بوجود ما يُعرف بتسمم الحمل(pre-eclampsia) والذي يصاحبه ارتفاع الضغط في الحمل، فيجب زيارة الطبيب لقياس الضغط، وعمل الفحص المختبري للبول للتأكد من خلوه من البروتين.
ظهور الحبوب في الوجه
حيث ينتج عن زيادة حجم الدم وارتفاع مستويات الهرمونات؛ زيادة في عمل الغدد الدهنية، وتكوّن البثور أو الحبوب في الوجه.
ظهور بقع بُنيّة على الوجه
قد يظهر على المرأة الحامل بقع بُنيّية في الخدود، الجبهة أو الذقن، وسبب ذلك تأثير الهرمونات على صبغة الميلانين في الجلد وزيادتها.
تقلّبات المزاج
يؤثر ارتفاع مستوى هرمونات الأستروجين والبروجسترون على مزاج المرأة الحامل، ليصبح أكثر حساسية، مع زيادة في التهيج والانفعال، وقد تعاني المرأة الحامل من الاكتئاب، التوتر، أو العصبية، وقد تشعر على العكس من ذلك بالنشوة.
الآم الظهر والصداع
تعاني المرأة الحامل من الصداع في الحمل، وعادة ما يكون خفيفاً. أما الصداع المستمر، مع وجود غشاوة أو زغللة في النظر، وخاصة بعد الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل، فقد يدل على ارتفاع ضغط الدم في الحمل أو تسمم الحمل (pre-eclampsia)، أو فقر دم مصاحب للحمل، وتظهر مع الحمل الآم في أسفل الظهر، تزداد مع تقدم الحمل، بسبب تمدد أربطة الرحم مع نمو الجنين.
تغيرات في حاسة الشم والتذوق
تلاحظ المرأة الحامل عدم الرغبة ببعض أنواع الأطعمة، والطلب المفاجئ لنوع معيّن من الطعام، والشعور بطعم معدن في الفم.
احتقان الأنف
تحدث علامات تشبه الزكام في الحمل، كاحتقان وسيلان الأنف، وذلك بسبب تأثير الهرمونات، وزيادة الدم في الأغشية المخاطية.
زيادة الوزن
يبدأ الوزن بالزيادة في الثلاثة أشهر الأولى للحمل، فيزداد الوزن عادة من نصف إلى 2 كيلو.
زيادة ضربات القلب وتغيرات التنفس
يزداد معدل ضربات القلب بعد الأسبوع الثامن للحمل بحوالي 15 ضربة في الدقيقة أكثر من المعدل الطبيعي، وذلك بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات، ولا يزداد معدل التنفس في العادة، وإنما يصبح أكثر عمقاً. وتشعر المرأة الحامل بضيق التنفس أحياناً، وينتج ذلك عن خفض الجسم لضغط غاز ثاني أوكسيد الكربون في الدم لإستقبال هذا الغاز من الجنين.
الشعور بحركة الجنين في الحمل
بعد انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (20 أسبوعاً)؛ يبدأ الشعور بحركة الجنين في الحمل مثل جناح الطير على البطن.