الاستغفار

الاستغفار هو واحة المحبين المقبلين بقلوبهم على الهدف الأسمى في الحياة، الراجين عفو ربهم، يخافون مراقبته، ويؤمنون به حقَّ الإيمان، فالاستغفار هو اللجوء إلى الله تعالى وطلب المغفرة، والمعني هنا بالاستغفار هو الاستغفار بالقلب وباللسان، أما الاستغفار باللسان فقط فيستحق الاستغفار عليه، فاللسان يستغفر والقلب مصر على معصيته، كما قال الإمام القرطبي رحمة الله عليه القرطبي: ص110 ، ولما كان الاستغفار هو عبادة الأنبياء التي شرعها الله لعباده وأمرهم بها {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} 20 كان حري بكل مسلم أن يعلم حقيقة وفضائله حتى يلزمه طوال حياته.

فضل الاستغفار

ورد الأمر بالاستغفار في في غير موضع في القرآن الكريم، وفي كل مرة كان ذكر الاستغفار يقترن بفضيلة وأجر عظيم، ومن هذه الفضائل ما يأتي:

  1. الاستغفار عبادة أمرنا الله تعالى بها مقترنة بالتوبة: قال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} # أثنى الله على أهل الاستغفار ومدحهم، فالاستغفار شيمة المتقين: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة آل عمران: 15-16
  2. الاستغفار موجب للمغفرة والرحمة: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} ، {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: 46
  3. الاستغفار يجلب الخير والبركة: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} نوح: 10-12
  4. الاستغفار عبادة الأنبياء: قال صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» عليه .
قد يهمك هذا المقال:   حكم الطلاق

الاستغفار يرفع الهم والبلاء ويفرج الكرب ويزيل الوحشة ويؤنس القلوب، هو سنة الأنبياء الأولين والآخرين، من لزمه سهّل الله تعالى له الطاعات، وحفظه عن النواهي والمنكرات، وأبعد عنه شياطين الجن والأنس، ورزقه من حيث لا يحتسب، عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» ابن ماجة في سننه .
فالمستغفر متنعم بقرب الله، لا يمنعه من الجنة إلا الموت، يقبل بقلبه وبعقله على اللجوء إلى الله أملًا في عفوه، ورجاءً في رحمته، وخوفًا من عقابه وغضبه، فيقبل الله تعالى عليه، وهو رب الأرباب فرحًا بتوبته وندمه على معصيته؛ فيربط على قلبه حتى يستشعر حلاوة والطاعة، وتصغر الدنيا في قلبه؛ فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} 73 .

أنواع الاستغفار

والمقصود بأنواع الاستغفار هي الصيغ المختلفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار، ومنها:

  1. سيد الاستغفار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يقول العبد: «اللهم أنت ربي، وأنا عبدك لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنوبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» أبو داود في سننه .
  2. عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم» البخاري في صحيحه .
  3. عن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فرَّ من الزحف» أبو داود في سننه .
قد يهمك هذا المقال:   مبطلات الوضوء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *