الاشهر الميلادية

الأشهر الميلادية

تُعدّ وعددها 12 شهراً، أو كما تُسمّى بالتقويم الميلادي، الأشهر الأكثر استخداماً في هذا العصر، حيثُ تستخدمه أغلب دول العالم، بما فيهم الدول العربية، وتعود تسميتها بـ “الميلادية” نسبةً إلى ميلاد المسيح عليه السلام. وفي المقالة هذه سيتم التعرف على تاريخ هذه الأشهر، ومعناها بالتفصيل.

تاريخ الأشهر الميلادية

قبل 750 عامًا من ميلاد المسيح عليه السلام، كان يقسمون السنة إلى 10 شهور فقط، وكان التقويم قمريًا، حتى جاء ملك روما واسمه «توما الثاني»، وقرر إضافة شهرين آخرين هما يناير وفبراير، فأصبحت الأيام 355 يوما مقسمة على 12 شهراً.

وفي العام 46 قبل الميلاد، قام الإمبراطور الروماني يوليوس باستدعاء المنجّم المصري «سوريجين» من مدينة الإسكندرية وقام بطلب وضع تاريخ حسابي يعتمد عليه ويؤرخ به بحيث يكون شمسيًا، ففعل ذلك، وسمي هذا التاريخ بـ «اليولياني» نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وهذا التاريخ ظل معمولاً به قبل وبعد ميلاد المسيح عليه السلام.

بدأ التاريخ الميلادي بختان المسيح عليه السلام في 1 يناير، وكان قد ولد قبلها بخمسة أيام تقريبا، وسميت تلك الأشهر بهذه الأسماء تمجيدًا لألهة الرومان، فرغم ميلاد المسيح الذي جاء برسالة سماوية محكمة، فإن بعض تلك الشهور تنسب لتلك الآلهة المزعومة إلى هذا اليوم.

وجميع الشهور الرومانية، تقابلها أسماء لشهور أخرى في الحضارات المختلفة سواء لدى العرب أو غيرهم، ولكن الغالب والسائد هو استعمال الشهور الرومانية واللاتينية، نظرًا لتوافقها مع التاريخ الميلادي.

تقسيم الأشهر الميلادية

يمكن تقسيم الشهور الميلادية، إلى الآتي، ثلاثة منها تنسب لآلهة يونانية ورمانية، و3 تنسب لمواسم وأعياد لدى الرومان أيضًا، واسما اثنين من الأباطرة الرومان، وهما «يوليو وأغسطس»، والباقي ترمز لأرقام عند الرومان.

  1. شهر يناير، والذي يُنسب لإله يسمى «يانوس»، وكان الرومان يعتقدون أنه يحرس السماء، وكانوا قد أعدوا تمثالاً له من جانبين، الأول يشير إلى البداية والثاني للنهاية، لذلك فإن شهر يناير يكون نهاية سنة قديمة وبداية واحدة جديدة.
  2. شهر فبراير، والذي سُمي بهذا الاسم نسبة إلى «فيبرووس»، حيث كان الرومان ينظمون حفلات للتطهير والتنقية وكلمة «فيبرا» بمفردها تعني التطهير، وكانوا يتقربون بتلك الحفلات إلى هذا الإله المزعوم.
  3. شهر مارس، ويعني نهاية وبداية فصل الربيع وتبدأ به ، وفي التاريخ الروماني عُرف إله يسمى «آريس»، كان هو إله الحرب والزراعة في التاريخ الروماني، ويعني في القديمة «الثبات أو النوم العميق».
  4. شهر إبريل، وينسب إلى إله يدعى «أفروديت»، وهو إله الحب اليوناني وكانت هذا الإله مختصا بفتح أبواب السماء لتسطع الشمس ويبدأ فصل الربيع بعد انتهاء فصل الشتاء.
  5. شهر مايو، وهو يُنسب للإلهة «مايتسا» وهي ترمز للشرف والنضج والتبجيل ووالدة الإلهة عطارد إله الخصب والنماء.
  6. شهر يونيو، وهو يشير إلى إحدى وأهم الآلهة لدى الرومان وهي «جونو»، وتعني باللاتينية.
  7. شهر يوليو وهو يُنسب للزعيم الروماني يوليوس قيصر، وقبل هذا الاسم كان يسمى «كوينتيليس»، بمعنى الشهر الخامس في التقويم الأول، ورغم أن يوليوس قيصر – بحسب روايات تاريخة – يُعدّ من ضمن أكثر الشخصيات سفكاً للدماء، فإن اسمه وذكراه موجودة، ولم يستطع أيّ أحدًا تغييرها. وقد أعلن «قيصر» نفسه ديكتاتور روما مدى الحياة، وانقلب أصدقائه عليه، خاصة بعد أن سمى باسمه أحد الشهور، واجتمعوا حوله في مجلس الشيوخ، وطعنوه حتى أقرب الأصدقاء له شارك في ذلك، ويقال إنه ردد كلمات أخيرة والخناجر في جميع مناطق جسده، وهي «هذا مصير المستبدين». ومن بين الأمور الطريفة أيضا في حياة «يوليوس»، هيّ أنه أمر بوضع تمثاله بجانب أباطرة الرومان القدماء، وكان يحكم شعبا يكرهه، ويعلم ذلك، ثم وضع اسمه وصورته عنوة على النقد، ومع ذلك استمر فترة ليست قصيرة في الحكم.
  8. شهر أغسطس والذي سُمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور «جايوس أوكتافيوس»، والذي جعل من روما إمبراطورية كبيرة، وكان عمه الكبير هو يوليوس قيصر، وتمكن من إيجاد تحالف ثلاثي قوي لهزيمة قتلة عمه، وتمكنوا من ذلك بالفعل، ثم قسم الزعماء الثلاثة الإمبراطورية الرومانية إلى 3 أجزاء حكموها بالقوة العسكرية. ولا خلاف في أن «أغسطس» سار على نهج عمه، وسخر جيدًا الظروف لتحقيق هدفه، واحتفظ بسلطته الاستبدادية على الجمهورية وحولها لإمبراطورية، وكان يملك صلاحيات واسعة مدى الحياة، وكان يتخلص دائما من معارضيه، لكنه مع ذلك أحدث طفرة حضارية لدى الرومان، فشيد العديد من المعابد واتخذ الكثير من القرارات الهامة للدولة الرومانية.
  9. شهر سبتمبر، فهو الشهر السابع قبل إضافة الشهرين «يناير وفبراير»، وتم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الرقم سبعة في التقويم الروماني.
  10. شهر أكتوبر والذي سًمى بهذا الاسم لأنه الشهر الثامن، ورقم ثمانية باللغة اللاتينية يسمى «Octo»، وهو ترتيبه في التقويم الروماني القديم.
  11. شهر نوفمبر والذي سمي بهذا الاسم لأنه الشهر التاسع، ورقم 9 في التاريخ الروماني ينطق «novem» باللاتينية.
  12. شهر ديسمبر هو رقم عشرة وينطق «decem»، وهذه الشهور وضعت أسمائها قبل إضافة يناير وفبراير، وبعد إضافتهما بقيت كما هيّ.
قد يهمك هذا المقال:   اسباب سقوط الدوله العثمانيه

علاقة مصر مع الدولة الرومانية

من المفارقات التي لا بد من ذكرها هنا، هو الأهمية الكبيرة التي كانت تحظى بها مصر، لدى قادة الرومان، حيث كانت تتميز بموقعها الجغرافي المهم جداً، بالإضافة إلى ثروتها الكبيرة خاصة بالنسبة لروما حيث كانت تعيش على القمح القادم من مصر منذ زمن طويل.

ويعتقد مؤرخون، أن مصر كانت بمثابة سلة غذاء للإمبراطورية الرومانية، لذلك رأى الإمبراطور أغسطس أن يقوم بوضع نظاماً مميزاً مختصاً لمصر، بحيث يختلف عن باقي الولايات، وقد قام بذلك بعد أن قام بالتخلص من بطليموس الخامس عشر (قيصرون)، وهو أخوه غير الشقيق، حيثُ أصبحت مصر تابعةً بشكل مباشرة للإمبراطور وليس للسناتور، كما أن الحاكم لمصر كانت رتبته أعلى وأرفع من رتب باقي الحكام في باقي الولايات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *