الاقتصاد والمشكلة الاقتصادية
كثيرًا ما تردد على أسماعنا كلمة المشكلة الاقتصادية وما يواجه البلاد من مصاعب وما تتكبده من عناءٍ لحلِّ تلك المشكلة، لكن ماذا تعني “المشكلة الاقتصادية”؟ وهل لها هذا القدر من الأهمية أم أنها مبالغة فقط؟
يمكن تلخيص المشكلة الاقتصادية، التي يحاول الاقتصاديون حلَّها، بأنها عبارة عن ندرة الموارد المتاحة مقابل الحاجات الإنسانية المتعددة واللانهائية. ويشمل مفهوم الموارد المتاحة الموارد الطبيعية والعمل ورأس المال، بينما يشير مفهوم الحاجات الإنسانية اللانهائية إلى أن الإنسان كلما أشبع حاجةً أو رغبةً تطلع إلى إشباع حاجةٍ أخرى، كما أن التطوُّر البشري والتقدم والرقي كل ذلك يؤدي إلى زيادة حاجات الإنسان.
أخيرًا: الموارد المتاحة تتصف بالندرة وذات استعمالاتٍ أو استخداماتٍ بديلة، وهنا تكمن المشكلة الاقتصادية؛ فالموارد نادرة بالنسبة إلى الحاجات الإنسانية، والمجتمع أو الفرد مهما امتلك من موارد فإنها لن تكفي لإشباع حاجاته ورغباته. ونتيجةً لهذه المشكلة، يواجه المجتمع أو الفرد “مشكلة الاختيار”، أي: ما هي الحاجات والرغبات التي يختار إشباعها من بين جميع حاجاته ضمن موارده المتاحة. لذا يجب على المجتمع أن يُرتِّب جميع حاجاته التي يرغب في إشباعها وفقًا لمدى أهميتها وتفضيلاته لها: غذاء – ملابس – سكن – علاج – تعليم – مواصلات.
وكل ما سبق يدور حول هدف علم الاقتصاد؛ فعلم هو فرع من العلوم الاجتماعية يدرس السلوك الفردي أو الجماعي من ناحية محاولة تخصيص الموارد المتاحة النادرة وذات الاستعمالات البديلة بين الحاجات الإنسانية المتعددة، وكيفية تحقيق ذلك عن طريق إجراء عمليات التبادل في الأسواق.
لذا، فالمشكلة الاقتصادية تقتضي من الإجابة على الكثير من الأسئلة، والتي تكون في مجموعها ما يُعرَف بـ”أركان المشكلة الاقتصادية”، ومن أهم هذه الأسئلة:
- ماذا ننتج؟ أي ما هي السلع والخدمات التي يجب على المجتمع أن ينتجها لتغطية حاجاته.
- كيف ننتج؟ أي ما هي الطريقة المثلى للإنتاج؟ وما هي الموارد التي ستُستخدَم في الإنتاج؟ وبأيِّ مقدارٍ يُستخدَم كل مورد؟
- لمن ننتج؟ أي كيف سيُوزَّع الناتج بين أفراد المجتمع؟
- كم ننتج؟ أي تحديد الكميات المطلوبة من كل سلعةٍ وخدمة.
الاقتصاد الجزئي
يختص الاقتصاد الجزئي بدراسة السلوك الاقتصادي للمستهلك كفرد، أو المنتج كوحدة إنتاجية واحدة، أو سوق سلعةٍ معينة أو خدمةٍ معينة.
وقد سُمِّي بالتحليل الاقتصادي الجزئي لأنَّ كل وحدةٍ يتناولها بالدراسة ما هي إلا وحدة واحدة تكون جزءًا من إجمالي الوحدات المكونة لمجموعةٍ معينة؛ فمثلًا المستهلك ما هو إلا فرد واحد من إجمالي عدد المستهلكين، ومن ثمَّ يكون طلبه جزءًا من طلب جميع المستهلكين، كذلك الأمر بالنسبة إلى المنتج.
الاقتصاد الكلي
يتناول السلوك الاقتصادي بأكمله، بمعنى آخر يتناول المتغيرات أو العناصر الكلية مثل الدخل القومي والناتج القومي الإجمالي والاستهلاك الكلي والادخار الكلي و الكلي على مستوى الاقتصاد ككل.
أهمية الاقتصاد الجزئي
قد يبدو لك الأمر سهلًا، إلا أن الاقتصاد الجزئي مهم جدًّا للكثير من الأفراد المنتجة والمستهلكة وأيضًا الحكومة ورجال الأعمال والشركات وغيرها، ونذكر جزءًا من أهمية الاقتصاد الجزئي فيما يلي:
- أهمية الاقتصاد الجزئي للمستهلكين
- أهمية الاقتصاد الجزئي للشركات ورجال الأعمال
- أهمية الاقتصاد الجزئي للحكومة
- أهمية الاقتصاد الجزئي في دراسة العلوم الاقتصادية الأخرى
المفاهيم الأساسية للاقتصاد الجزئي
تتضمن دراسة الاقتصاد الجزئي الكثير من المفاهيم الأساسية، بما في ذلك:
- الطلب والعرض والتوازن
- نظرية الإنتاج
- تكاليف الإنتاج
- اقتصاديات العمل