التعامل مع الطفل العنيد

التعامل مع الطفل العنيد

الطفل العنيد هو أصعب أنواع في التعامل، وهذا لأسباب عدة، أهمها أن هذا الطفل لن يتوقف عند العناد؛ بل تدريجيًا، سيتحول إلى طفل عاصٍ، وربما يتحول هذا العصيان إلى صور عدة، مثل صور التذمر، أو الصخب غير المبرر، أو تعمد إيذاء الآخرين وخصوصًا الأب والأم، وربما تكون مشكلة الأولى هي أن لا أحد يعرف كيفية التعامل معه، ومع كبريائه الصغير وغير المروض؛ ولذلك مثل هذا النوع من الأطفال يحتاج إلى ثقافة ومعرفة نفسية من الأب والأم حتى يصلوا معه إلى حلول حقيقية تمكنه من التعافي من هذه الخصلة السيئة.

أسباب عِناد الأطفال

الطفل العنيد لم يولد عنيدًا، بل شُكِّلت شخصيته بهذه الطريقة من خلال عدة أمور سلبية، ربما تكون من المجتمع المحيط، أو من الأب والأم مباشرة، أو بسبب تغييرات مفاجئة تحدث للطفل دون أن يعرف ماهية هذه التغييرات، وهذه أهم مسببات العِناد لدى الأطفال لتجنبها، ولمعرفة التعامل معها.

  • التعامل العنيف: ربما من أكثر الأسباب التي تحول الطفل من طفل عادي إلى طفل عنيد، هو العنف في التعامل، سواء العنف اللفظي أو العنف الجسدي، فعملية العنف التي يستقبلها الطفل مرارًا وتكرارًا؛ تجعله يشعر أنه في الأحوال كلها سيُعاقب، وأنه في جميع الأحول هو طفل منبوذ ومكروه من الأقارب والمحيطين؛ ولذلك يبدأ في رد العنف الذي يوجه إليه بصورة عناد وعنف متبادل لتفريغ عملية الأذى النفسي التي يتعرض لها من خلال العنف.
  • تمييز أحد الأطفال: ثاني أكثر المسببات شهرة في تحويل الطفل من عادي إلى عنيد، هو التمييز، فكلما شعر الطفل الصغير أن هناك من يأخذ اهتمامًا أكثر منه، دون وجه حق، أو هناك حب ومشاعر زائدة توجه لأخيه، أو لأي شيء آخر، حينها يلجأ الطفل إلى العناد للفت انتباه والديه، فيكون العناد في هذه الحالة وسيلة للطفل حتى يقول لهم أنا موجود.
  • تدليل الطفل: غالبًا ما يكون الطفل المدلل عنيدًا؛ وذلك لسبب بسيط لأنه كلما عاند في شيء، أحضره والداه له؛ مما يجعل العناد عند هذا الطفل وسيلة لإحضار الطلبات التي يريدها، ولو استمر الوالدان في فعل هذا الأمر للطفل طوال عمره سيكبر ويصير عنيدًا وغير متحمل للمسؤولية في الوقت نفسه، ولن يعرف كيفية التعامل مع العالم الخارجي.
  • قمع الطفل: هناك خطأ كبير يفعله بعض الآباء وهو قمع أطفالهم، سواء بالقوة أو بالكلام، ويتطور هذا القمع تدريجيًّا لدى الأطفال، ويتحول إلى صورة من مع الوقت، وفي أول مرحلة يستطيع الطفل فيها أن يعبر عن هذا التمرد، سيكون عن طريق العناد وعدم سماع الكلام والأوامر.
قد يهمك هذا المقال:   علامات كره الزوجة لزوجها

كيفية الحكم على الطفل العنيد

هناك تصرفات متشابهة يفعلها معظم الأطفال الذين يبدؤون مرحلة العناد مع الوالدين؛ ولذلك لو رأيت مثل هذه التصرفات فلا تبدأ في الصراخ فيهم، أو التعامل معهم بعنف لأن هذا الفعل سيرجع على الطفل بطريقة سلبية:

  • رفض أي أمر من الأب والأم.
  • التمرد على أي قانون يضعه الأب والأم للأطفال في البيت ومحاولة كسر هذه القوانين، مثل النوم متأخرًا، أو أكل الحلوى بدون حساب، أو الخروج من المنزل دون استئذان.
  • التذمر بصوت عالٍ، والصراخ الصاخب والمزعج عند محاولة التفاهم معه.
  • الاعتراض على الطعام، ثم أكل الطعام نفسه بعد فترة لأجل شعوره بالجوع.
  • عدم مشاركة الألعاب الخاصة له مع الآخرين.
  • لن يخاف من التهديد بالعقاب، أو يهدأ ثم يبدأ في غيظ الأب أو الأم أو المسؤول عن تربيته مرة أخرى.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

التعامل مع الطفل العنيد ليس مستحيلًا؛ ولكنه يحتاج إلى الصبر، وإلى نوع معين من المحبة والعطاء، دون ملل أو كلل، ولا يفضل معاملة الطفل العنيد على أنه مجرم أو طفل سخيف أو مزعج، على الرغم من كونه كذلك في الحقيقة؛ ولكن الأمر سيحتاج إلى الكثير من الطاقة والنضج لأجل تغيير هذا الطفل تدريجيًّا.

  • الاتزان في التعامل: في التعامل مع الطفل العنيد، يفضل اتخاذ الاتزان في كل شيء وسيلةً للتعامل معه، بمعنى أنه لا يجب أن تعنفه بشدة؛ ولكن في المقابل لا يُفضل الضحك معه على أخطائه التي يفعلها، ومسامحته كنوع من أن إشعاره بالمحبة؛ بل يجب أن يكون هناك اتزان في عملية العقاب والتعنيف بطريقة هادئة.
  • البَدء معه بنظام التحفيز: أفضل وسيلة ممكنة لتهدئة الطفل العنيد، هي تحفيزه بوساطة مقابل معين هو يحبه، بمعنى أنه من الممكن تخصيص مصروف يومي له، وبهذا المصروف يتم التحكم في أفعاله، بمعنى أنه لو لم يفعل شيئًا مخطئًا فهو سيأخذ المصروف مضاعفًا، أما لو فعل العديد من الأخطاء فإنه لن يأخذ مصروفًا من الأساس، وبما أن الأطفال أذكياء، سيلجؤون إلى الهدوء لمدة يوم ويأخذون المصروف ثم يرجعون لعادتهم؛ ولكن لو كان هذا المصروف مستمرًا يوميًّا، حينها سيكون هدوؤه لأجل الحصول على المصروف يوميًّا؛ لأن العقاب هو الحرمان من هذا المصروف.
  • التحذير والتنفيذ: لو لم تأتِ ثمارها، لا تيأس منها؛ بل أضف بجوارها العقاب والتحذير، للطفل العنيد، هي التحذير بكل هدوء ثم تنفيذ العقاب بكل هدوء أيضًا، لا داعي للصراخ الصاخب؛ لأن ما فعله قد فعله، وهدوء أحد الوالدين في أثناء عملية العقاب، يجعل الطفل يشعر أن الأمر يحدث بسهوله للأب والأم، وأنهما لن يملّا من تحذيره وعقابه، ما دام يفعل الشيء غير الصائب؛ ولكن يجب مجاورة هذه الطريقة أيضًا بطريقةَ التحفيز، حتى يرى الطفل عاقبة أفعاله الجيدة والسيئة، ولا يُستَخدم العقاب فقط.
قد يهمك هذا المقال:   ما هو الحب الحقيقي

طرق لتجنب عناد الطفل

لتجنب وجود طفل عنيد في كل أسرة، يفضل أن يُتعاملَ مع الأطفال بهذه الطرق السوية، حتى لا يلجأ الطفل إلى العناد للتعبير به عن ذاته.

  • تشجيع الطفل، ودعمه في أي عمل يقوم به منذ نعومة أظافره حتى يكبر.
  • الكلام مع الطفل والنقاش معه دون فرض رأي عليه؛ سيعزز هذا الأمر شخصية الطفل القوية، ولن يشعر مثل هذا الطفل بالرغبة في العناد لأجل إبراز شخصيته.
  • تكليف الطفل بمهمات صغيرة يقدر على إتمامها؛ حيث تجعل هذه المهمات الصغيرة الطفل يشعر وكأنه جزء من الأسرة والمجموعة، ولا تجعله يلجأ إلى العناد للتعبير عن نفسه.
  • عدم المقارنة بين الطفل وأي طفل آخر، واعتبار هذا الطفل شخصًا له شخصيته وإمكانياته الخاصة.
  • تقديم المحبة للطفل من الصغر؛ ولكن دون تدليل، يجب أن تكون المشاعر المقدمة للطفل محكمة، حتى لا يتحول الطفل إلى طفل أناني وعنيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *