الثورة الفرنسية اسبابها ونتائجها

الثورة الفرنسية

وقعت بين عامَي 1787 و1799، وبلغت ذروتها الأولى في عام 1789، وهي إحدى الثورات التاريخية المهمة في التاريخ الأوروبي الحديث؛ إذ إنها أظهرت القوة الكامنة في إرادة الشعب الذي عمل على تغيير نظام بالكامل خلال هذه الفترة، وكانت مطالب الثوار وشعارهم حينها: “حرية، مساواة، أخوة”، وفي أواخر القرن التاسع عشر أصبح الشعار الرسمي للدولة الفرنسية.

أسباب الثورة الفرنسية

لم يكن هناك أسباب معينة ورئيسية لقيام الثورة، ولكن الكثير من العوامل والظروف داخل الدولة على مرِّ العصور أدَّت إلى انقلاب الشعب ضد الملك وقيام الثورة الفرنسية، لذلك فإنَّ معرفة نظام فرنسا وكيف كانت قبل الثورة يساعد على فهم دوافع قيامها.

نظام الحكم

كانت فرنسا لآلاف السنين وحتى بداية القرن الثامن عشر (1700م) تتبع نظام حكم الملكية المطلقة؛ أي إن الملك كانت له السلطة المطلقة على الحكومة والشعب، وكان باعتقادهم أن الإله هو الذي يختار الملك ويعطيه السلطة الكاملة، فما كان على الشعب سوى القبول والامتثال لأوامر الإله.
أما بالنسبة إلى المجتمع فكان مقسمًا إلى ثلاث طبقات: الأولى هي طبقة رجال الدين (وهم في الوقت نفسه رجال السياسة)؛ والطبقة الثانية هي طبقة النبلاء الذين كان لهم جميع المناصب العالية والقوية في الحكومة والكنيسة، بالإضافة إلى عدم دفعهم ؛ والثالثة هي الطبقة الكادحة التي تشكل 96% من الشعب.
من الواضح أن هذا النظام كان مبنيًّا على وجود فجوة كبيرة بين كل طبقة من طبقات المجتمع؛ إذ كان يعطي جميع الامتيازات لفئة معينة وقليلة جدًّا من الدولة، ويبقي العمل والتجارة والفلاحة وغيرها قصرًا على الطبقة الكادحة، الذين كانوا أيضًا يعملون بضعة أيام في السنة لمالكهم دون مقابل، وذلك بدل ما يُسمَّى “الضريبة العمالية”.

قد يهمك هذا المقال:   افضل لاعب عربي

الوضع الاقتصادي

في ذلك الوقت، وتحديدًا في عام 1789، وصل الوضع الاقتصادي في فرنسا إلى أدنى المستويات؛ إذ إن الحكومة الفرنسية كانت في أزمة مالية كبيرة بسبب الديون المتراكمة عليها التي اقترضها الملك للحفاظ على أسلوب حياته الفخم، كما اقترضت الحكومة لمساعدة الأمريكيين في ثورتهم ولمحاربة بريطانيا في حرب السبع سنوات.
لسدِّ هذه الديون، عمل الملك على رفع الضرائب التي كان يدفع معظمها عامة الشعب (الطبقة الكادحة) مما أغضب الشعب الفرنسي. بالإضافة إلى ذلك، كانت فرنسا حينها تعاني من المجاعة؛ إذ كان معظم أفرادها يأكلون الخبز للبقاء على قيد الحياة، وبعد ذلك ارتفع أيضًا سعر الخبز وازداد عدد الجياع.
للتعبير عن وضع فرنسا في ذلك الوقت، ذُكِر في قصةٍ أن الملكة ماري أنطوانيت سُئِلت: ماذا على الشعب أن يفعل إن لم يجدوا الخبز؟ وكان جوابها أن يأكلوا الكعك. بالرغم من وجود احتمال كبير أن هذه القصة ليست حقيقية، إلا أن مثل هذه والشائعات عن العائلة الملكية هي التي أدت إلى تمرد الشعب، بالإضافة إلى أنها تُعبِّر عن الفرق الكبير جدًّا الذي كان موجودًا بين عامة الشعب من جهة وطبقة النبلاء والعائلة المالكة من جهة أخرى.

عصر التنوير

بدأت حركة التنوير الأوروبية في القرن الثامن عشر في ، ثم انطلقت إلى فرنسا وبلغت أوجها هناك، وكان أساس انطلاق هذه الحركة هو استخدام العقل والمنطق لفهم جميع الأشياء من حولنا، لذلك سُمِّي عصر التنوير بهذا الاسم لأنه نقل العقل من الظلام إلى النور، أي من الجهل إلى المعرفة.
في هذا العصر، ظهر الكثير من المفكرين والعلماء والأدباء ونشروا العلم في الكتب والموسوعات، مما أسهم في زيادة وعي الشعب، ونكرانهم لفكرة الحق الإلهي للملك، كما ساعد هذا العصر على خلق مفاهيم سياسية جديدة بالإضافة إلى الثورة الفرنسية، مثل العلمانية و والليبرالية والديمقراطية وغيرها الكثير.

قد يهمك هذا المقال:   تاريخ فرنسا

نتائج الثورة الفرنسية

غيرت الثورة الفرنسية البنية الاجتماعية والسياسية لفرنسا تمامًا، وحتى مع صعود نابليون إلى الحكم بعد الثورة، استمرت الإصلاحات في فرنسا، وأثرت هذه الأفكار والإصلاحات في أوروبا، وأسهمت في تشكيل الكثير من حكومات أوروبا الحديثة.
فيما يلي بعض النتائج والتغييرات التي حصلت خلال الثورة الفرنسية وبعدها:

  • ظهر عهد خلال الثورة يُسمَّى بعهد الإرهاب، امتد من عام 1793 إلى 1794، وكانت هذه الفترة أظلم فترة في الثورة الفرنسية؛ إذ إن روبسبير، الذي كان قائد الاتفاقية الوطنية ولجنة السلامة العامة حينها، أسس قاعدةً سماها “الإرهاب” للقضاء على أي معارضٍ للثورة، وقتل آلاف الأشخاص الذين اتُّهِموا بالخيانة، ومنهم الملكة ماري أنطوانيت. يُذكَر روبسبير في التاريخ على أنه أحد أكبر السفاحين الذين مرُّوا على وجه الكرة الأرضية.
  • كانت الثورة الفرنسية نهايةً لنظام الحكم القديم في فرنسا (الملكية المطلقة)، كما أنها كانت نهاية النظام الإقطاعي ونظام تقسيم المجتمع إلى ثلاث طبقات، وسُلِبت القوة السياسية من الكنيسة الكاثوليكية، وقُتِل عدد كبير من رجال الدين.
  • أُعيدت هيكلة الجيش بالكامل؛ إذ كان يتكون قبلها فقط من أبناء النبلاء، ولكن مع تفكُّك النظام القديم أصبح النظام أكثر ديمقراطيةً وأصبح بإمكان العامة والأشخاص ذوي الكفاءة الانضمام إلى الجيش والقوات البحرية أيضًا.
  • ازداد وعي الشعب، وأصبحوا يطالبون بمفاهيم سياسية جديدة مثل الديمقراطية والحرية والتخلص من العبودية والمطالبة بحقوق المرأة، ونُشِرت هذه الأفكار في جميع أنحاء أوروبا؛ إذ انطلقت الأفكار الثورية وأفكار عصر التنوير إلى بقية الدول بعد الثورة في فرنسا، وانطلق بعدها مفهوم “تأثير الدومينو”؛ إذ إن كثيرًا من الثورات التي قامت في العالم قامت بعد الثورة الفرنسية وبتأثير منها.
  • كُتِب أول دستور فرنسي في عام 1791.
  • تعود فكرة الدول القومية إلى الثورة الفرنسية، بحيث أثرت أيضًا في دول أوروبا، وكانت السبب في توحيد ألمانيا وإيطاليا.
  • يمكن القول بأن تولي نابليون الحكم بعد الثورة وخوضه الحروب مع دول أوروبا كان إحدى نتائج الثورة الفرنسية.
قد يهمك هذا المقال:   السياحة في مانيلا

المراجع

  1. Ducksters: French Revolution Causes
  2. Ducksters: French Revolution for Kids

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *