الجانب الآخر للعمل الحر

ندرك جيدًا أن الاتجاه العام للشباب في العصر الحديث هو العمل الحر أو ، وذلك لأسباب عديدة، منها الأزمة الاقتصادية العالمية والبحث عن تحقيق الذات والحرية في اتخاذ القرار وأيضًا ضعف المرتبات المتاحة في المؤسسات العامة والخاصة، ممَّا يجعل العمل الحر فرصةً يجب اقتناصها في الوقت المناسب.
ولكن هل فكرت يومًا أن للعمل الحرِّ جانبًا آخر غير لطيفٍ بالقدر الذي يظهر عليه أمام العامة من مميزاتٍ وجوانب إيجابية وفعالة في حياة الشاب؟
نعم؛ فالعمل الحر ليس فرصةً متكاملة كما يبدو، بل فرصة تحمل الكثير من المخاطر والأعباء. ولمَّا كان الأمر مطروحًا على الساحة ويجذب القدر الكافي من الاهتمام، وجب وضع بعض الخطوط العريضة والخفية لسلبيات العمل الحرِّ ومخاطره.

مجالات العمل الحر

تتعدد مجالات الحرِّ لتشمل نواحي مختلفة من ، منها ما يتطلب وجود رأس مالٍ ومنها ما يعدُّ الإنسان نفسه هو رأس المال القائم عليه المشروع، فمثلًا هناك أصحاب المنشآت الخاصة والصغيرة والمشروعات الخاصة، وهناك أصحاب المهن والحرف الخاصة مثل الكتابة وأعمال والدعاية والإعلان والأعمال اليدوية والتداول عبر ، وغيرها من الأعمال.

سلبيات العمل الحر

يحتوي على كثيرٍ من السلبيات التي لا تجعله فرصةً مثالية بالقدر الكافي، ومنها:

  • عدم الاستفادة من الامتيازات الوظيفية التي تقدمها المؤسسات الحكومية والخاصة، مثل: التأمين والمعاش ومكافأة نهاية الخدمة، إلى آخرها من المميزات الوظيفية.
  • عدم تنظيم الوقت، وذلك لأنَّ العمل الحر يتطلب جهدًا مضاعفًا للنجاح وإثبات الذات، ممَّا يعني إهمال الكثير من العلاقات الاجتماعية والمناسبات الخاصة.
  • البحث الدائم عن فرصٍ أفضل لتحسين الوضع المادي، ممَّا يتطلب البحث عن فرص تمويلٍ جديدة وأسواقٍ جديدة وعملاء أفضل، أي جهد أكبر ووقت أكثر.
  • تحمُّل كل المسؤولية، وأهمها تحمُّل الأعباء المادية مثل توفير رأس ، و تحمُّل مخاطر إدارته في التجارة بشكلٍ مربح، وأيضًا الأعباء المادية التي يتحملها في حالة تأسيس شركةٍ خاصة أو منشأةٍ تجارية مثل مرتبات العمال والموظفين، وفواتير التليفون والكهرباء وإيجار المنشأة، وغيرها من الأعباء المادية التي قد تثقل الكاهل وتجعل المحاولة أكثر صعوبة.
  • عدم استقرار الدخل، ممَّا يعني أنه دخل غير ثابتٍ بعكس الوظائف الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة، التي يمكن للفرد فيها تأمين دخلٍ شهري ثابت يستطيع الاعتماد عليه.
  • أنت رأس ، لا سيما في مجال العمل عبر الإنترنت أو أعمال الكتابة والترجمة وأيضًا أعمال التسويق، ممَّا يعني أنك تُستنفَد صحيًّا ونفسيًّا في سبيل تحقيق أهدافك للحصول على فرصٍ أفضل وتوفير عملاء ثقة تعتمد عليهم في توفير عملٍ دائم.
  1. التخطيط الجيد والدراسة: وذلك قبل الإقبال على خطوة العمل الحر، لا سيما في حالة الأموال من خلال تأسيس منشأةٍ تجارية أو شركةٍ خاصة، وذلك لمعرفة كل العواقب المستقبلية ومحاولة تخطِّيها وتوفير كل الحلول الممكنة لإزالة تلك العقبات.
  2. هيكلة العمل وتوزيع المسؤولية: إن من أكثر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو وضع المسؤولية كاملةً على فردٍ واحد في مؤسسة العمل، ممَّا يعني توقُّف العمل لأيِّ سببٍ مثل مرض ذلك الشخص أو سفره، لذلك يجب هيكلة العمل داخل المنشأة وتوزيع المسؤولية على مجموعةٍ من الأفراد الثقات لتحقيق المزيد من المرونة.
  3. إدارة الوقت: يُعدُّ الوقت هو العامل الأكبر في الأعمال التي تتعلق بالعمل الحرِّ عبر الإنترنت كمجال الكتابة أو التسويق أو التداول، فجميعها تتطلَّب تنظيمًا جيدًا للوقت وتحديد ساعاتٍ معينة للعمل، وذلك حتى لا تتأثر الحياة الاجتماعية والشخصية سلبيًّا نتيجة العمل باستمرار أو لساعاتٍ طويلة.
قد يهمك هذا المقال:   خصائص الاقتصاد الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *