السبع الموبقات

اجتنبوا السبع الموبقات

نهى النبي -صلى الله عليه وسلَّم- عن الكبائر واقترافها، أو اقتراف شيٍء منها، كما نهى عن جميع ما يرد على فيُضرُّ بها، أو يُنافي مقصد الشارع الكريم من خلق الناس، ومن الموبقات التي نهى عنها الإسلام وعدَّها من الكبائر والمعاصي ما ورد في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ: وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ)،رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، 2766. فهذه الأمور تؤدي بمن يفعلها أو يفعل واحدةً منها إلى طريق التهلكة، والضياع، وفي هذه المقالة بيانٌ تفصيلي لهذه الموبقات السبع وعقوبتها.

السبع الموبقات

يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس السؤال عن السبع الموبقات -المُهلكات- المارِّ ذكرهنّ في الحديث الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم، ويقترن ذلك بعدم حفظ العامة للحديث الشريف المذكور، إلا مطلعه من قوله -صلى الله عليه وسلم: (اجتبوا السبع الموبقات)، أما السبع الموبقات فهنّ كما يلي: الإسلام سؤال وجواب: السبع الموبقات

  • الشرك بالله: وهو أخطر أنواع المعاصي والموبقات وأشدها على العبد، فإن استمر العبد على الشرك بالله فقد حبط عمله، ويكون مستحقاً للخلود في نار جهنم والعياذ بالله، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)، سورة النساء، الآية: 48 لذلك على المسلم أن يُبادر إلى التوبة والإنابة إلى الله -تبارك وتعالى- من جميع مظاهر الشرك قبل أن يُبادره الموت.
  • السِّحر: وهو أحد أصناف الشرك بالله -تبارك وتعالى- إذ يستعين الساحر لأجل إتمام سحره بالجن والشياطين، ويفعل أمور عظيمة تغضب الله تعالى، وتخرجه من الإيمان بالله، كما أن قائمٌ على الإضرار بالناس وإيذائهم، والساحر منبوذٌ في المجتمعات مكروهٌ من الناس ومن الله، وعقابه في الحياة الدنيا القتل إذا ثبت عليه السحر، وعقوبته يوم القيامة الخلود في نار جهنم إن مات ولم يتب إلى الله.
  • القتل بغير حق: من أعظم الموبقات أن يقتل المرء إنسانًا آخر دون ذنبٍ اقترفه، ودون أن يكون للقاتل الحق في قتل المقتول، وهو جريمةٌ عظيمة تستحق سخط الله -تبارك وتعالى- وللقاتل العقوبة في الدنيا ويوم القيامة، قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)،سورة النساء، الآية: 93.
  • أكل الربا: فقد حرَّم الله -سبحانه وتعالى- أكل الربا وتعاطيه وأخذه والإشهاد عليه، وذلك لما يعود به الربا من آثار وخيمة على المجتمع وعلى الفرد اقتصاديًا ونفسيًا، كما أنه منهيٌ عنه شرعاً، والتعاطي به معصيةٌ وكبيرةٌ من الكبائر تستوجب التوبة، فإن لم يتب آكل الربا استحق عقاب الله وغضبه، وقد أعلن الله تعالى الحرب في كتابه العزيز على آكل الربا بخلاف باقي الكبائر.
  • أكل مال اليتامى: ويُقصد باليتيم الذي مات والده أثناء طفولته، فيكون لهذا مالٌ في العادة يتركه له والده قبل وفاته، فيقوم وليه أو وصيه أو المسؤول عن رعايته بالإنفاق عليه، فمن أكل مال اليتيم الذي لديه يكون قد ارتكب معصيةً عظيمة، وانتهك حرمةً من حرمات الله بأكله لمال اليتامى بغير حق، وآكل مال اليتيم مبغوضٌ عند الله وعند خلق الله، ويكون مستحقًا للعقاب الدنيوي والأخروي يوم القيامة.
  • التولي يوم الزحف: ويوم الزحف هو اليوم الذي تلتقي فيه الجيوش، ويكون المسلم مع أحد الجيشين -جيش المسلمين- بمواجهة أعداء الله، فلا يُحتمل أن يقاتل المسلمون إلا من يُعادي دين الله، أما التولي يوم الزحف فالمقصود به الفرار من ساحة القتال، وترك مواجهة العدو بعد الاستعداد لها وتجهيز العدة لأجل ذلك وتلاقي الجيشين، وقد أعدَّ الله لمن يقوم بمثل هذه المعصية أشد أنواع العذاب .
  • قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: والتي تستحق سخط الله وعقوبته في الدنيا والآخرة أن يتَّهم المسلم النساء المُحصنات -المتزوجات العفيفات- بما ليس فيهنَّ من المعاصي والمنكرات والفواحش، وأبرز ما يكون به القذف هو اتهامهن بالزنا، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من شباب المسلمين يلقون مثل تلك التهم جزافًا دون اكتراثٍ للعقوبة التي يستحقها من يقذف المحصنات، ولقذف المحصنات صور عديدة في الوقت الحاضر، فمنها تحديد المرأة والفاحشة التي ارتكبتها دون بينةٍ أو دليل، ومنها أن يُصدر الشخص التهمة على النساء مع عدم علمه بذلك، وأمثلة ذلك عديدة منتشرة بين شباب المسلمين وتظهر في الشتائم التي يتبادلونها بين بعضهم دون علمهم أنها من باب قذف المحصنات.
قد يهمك هذا المقال:   مبطلات الوضوء

المعاصي جميعها موبقات

لا تنحصر الموبقات فيما ذكره الحديث النبوي الشريف، إلا أنه أشار إلى أشد الموبقات وأعظمها خطراً، إلا أن جميع المعاصي والذنوب تدخل في باب الموبقات وتنزل منزلتها، وربما تفوقها في الإثم إذا أصرَّ العبد على فعلها، وارتكبها علانيةً وجاهر في عصيان الله، أو اعتقد عدم حُرمتها مع وجود أدلةٍ قطعية على ذلك في كتاب الله أو سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أمثلة الكبائر التي تدخل في باب الموبقات غير ما ذكره الحديث سالف الذكر ما يلي: طريق الإسلام: الكبائر المائة

  1. ترك الصلاة: جميعها أو ترك واحدةٍ منها، والإصرار على عدم فعلها، أو اعتقاد عدم فرضيتها.
  2. منع زكاة ماله: فمن يمنع زكاة ماله التي فرضها الله عليه يكون قد ارتكب معصيةً عظيمةً واستحق عقاب الله، وقد قاتل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مانعي الزكاة لإصرارهم على عدم دفعها.
  3. عدم صيام رمضان: ولو يومٍ واحدٍ منه.
  4. عقوق الوالدين: وقد بيَّن الله -تبارك وتعالى- شناعة هذا الفعل في كتابه العزيز، وحذَّر منه، وتوعد من يقوم به بأشدّ العذاب.
  5. ترك فريضة الحج مع القدرة عليها.
  6. عدم صلة الأرحام وقطعها.
  7. الإصرار على فعل المعاصي.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *