في عام 1935 قرر الطيار فيكتور جوادرد مع أضواء الفجر الأولى أن يحلق بطائرته التابعة إلى سلاح الجو إلى مدينة أندوفر الإنجليزية وذلك بناءً على أمر من قائده، وبالفعل تحلق طائرة فيكتور في الهواء مبتعدة عن المطار وفي الجو تواجهها عاصفة شديدة تجعل فيكتور لا يستطيع التحكم أو السيطرة على الطائرة فالعاصفة تشبه الدوامة وهو ما جعل فيكتور يستسلم للموت فقد أيقن أنها النهاية.
فجأة انتهت العاصفة واستقامت في الجو وهو ما جعل فيكتور يندهش لما حدث ويقرر العودة إلى مطار أدنبرة بإسكتلندا ولكن يلفت انتباهه صفاء الجو وهدوئه وسطوع الشمس مما يعني أنه مرت عدة ساعات، وهنا يتفاجأ فيكتور أنه فوق مطار دريم فيقرر استخدام منظاره لاستطلاع الأمر حوله، ولكن ما هذا الذي يراه فالمطار مهجور كما يعرف، متى حدثت هذه التجديدات له؟ ومن أين أتت كل هذه الطائرات الجديدة؟
مما يزيد حيرة فيكتور هو رؤيته لأنواع من الطائرات لا يعرفها كما أنه يرى مجموعة من الفنيين حول الطائرات يرتدون الزي الأزرق على الرغم من أن الزي الموحد لونه بني، مجموعة من التساؤلات تدور برأس فيكتور يقرر بعدها استكمال رحلته إلى أندوفر، وهناك يحاول الاستفسار عن مطار دريم والتجديدات التي حدثت فيه بهذه السرعة لكنه يتفاجأ بردود فعل من حوله واندهاشهم لما يقول.
فمطار دريم عبارة عن حظيرة للماشية تسكنه مجموعة من الأبقار، ولم يتبق منه سوى حظيرة للطائرات المتهالكة، وهنا يشعر فيكتور بالصدمة ويقرر أن يحكي عن تجربته التي عاشها لساعات وما رآه في مطار دريم من طائرات حديثة وفنيون يرتدون اللون الأزرق ولكن بعد أربع سنوات فقط من هذه الحادثة أي في عام 1939 يتحقق كل ما رآه فيكتور ويتم تطوير مطار دريم وتتواجد طائرات حديثة لم تكن موجودة في السابق ويتم تغيير اللون الخاص بالزي إلى اللون الأزرق، وهو ما جعل العلماء يقررون أن حالة فيكتور إحدى حالات السفر عبر الزمن.
ما معنى السفر عبر الزمن؟
السفر عبر الزمن يعني الانتقال إلى وقت أو زمن إلى وقت آخر عن طريق الخطوط الكونية المتوازية للزمن فالعلماء يعتقدون أن الأزمان تقع على خطوط متوازية تمشي جميعها في اتجاه واحد وهو ما يمكن معه الانتقال من خط لآخر والعودة مرة أخرى، إلا أنهم يرون أن ذلك ممكن للمستقبل فقط، ولا يمكن السفر للماضي، وقد شوهدت الكثير من الحالات التي تعبر عن السفر للمستقبل وعن أناس يحكون تجاربهم الواقعية عن تواجدهم في زمن آخر وما يؤكد على صحة كلامهم هو وصفهم الدقيق لأشياء معينة متواجدة في ذلك الزمن، ولكن ما هو رأي العلماء في تلك الظاهرة الغريبة؟
رأي العلماء في إمكانية السفر عبر الزمن من عدمه
اختلف العلماء في تصديق هذه الظاهرة واعتبارها ظاهرة حقيقة وليست جزءًا من رواية أو فيلم سينمائي فرأى بعض العلماء أن مسألة السفر عبر الزمن تولدت من خلال المسارات المتوازية للتاريخ، و هو ما يعني أن كل حقبة من التاريخ تسير في اتجاه متوازي مع حقبة أخرى ويبدأ هذا المسار في التحقق بمجرد التحديث أو التجديد في الزمن مما يعني انتقال هذه الحقبة التي أصبحت قديمة إلى خط موازي مع العالم الحديث وهو ما يعني أن من الممكن جدًا أن نكون حقبة ماضية ومتخلفة عن حُقب زمنية أكثر تقدمًا تعيش في خط موازي معنا، وقد يفسر هذا ظهور الفضائيين في حقب مختلفة بنفس الشكل والهيئة مع افتراض صحة تواجدهم أصلًا.
بينما يواجه بعض العلماء هذه الأحداث على أنها وهم خيالي يعيشه الفرد للحظات ويقوم عقله بإقناعه بأنه مر بهذه التجربة بالفعل، وأن كل ما يذكره الإنسان من تفاصيل مرت عليه في هذه التجربة ما هي إلا من نسج أما بخصوص ورود بعض المعلومات الحقيقية مثل أسماء محلات أو بعض المعالم للمكان، فهي تعود للذاكرة نتيجة رؤية سابقة تم تخزينها في و استدعتها هذه الذاكرة عند الحاجة إليها.
حالات أخرى مشابهة للسفر عبر الزمن
قام فينتسي فوينتس تسجيل ما يقرب من 150 قصة عن السفر عبر الزمن برواية أصحابها في كتاب أسماه “السفر عبر الزمن حالات حقيقية” و فيما يلي سوف نذكر بعض القصص التي وردت في ذلك الكتاب:
- في فيلم “”The Circus أحد أفلام شارلي شابلن وأثناء العرض للفيلم في عام 1928 ظهرت سيدة غريبة داخل الفيلم تضع يدها على اذنها وفي يدها شيء صغير و تتحدث مع نفسها و كأنها تتكلم مع أحد ما و هو ما فسره البعض على أنه انتقال عبر الزمن لهذه السيدة تم تسجيله وأن ما تحمله هذه السيدة هو تليفون محمول.
- بينما كان هاكان نوردكفيست يقوم على تصليح الحوض الخاص بالمطبخ في منزله زحف عبر أنبوب الصرف ليجد نفسه في الجهة المقابلة مع شخص يشبهه تمامًا ولكنه في السبعين من عمره يحمل نفس الوشوم التي يحملها هاكان، فطلب هاكان من الرجل أن يلتقط له صورة تذكارية وهو يحتضنه كدليل على كلامه، وفي الصورة يظهر رجلان يحملان نفس الملامح ونفس الوشوم ولكن الفرق بينهما في العمر يتعدى الأربعون عام.