معركة بدر
غزوة بدر واحدة من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، اندلعت أحداثها في 17 رمضان في السنة الثانية للهجرة الموافق 13 مارس سنة 624م بين المسلمين وقريش، وكانت جيوش المسلمين بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أما جيوش قريش فكانت بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، في منطقة بدر الكائنة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وانتهت بانتصار المسلمين بالرغم من قلة أعداد جيوشهم؛ حيث لم يتجاوز عددهم 340 مقاتل، بينما كانت جيوش قريش قد بلغت 1000 مقاتل، وبالرغم من الانتصار إلا أن أنه في بداية الأمر قد دّب الرعب في قلوب المسلمين نظرًا للفرق في أعداد الجيوش المتقابلة، وجاءت سورة الأنفال التي نزلت في معركة بدر لتثبيت قلوب المسلمين وتشجيعهم على التقدم لملاقاة العدو، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن السورة التي نزلت في معركة بدر وسبب نزولها وكل ما يتعلق بها من معلومات. غزوة بدر
السورة التي نزلت في معركة بدر
تسرّبت الأخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بنجاة قافلة قريش وإصرار قريش على لقاء المسلمين لقتالهم، فاستشار الصحابة رضوان الله عليهم في مسألة القتال، وبدأ الذعر والخوف في التسلل إلى قلوب الناس من اللقاء الطاحن المُنتظر، وفي هذه المناسبة نزلت إحدى آيات سورة الأنفال السورة التي نزلت في غزوة بدر لوصف حال المسلمين، فقال تعالى: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8).
وبعد نزول هذه الآيات الكريمة تشجعت الجيوش الإسلامية على التقدّم للوقوف في وجه العدو وعلى رأسهم أمين الأمة أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب والمقداد بن الأسود -رضوان الله عليهم جميعًا- وهم من قادة المهاجرين، كما أخذ برأي الأنصار ومنهم الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه من الأنصار، وأيدوه أيضًا على المضي قدمًا للقتال.
سورة الأنفال
سورة الأنفال هي السورة التي نزلت في معركة بدر، تعتبر من السور المدنية نظرًا لنزولها على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، إلا أن الآيات ما بين 30-36 تعتبر مكية، جاء نزول سورة الأنفال بعد سورة البقرة مباشرةً، وتحتل المرتبة الثامنة بين سور القرآن الكريم، وتنفرد باستهلال الآيات بفعل ماضي، كما أنها تمتاز بأنها من السور المثاني، تأتي سورة الأنفال في الأحزاب 10 و19 والربع القرآني 1,2. سورة الأنفال
يشير مصطلح الأنفال الذي تسمّت به السورة إلى الغنيمة، ويشير المصطلح نفل أي الزيادة، ويقال الصلاة النافلة أي الزائدة عن الفريضة، ويطلق على الغنيمة اسم النافلة نظرًا لاعتبارها من الزيادات التي أحلها الله -عز وجل- بعد أن كانت الغنائم محرمة من قبل. حكم الأنفال في الإسلام:
محور موضوع السورة
تُسلط سورة الأنفال الضوء على أحكامٍ تتعلق بنتائجِ غزوة بدر، حيث تحدثت عن الأسرى وتوزيع الغنائم، كما تحدثت أيضًا عن الغزوات والجهاد وأهميته في الإسلام، وقد كشفت الستار عن الكثير من الإرشادات الإلهية الواجب اتباعها من قِبل جيوش المسلمين في المعارك التي يخوضونها، كما تطرقت أيضًا لجوانب الحرب والغنائم والسلم وأحكام الأسرى.
نزلت سورة الأنفال في معركة بدر وأورد الله -عز وجل- فيها تقسيم الغنائم التي جناها المسلمين من معركتهم التاريخية، فجاء التقسيم بأن الخُمس لله تعالى، وأربعة أخماس الغنيمة للجيوش الإسلامية، وربع لذوي القربى وربع لليتامى وربع للمساكين، والربع الأخير مخصص لابن السبيل، وذلك تقسيم إلهي يمنع ويحرم تجاوزه وعدم تطبيقه. تفسير ابن كثير لسورة الأنفال