السياحة في المدينة المنورة
إن كانت تستحوذ على المكانة الأولى في أماكن السياحة الدينية في السعودية، فإن المدينة المنورة تأتي في المرتبة الثانية، فإن كان المقبلون على مكة يتوافدون لقضاء الحج والعمرة، فإنهم لا يفوتون فرصة زيارة المدينة التي أقام بها الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا فرصة الصلاة في مسجده النبوي الشريف، ولذلك فإن المقبلون على السياحة في معظمهم من الوافدين للحج والعمرة، ولذلك تعتبر السياحة الدينية أهم ركيزة تقوم عليها السياحة في المدينة المنورة.
لكن إلى جانب السياحة الدينية تأتي أنماط أخرى، فقد يتوافد السياح إلى المدينة خصيصًا من أجل رؤية محتويات المتاحف الإسلامية بها، أو زيارة الأماكن الأثرية التي بقيت من وصحابته عليهم رضوان الله، كما يوجد بالمدينة أثار قديمة تعود لسنوات قبل الميلاد، بالإضافة إلى وجود الكثير من أماكن الترفيه التي تجذب السياحة العائلية.
أماكن السياحة الدينية
ترتكز السياحة الدينية في المدينة المنورة على المساجد القديمة والأشهر في التاريخ، فبها أول مسجد بني في الإسلام، والمسجد الذي عاش بجواره رسول الله عليه الصلاة والسلام، غيرهم من المساجد التي أقيمت في العصور الإسلامية الأولى.
المسجد النبوي
بينما ليس المسجد الأول في الإسلام إلا أنه الأعلى قدرًا ومنزلةً عند المسلمين، ففيه دُفن جسده الطاهر عليه الصلاة والسلام، وإلى جواره صاحبيه أبي بكرٍ الصديق و رضي الله عنهما، كما أن هيئة المسجد وساحته اليوم بالغة الجمال والعظمة، فلا يضاهي جمال معماره وقيمته الدينية مسجدًا أخر، وهو من المساجد الثلاثة التي لا تُشد الرحال إلا إليها.
مسجد قباء
يشرُف مسجد قباء بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وضع حجر أساسه، فكان أول مسجد يبنى على الأرض، فعندما وصل نبي الإسلام إلى المدينة كان أول ما قام به أنا أشار على مكان بناء المسجد فبُني به، فقد بني في اليوم الأول من السنة الأولى للهجرة النبوية سنة 622 م، واليوم قد اختلفت هيئة المسجد، فقد أحاطته أربع مآذن شاهقة، وقباب واسعة، وبلونه الأبيض يضئ السماء، وهو من المساجد التي أوصى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ألا تُشد الرحال إلا إليها، فالمسجد النبوي، ثم قباء، ثم الأقصى.
جبل أُحد
يقع جبل أحد في الجزء الشمالي من المدينة المنورة، على بعد حوالي 5 كيلو متر مربع من المسجد النبوي، وهو من أهم المعالم الدينية التي يحفل بها التاريخ الإسلامي، ففيها تعرض جيش المسلمين لأكبر خسائره أمام المشركين من قريش، وفيه قتل صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبالقرب منه تقع مجموعة مقابر جبل أحد، والتي تظهر بها علامات تشير إلى مدفن الصحابة عليهم السلام، والذين بلغ عددهم 70 صحابيًا، ومنهم حمزة عليه السلام ، ولذلك لا يفوت السياح التواجد بمنطقة المقابر، فيدعون لصابة رسول الله، ويرجو الله أن يكونوا رفقائهم في الجنة.
أماكن السياحة العامة
تتنوع الأماكن السياحية العامة في المدينة ما بين أماكن تاريخية كالمتاحف والقلاع والحصون القديمة، وما بين أماكن ترفيهية كالمنتزهات العامة والمدن الترفيهية، تلك الأماكن التي تجذب السياحة العائلية في المدينة المنورة.
مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف
وهو أكبر دار متخصصة في طبع نسخ للقرآن الكريم، ويتميز المجمع بتصميمه الفريد، الذي يجمع تفاصيل إسلامية عديدة في بناءٍ واحد، وقد تم الانتهاء من إنشاء المجمع سنة 1984م، ومنذ افتتاحه طُبع به أكثر من عشرة ملايين نسخة من القرآن الكريم، وتم توزيعهم على مختلف دول العالم، وخاصة تلك الدول التي لازالت الدعوة الإسلامية حديثة العهد بها.
متحف دار المدينة
يعتبر متحف المدينة أول متحف في العالم الإسلامي يهتم بعرض مقتنيات ومعلومات عن التاريخ الإسلامي، وخاصة تلك الفترة التي كانت فيها المدينة المنورة مركزًا ومقرًا لحكم الدولة الإسلامية، كما يعرض المتحف مقتنيات لتاريخ المدينة المنورة بشكلٍ خاص، بداية من العصور القديمة مرورًا بما تلاها، ويعرض بالمتحف مجسمات لتراث المدينة المعماري والحضاري، وتراثها الشعبي وحياة سكانها، بالإضافة للكثير من طرق عرض المعلومات والحقائق التاريخية عن تاريخ المدينة وتاريخ قيام الدولة الإسلامية بها بعد الهجرة. متحف دار المدينة.
مدائن صالح
تعد منطقة مدائن صالح من أقدم الأماكن الأثرية في بلاد الحجاز، فتعود الأحجار المنحوتة بالمنطقة لأكثر من مائة عام قبل الميلاد، تلك الأحجار التي نُحتت عليها بوابات بأعمدة ونقوش نباتية وزخارف مختلفة، وقد بلغ عدد تلك البوابات 111 بوابة، أماكن ترفيهية في المدينة المنورة. تلك البوابات لازالت نقوشها واضحة، فوسط الصحراء تظهر الصخور العملاقة وكأنها بوابات إلى عالمٍ أخر، فتدل البوابات ووضوحها على دقة ومهارة من قام بنحتها، فرغم عوامل التعرية القاسية في الصحراء، إلا أن تلك النقوش لم تندثر، وبينما لا تعدو بعض البوابات عن كونها بوابات خارجية كوجه جمالي فقط، إلا أن بعضها يؤدي إلى مداخل ضيقة داخل الصخور.
بازار المدينة المنورة
لا يفوت السياح فرصة التواجد في الأسواق التي تعكس التراث الثقافي والحضاري في أي بلد في العالم، وبالتالي فان فرصة تواجد المسلمين في بلدٍ مثل المدينة المنورة؛ وهي أكثر البلاد الإسلامية قدسية، فإنهم بالطبع لا يفوتون فرصة التعرف على التراث الحضاري للمدينة والذي يظهر بصورة جلية في أسواقها، وخاصة تلك الأسواق المتخصصة في بيع الهدايا التذكارية، فتنشر الحوانيت في البازار تعرض الأزياء التراثية القديمة، وهدايا تذكارية كالأواني والزخارف المنقوش عليها نقوش إسلامية، وغيرها من المقتنيات التي يمكن أن تكون ذكرى من رحلة السياح في الأماكن المقدسة.