السياحة في كينيا
السياحة في كينيا هي ثاني أكبر مصدر لإيرادات العملة الصعبة بعد الزراعة في البلاد. مجلس السياحة الكيني هو المسؤول عن الحفاظ على المعلومات ذات الصلة بالسياحة في كينيا.
تعد السياحة الشاطئية والسياحة البيئية والسياحة الثقافية والسياحة الرياضية أبرز قطاعات السياحة في كينيا. وخلال التسعينيات من القرن الماضي، انخفض عدد السائحين في كينيا بشكل ملحوظ، ويعود السبب جزئياً إلى جرائم القتل العديدة التي تعرض السائحين لها، والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
انخفاض السياحة في كينيا
وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2007 والأزمة الكينية التي تلتها خلال سنتي 2007 و2008، تراجعت إيرادات السياحة في كينيا بنسبة 54٪ ما بين عام 2007 إلى الربع الأول من عام 2008. حيث انخفضت الإيرادات خلال الفترة الممتدة ما بين يناير إلى مارس 2007 من 17.5 ترليون إلى 8.08 ترليون شلن كيني، بما يعادل 130.5 مليون دولار أمريكي. كما انخفض عدد السائحين من 273 ألف إلى 130 ألف سائح خلال السنة ذاتها. حيث تراجع الدخل السياحي من بنسبة 10.7% مقارنة و اللتان مثلتا مجتمعتين ما لا يقل عن 50% من مجموع الدخل السياحي في تلك السنة. بينما تحسنت السياحة الداخلية بنسبة 45%، ممثلة 3.65 من مجموع 8,08 ترليون شلن المحصل عليها في تلك الفترة.
تضررت السياحة في كينيا والمتعلقة بالمؤتمرات بشكل كبير خلال الربع الأول من السنة ذاتها، مسجلة انخفاضا بـ 87.4٪ مقارنة بمعدل النمو في تلك السنة. حيث بلغ عدد الأشخاص الوافدين إلى كينيا في تلك الفترة 974 شخصا، على الرغم من العدد الكبير للمؤتمرات التي تم تنظيمها، وهو رقم ضعيف إذا ما قورن بعدد الأشخاص الذين زاروا كينيا لحضور المؤتمرات في السنة التي سبقتها، والذي بلغ عددهم 45.338 شخصاً.
على الرغم مما سبق، فقد فازت كينيا بجائزة أفضل وجهة سياحية في معرض السفر العالمي في شنغهاي بالصين في أبريل 2008. حيث صرحت السكرتيرة الدائمة لوزارة السياحة بكينيا آنذاك ريبيكا نابيتولا، بأن هذه الجائزة “تؤكد بأن كينيا تمتلك منتوج سياحي فريد من نوعه، معترف به من طرف العالم بأكمله”.
بلغ عدد السياح ذروته عند 1.8 مليون زائر في عام 2011 قبل أن ينخفض مجددًا بسبب جرائم القتل والهجمات في عامي 2013 و2014، التي أدت إلى إلغاء الكثير من السفريات وإطلاق الكثير من التحذيرات خاصة لدى السائحين ، إذ بلغ عدد السائحين الأجانب في عام 2013 ما لا يقل عن 1.49 مليون زائر.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقت للوافدين خلال الفترة الانتخابية، فإن عدد الزوار الأجانب لكينيا بلغ 105862 سائحاً في ديسمبر 2017 مقابل 72573 في شهر نوفمبر من ذات السنة. حيث بلغ معدل السائحين في كينيا بين سنتي 2006 و2017 ما لا يقل عن 81987 سائح سنوياً.
جاذبية السياحة في كينيا
تمثل رحلات السفاري والجولات في المنتزهات والمحميات الوطنية نسبة كبيرة من مراكز السياحة في كينيا. بينما يزور معظم سائحي رحلات السفاري مناطق سياحية أخرى تمثل الجوانب الثقافية للبلاد، بقصد معرفتها واستكشافها من خلال زيارة العديد من المدن مثل مومباسا ولامو على الساحل.
المتنزهات الوطنية
يتم إدارة المنتزهات الوطنية في كينيا من طرف مجلس خدمات الحياة البرية في كينيا الذي يقوم برعاية هذه المناطق وحمايتها. عادة ما يتم تمويل أجور العمال في المتنزهات القومية من خلال رسوم الدخول المفروضة على رحلات السفاري والرحلات الأخرى. على عكس المحميات الحيوانية، فإن المتنزهات الوطنية لا تسمح بشكل صارم ببناء أي مسكن بشري. تعد المنتزهات القومية الكينية من المعالم السياحية الشائعة في كينيا.
الحديقة الوطنية Amboseli
يعتبر منتزه Amboseli الوطني الذي كان سابقاً محمية Maasai Amboseli من أهم معالم السياحة في كينيا، وهو يقع في مقاطعة Kajiado في وادي Rift في كينيا. تبلغ مساحة الحديقة 390 كم2 وتقع في قلب النظام البيئي البالغ 8000 كيلومتر مربع، الذي ينتشر عبر الحدود بين كينيا وتنزانيا. السكان المحليون هم بشكل رئيسي من شعب الماساي، لكن الناس من مناطق أخرى من البلاد استقروا هناك بسبب الاقتصاد الناجح الذي يحركه السياح والزراعة المكثفة على طول المستنقعات، الذي يجعل هذه المنطقة منخفضة الأمطار واحدة من أفضل تجارب مشاهدة الحياة البرية في العالم. تحمي الحديقة اثنين من المستنقعات الخمسة الرئيسية ، وتشمل بحيرة Pleistocene المجففة والنباتات شبه القاحلة.
حديقة ماساي مارا الوطنية
محمية ماساي مارا الوطنية (المعروفة أيضا باسم ماساي مارا، والسكان المحليين باسم مارا) هي محمية كبيرة في مقاطعة ناروك بكينيا، أنشئت في عام 1961. تغطي ماساي مارا حوالي 1510 كيلومتر مربع وتشتهر عالمياً بسكانها الاستثنائيين من الأسود و والفهود. كما تشتهر بالهجرة السنوية للحمار الوحشي، وغزال طومسون، والحيوانات البرية من وإلى منتجع سيرينجي كل عام من يوليو إلى أكتوبر، والمعروفة باسم الهجرة الكبرى.
الحديقة الوطنية جبل Elgon
حديقة جبل Elgon الوطنية هي من بين أكبر الحدائق الوطنية، تقع في مقاطعة Trans Nzoia على بعد 140 كيلومتر شرق بحيرة فيكتورا. تغطي الحديقة مساحة 1927 كيلومتر مربع، وهي مقسمة على حدود كينيا وأوغندا. يغطي الجزء الكيني مساحة 169 كلم مربع تم نشره عام 1968. تتميز هذه الحديقة بتنوعها الحيواني وغطاءها النباتي الكثيف وتضم مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية. ويشمل ذلك المنحدرات والكهوف والشلالات والوديان والينابيع الساخنة وقمم الجبال. المناطق الأكثر شعبية هي الكهوف الأربعة القابلة للاستكشاف.
حدائق أخرى
وبالإضافة إلى هاتين الحديقتين تزخر السياحة في كينيا بعدة حدائق ومنتجعات أخرى، من أهمها
- الحديقة الوطنية لبحيرة ناكورو.
- المنطقة المحمية تسافو.
- الحديقة الوطنية لجبل كينيا.
- حديقة نيروبي الوطنية.
مستقبل السياحة في كينيا
بالنظر إلى المقدرات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها كينيا، والتي تجعلها من بين الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في العالم. إلا أن السياحة في كينيا تواجه جملة من التحديات التي قد تهددها وتحد من أهميتها، تتمثل أساساً في التحديات البيئية المرتبطة بالمخاطر البيئية وحركة التصنيع الجارفة التي باتت تهدد التوازن البيئي بشكل عام. ومن ثم، فهي تهدد التواجد الطبيعي للحدائق والمنتجعات السياحية التي تعد ثروة عالمية يتوجب الحفاظ عليها.