سمعنا كثيرًا عن روايات و قصص عن آكلي لحوم البشر ، كما أننا نعرف عن وجود بعض القبائل الإفريقية المهووسة بأكل الموتى ، لكن هل تطرق إلى ذهنك يومًا أن الإنسان من الممكن أن يأكل نفسه؟ نعم كما سمعت تم تسجيل حالات لبعض المرضى قاموا على أكل بعض الأعضاء في جسمهم و هو ما أطلق عليه علماء الكانيباليزم ، فما هو هذا المرض ؟ و ما هي أعراضه؟ و هل هو موجود في عالم الحيوان والإنسان ؟ أسئلة كثيرة و مثيرة سوف نتطرق لها ونحاول الإجابة عليها.
أغرب حالات أكل الذات
هي حالة بيرند براندز مهندس الجنسية الذي اتفق بكامل إرادته، مع أحد آكلي لحوم البشر وهو ألماني أيضًا على أن يقوم بالتهامه وهو حي بينما يتشارك معه بيرند في أكل نفسه، وتبدأ أحداث القصة في عام 2001 بإعلان على “مطلوب شخص قوي البنية بين 18 – 30 من العمر ليذبح ويلتهم” صاحب الإعلان هو أرمين ميفز و يبدو من الإعلان أنه مختل عقليًا ، إلا أن الغريب أن أرمين وجد متطوع فعلًا و هو بيرند الذي اتفق معه على كافة التفاصيل وقد اشترط بيرند أن يشترك معه في التهام لحمه.
يروي أرمين عن أحداث هذه الجريمة أنه في الليلة المتفق عليها في شهر مارس عام 2001 أنه ذهب هو وبيرند إلى شقته وقام بيرند على تناول جرعات عالية من المسكنات والكحوليات، ثم طلب من أرمين أن يقوم بقطع عضوه الذكري بأسنانه لكن أرمين لم يستطع ذلك فقام بقطعه بسكين ثم تناول منه، وأعطى بيرند قطعة منه أخذ بيراند يلوكها لكنه لم يستطيع مضغها فقام أرمين بطهيها على النار مع بعض النبيذ و ثم أعاد تقديمها إلى بيرند.
كان بيرند قد تعرض لكمية كبيرة من النزيف لم يستطع معها تناول وجبته و ظل ينزف لفترة حتى قام أرمين على سحبه و قطع رأسه و تعليقه في السقف ثم قام على تقطيعه و تخزينه في الثلاجة.
و في عام 2002 قام أرمين بنشر إعلان آخر يطلب فيه متطوع جديد و هو ما أثار حفيظة رجال الشرطة فتتبعوه وألقوا القبض عليه ليعترف بتفاصيل جريمته السابقة في قضية هزت الرأي العام لفترة طويلة.
أكل الذات في الحيوان
لم يقتصر أكل الذات على الإنسان فحسب فقد تم تسجيل العديد من حالات أكل الذات للحيوان فمثلًا سمكة القرش تصاب بالجنون في حالة أنها شمت رائحة الدم، و في حالة إصابتها و خروج الدم منها تبدأ في اللف والدوران حول نفسها في حالة أشبه بالجنون فهي تريد أن تأكل نفسها مما يجذب سمك القرش الآخر نحوها و يأكلوها، كذلك توجد نوع من الأفاعي في أمريكا الشمالية يطلق عليه Rat snake هذا النوع من الأفاعي إذا وقع في الأسر يقوم على الفور بالتهام نفسه عن طريق ابتلاع ذيلها حتى أنها قد تلتهم ثلثي جسمها وتظل هكذا حتى تموت، كذلك من المعروف عن الفئران أنها في حالة الجوع الشديد، و عدم توفر أي مصدر للغذاء تقوم بقضم ذيلها و تناوله في محاولة للتخفيف من حدة الجوع.
التفسير العلمي لـمرض الكانيباليزم
قام علماء النفس بإطلاق اسم الكانيباليزم على هذا المرض و هو أكل الذات ، أي أكل لحم الجنس ذاته، و قد فسروا أن هذه الحالة المرضية لها بعدان ، بعد موروثي عقائدي ، و بعد علمي ، فالبعد الموروثي والعقائدي يكون عند بعض القبائل البدائية و التي تقوم على مثل هذا الفعل لاعتقادها بأن أكل الأعداء ينقل قوتهم إليهم، أو أنه يقوم على أكل العدو للمبالغة في إيذائه، أو أنه يقوم على أكل المتوفي لأداء بعض الطقوس والشعائر الدينية إلى غيرها من الطقوس والعادات الشاذة التي اشتهرت بها هذه القبائل.
أما البعد العلمي فيعرف العلماء مرض الكانيبالزم على أنه مرض سلوكي جنسي، يحدث نتيجة لشذوذ العقل واضطرابه مما يؤدي إلى حدوث هوس بالألم سواء لهم أو للآخرين عن طريق الرغبة في شعور الضحية بالألم والإيذاء ورؤيتها وهي تتعذب أما بالنسبة لم يأكلون بعض أعضائهم، فالأمر يكون على العكس فهو يقوم بمعاقبة نفسه وإيلامها من خلال تحقيق أكبر قدر من الألم والعذاب لها، وغالبًا ما يكون هذا الشخص قد تعرض لأزمة كبيرة و يشعر بوخز الضمير تجاه نفسه.