تعريف الكتابة الأدبية
الكتابة الأدبية هي نوع خاص من ، وربما أهم ملامحه هو أنه نوع الكتابة المختص في كتابة الآداب، والتي تنقسم إلى ( والقصة والشعر والنثر)، باختلاف أنواع كلٍّ من هذه الأركان، ولكلِّ نوعٍ الكتابة في هؤلاء الأربعة ، تُستخدَم فيها الكتابة الأدبية.
وفي هذا المقال شرح لأهم ما يُميِّز الكتابة الأدبية عن بقية أساليب الكتابة، مع كيفية الأدبية بالوقت، واستغلالها على الوجه الأمثل بما يفيد النفس والمجتمع.
خصائص الكتابة الأدبية
ليست كل أنواع الكتابة تشبه بعضها، ولذلك تعرض النقاط التالية أهم الخصائص التي تُميِّز الكتابة الأدبية عن أي نوعٍ آخر ككتابة المقال أو الكتابة الحرة:
- الكتابة الأدبية تتَّسم بكثرة استخدام البلاغة، أي أن الصور البلاغية والتشبيهات والكنايات تكون موجودةً بكثرة، سواءً في الشعر أو القصة أو الرواية أو النثر، وهذا لسببٍ مهم، وهو أن الصور البلاغية رائعة في توصيل المشاعر بصورةٍ مختلفة وأكثر قربًا لقلب المتلقي.
- إثارة الدهشة عند القارئ، وهذا لأنَّ الكتابة الأدبية ليست كتابةً معلوماتية، بل هي كتابة ممتعة، تهدف إلى إثارة المشاعر والخيالات في ذهن القارئ.
- القواعد اللغوية مهمة جدًّا في الكتابة الأدبية، وهذا بسبب أنها كتابة معقدة، ويحتاج الكاتب فيها إلى جملٍ سليمة، حتى يستطيع إيضاح الفكرة بصورةٍ سلسة وسهلة للقارئ كما أن الكتابة الأدبية يجب أن تشمل حسن استخدام ، ، وباقي مكونات اللغة.
- بالنسبة إلى والرواية، فمِن خصائص الكتابة الأدبية فيهما هو وجود المؤشرات المكانية والزمانية الصحيحة، بمعنى أن الكاتب يجب أن يعرف قيمة المكان والزمان ويُشير إليهما بصورةٍ صحيحة في كل جملة، حتى لا يختلط الأمر على القارئ.
- استخدام الأفعال، وهذه وجهة نظر الكثير من الأدباء العالميين، لأنَّ الجملة الفعلية في الكتابة الأدبية أكثر إثارةً من الجمل الاسمية، ولذلك التجديد في سرد يعطي الجمل تنوعًا، ويعطي الكتابة نكهةً خاصة، بعكس أنواع الكتابات الأخرى، التي تتطلب كتابة المعلومات دون استخدام أي محسناتٍ لغوية.
- الكتابة الأدبية غالبًا تكون مقسمة، وكل كاتبٍ له أسلوبه وتقسيمته الخاصة، وهذا ما يُميِّز الكتابة الأدبية عن بقية الكتابات، فمثلًا كتابة المقال تتكوَّن من (مقدمة وموضوع وخاتمة)، أما كتابة القصة من الممكن أن تبدأ من النهاية، وتنتهي القصة عند نقطة البداية، وهذا يحدث أيضًا في الكتابات والنصوص الروائية، أما بالنسبة إلى الشعر فهُناك بحور وأغراض مختلفة، هذا غير أساليب كل مدرسةٍ شعرية.
احتراف الكتابة الأدبية
ربما يسعى الكثير من الشباب حول العالم إلى التعبير عن مكنوناتهم، ولكنهم يعجزون عن ذلك بسبب أنهم يقولون لأنفسهم إن احتراف الكتابة أمر صعب، ولكن الأمر في الحقيقة سهل وصعب في الوقت نفسه، وهُنا سنشرح كيفية احتراف الكتابة بطُرق عملية جدًّا وسهلة.
إرادة حقيقية للكتابة
الكتابة الأدبية ليست مجرد سردٍ للخواطر الشخصية باللغة العامية، بل هي كتابة بالفصحى، في أية لغة، أو بمعنى آخر، الكتابة الأدبية تحتاج إلى إتقان أوليات القواعد اللغوية، وهذا الأمر يحتاج إلى اجتهادٍ من الكاتب الجديد، وهذا الاجتهاد سيأتي عن طريق الإرادة الحقيقية، والرغبة في التطوُّر بالكتابة، لأنَّ وجود العامل النفسي مهم جدًّا للاستمرارية واحتراف الكتابة الأدبية.
القراءة في مختلف المجالات
الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الكتابة الأدبية تلزمها فقط قراءة عن الأدب، أو قراءة الروايات، أو قراءة الشعر فقط، ولكن الحقيقة هي أن الكتابة الأدبية تحتاج إلى الثقافة العامة، بمعنى في وفي علم النفس من أجل كتابة شخصياتٍ لها بعد فلسفي ونفسي مختلف في الرواية والقصة مثلًا، أيضًا القراءة في التاريخ، وهذا لأنَّ التاريخ من أفضل المصادر الرائعة للقصص الأدبية الجميلة، والقراءة في الجغرافيا والعلوم والأدب واللغة، كل هذه القراءات تجعل العقل أكثر تفتحًا وأكثر قدرةً على كتابة نصٍّ أدبي ثري.
اكتب لأجل نفسك
ربما للكتابة الأدبية ميزة ليست في بقية أنواع الكتابة، وهي أنها كتابة عاطفية، ومن المهم أن يفهم الكاتب ذلك، وأنه حين يكتب نصًّا يُفضَّل أن يكتبه من أجل نفسه، وليس من أجل الناس، وفي الوقت نفسه لا ينبغي إهمال القارئ عند الكتابة، ولكن الكتابة الأدبية هي كتابة إبداعية لا تحب المكابح، وأحيانًا يكون وضع القارئ كأولويةٍ عند الكتابة ليس في مصلحة النصِّ ولا في مصلحة الكاتب، في حين أنه عند اكتمال النصِّ ونشره من الممكن أن تختلف وجهات النظر تمامًا، ومن ناحيةٍ أخرى كتابة نصٍّ أدبي تحتاج إلى خصوصيةٍ بين المكتوب والشخص نفسه.
التعوُّد على الكتابة يوميًّا
من أفضل الطرق التي تُطوِّر الكاتب في الكتابة هي الكتابة بصورةٍ يومية، وهذا لأنَّ الكتابة يوميًّا ستجعل العقل يتطور تدريجيًّا، مع زيادة قدرة الخيال في الكتابة الأدبية، وبجانب كل هذا، الكتابة يوميًّا ستجعل الكاتب ينتج كثيرًا من النصوص، ولا يكون عرضةً لأيِّ توقفٍ إبداعي، كما أن الكتابة بصورةٍ يومية ستنقل الكاتب من مرحلة الهواية والمزاجية إلى مرحلة التمكُّن واحتراف الكتابة؛ فيستطيع كتابة أية فكرةٍ في أي وقت، وتكون الفكرة هي العائق الوحيد بالنسبة إليه وليس الكتابة أو أسلوب الكتابة.
تكوين أسلوب كتابة
من أجل احتراف الكتابة الأدبية يُفضَّل أن يمتلك الكاتب أسلوبًا خاصًّا به، وربما في البداية سيكون هذا الأمر صعبًا، وسيجد الكاتب نفسه يُقلِّد كاتبًا آخر أحيانًا، سواءً في أفكاره أو في أسلوب كتابته، ولكن مع الوقت، ومع الاستمرار في الكتابة، سيبدأ الكاتب في تكوين أسلوبٍ خاص به، ويكون له مشروعه الأدبي الخاص، وستبدأ ملامح الاحتراف تدريجيًّا في الظهور، مع ظهور الأسلوب الفريد لهذا الكاتب، ووفق ما يقوله الكثير من الأدباء، إن أسلوب الكتابة هو بصمة كل كاتب، تُميِّزه عن بقية كتاب العالم وتجعل كتاباته مختلفة.
تدوين الملاحظات
من أهم النقاط في احتراف الكتابة الأدبية هي تدوين المعلومات والقواعد النحوية المكتسبة والألفاظ الجديدة والأفكار العابرة، لأنَّ كل هذه الأشياء تتجمَّع معًا لتُشكِّل نصًّا أدبيًّا رائعًا مع الأيام، فالحقيقة أن الكتابة مثل بناء منزل؛ في البداية الأمر يكون مشوهًا وغير واضح، ولكن عند النهاية يكون غايةً في الجمال.