المادة المتحكمة في لون البشرة
هي الطبقة الخارجية من الجلد، لها دور كبير في حماية الجسم من المؤثرات الخارجية والمحافظة على الأعضاء الداخلية، وتعد مرآة لصحة جسم الإنسان، كما أن سمكها يختلف باختلاف مكان ووظيفة العضو الذي تغطيه، فمثلاً سُمك طبقة الجفون تختلف عن سُمك طبقة اليدين والأقدام. كما تتباين في درجات لونها، فتختلف من منطقة إلى أخرى ضمن الجسم الواحد، ومن شخص لآخر نسبة لمادة تسمى الميلانين وهي المادة المتحكمة في لون البشرة.
ما هو الميلانين
صبغة بروتينية طبيعية موجودة في معظم الكائنات الحية، تفرز عن طريق خلايا صباغية طلائية، تنتج هذه المادة داخل أجسام (حويصلات) عن طريق أكسدة نوع من أنواع الأحماض الأمينية يعرف بالتيروسين يعقبها عملية البلمرة، ثم تنتقل هذه االأجسام الصباغية من طبقة الخلايا الطلائية لتصعد إلى الأعلى لتذهب إلى الأجسام الكيراتينية (أعلى طبقة في البشرة ذات اتصال مباشر مع العوامل الخارجية)، في الوضع الطبيعي فإن الأجسام الصباغية تغطي الأجسام الكيراتينية لتقوم بحمايتها من الضرر الخارجي (أكثرها ضرراً أشعة الشمس)، حيث تعتبر هذه الصبغة المتحكمة في والمسؤولة عن اعطاء الجلد والشعر اللون الخاص بهما، تعمل هذه الخلايا على حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس خاصة الأشعة فوق البنفسجية منها، فتزداد انتاج هذه المادة كلما كان التعرض للأشعة فوق البنفسجية عالي مما يعطي الجلد اللون الغامق المائل إلى الاسمرار، وعند بعض الأشخاص يحدث النمش وهي بقع صباغية نتيجة للتعرض المفرط لأشعة الشمس، يعود الاختلاف في لون البشرة إلى تركيز الأجسام الصباغية أو الميلانين في البشرة، وبالطبع تتأثر بعدة عوامل أهمها وراثية وأخرى بيئية خارجية.
زيادة صبغة الميلانين
ينتج عن الزيادة في صبغة الميلانين عدة مشاكل من أهمها :
- النمش: هو بقع داكنة بنية اللون تتواجد على الأماكن التي تتعرض للاتصال المباشر مع الشمس مثل الوجه والرقبة والذراعين، تظهر عادة في فصل الصيف، ومن العوامل التي تساهم في ظهورها أشعة الشمس والعوامل الوراثية، تظهر عادة عند أصحاب البشرة البيضاء وذلك لأن صبغة الميلانين تكون قليلة عند أصحاب هذه البشرة، و كرد دفاعي للحماية من أشعة الشمس يتم زيادة إفراز صبغة الميلانين بتوزيع غير متكافئ لينتج من ذلك بقع بنية صغيرة الحجم، لذلك ينصح دائماً بوضع قبعات للحماية من الأشعة الضارة بالإضافة إلى استخدام واقيات الشمس.
- الكلف: هو بقع غير منتظمة أغمق من لون الجلد الطبيعي، يظهر نتيجة زيادة في افراز هرموني والبروجيسترون، مما يؤدي إلى زيادة افراز الميلانين في البشرة عند تعرضها لأشعة الشمس، عادة يكون أكثر انتشاراً عند النساء الحوامل نتيجة لتغير والنساء اللاتي يتناولن حبوب مانع الحمل، بالإضافة إلى العامل الجيني الوراثي الذي يلعب دور مهم في قابلية الأجسام لظهور الكلف.
نقصان صبغة الميلانين
ينتج عن نقصان صبغة الميلانين في الجسم عدة مشاكل، من أهمها:
- مرض البهاق: هو فقدان الجلد للونه الطبيعي نتيجة لنقصان في صبغة الميلانين، يظهر على شكل بقع ولطخات بيضاء اللون غير منتظمة، وتعود أسبابه إلى عوامل جينية ووراثية بالطبع، وأسباب جسمية مثل أمراض الغدة النخامية وأمراض الجهاز المناعي.
- مرض البرص: هو مرض وراثي ناتج عن نقصان أو غياب كلي لصبغة الميلانين.
علاج الاضطرابات في صبغة الميلانين
علاج زيادة إفراز الميلانين
- فيتامين ج : يعتبر فيتامين ج من مضادات الأكسدة لذلك يقوم على التحكم في إفراز صبغة الميلانين، فحمض الأسكوربيك الموجود في هذا الفيتامين يقلل من نسبة الميلانين ويساعد على تجديد وإصلاح الخلايا من خلال عملية التقشير، لذلك فهو يعمل على تقليل ظهور علامات التقدم في العمر، كما أنه يحمي البشرة من أشعة الجسم الضارة. أما عن مصادر فيتامين ج، فيكون وفيراً في الحمضيات ( البرتقال والليمون ) والبندورة و الفراولة و الكيوي والبابايا و التوت والجوافة والكرز الهندي والمانجو والأناناس والبروكلي والكرنب والفلفل الأحمر والسبانخ.
- فيتامين أ : في الحقيقة، لا يوجد أي تأثير لهذا الفيتامين على إفراز الميلانين، ولكن يقوم هذا الفيتامين بتجديد الخلايا واستبدالها بخلايا صحية مما يعني ذهاب طبقة الخلايا المعرضة لأشعة الشمس الضارة وذهاب الميلانين معها، وأما عن مصادر فيتامين أ، فيكون وفيراً في الحليب و البيض والأجبان والجزر والنعنع والخوخ والكوسا والبقدونس والورقيات الخضراء داكنة اللون.
- فيتامين هـ : ليس له تأثير مباشر على افراز الميلانين، ولكنه يعمل على الحد من تراكم الميلانين، كما أنه يقوم على تسريع الخلايا في التخلص من اسمرارها، وأما عن مصادر فيتامين هـ، فيكون وفيراً في الأفوكادو وزيت جنين القمح والذرة كما أنه يتواجد في المكسرات مثل اللوز والجوز والبندق.
علاج نقصان إفراز الميلانين
- أكثر الطرق انتشاراً في علاج نقصان الميلانين هو التعرض لأشعة الشمس (خاصة الأشعة فوق البنفسجية).
- الكريمات الجلدية الموضعية.
- أدوية تعطى عن طريق الفم تعمل على زيادة تحسس الجلد للضوء مما يعني زيادة افراز الميلانين نتيجة للتحسس المفرط اتجاه الضوء.
- استئصال الجلد المصاب وترقيعه بجلد سليم من قبل أخصائي جلدية.
- بعض الأعشاب الطبيعية ولكن يجب أن تكون تحت إشراف طبي، مثل فرك المكان بالزنجبيل او خلطة الكركم أو خلطة الملفوف.