التدخين
تعتبر ظاهرة التدخين واحدة من الظواهر الشائعة الانتشار في المجتمعات، وتتعدد أنواع التدخين التي يمارسها المدخنين حول العالم؛ إلا أن تدخين التبغ هو الأكثر انتشارًا على الإطلاق، ويأتي ذلك وفقًا للكثير من الإحصائيات التي تشير إلى ممارسة ما يفوق المليار شخص تدخين التبغ، أما الأقل شيوعًا نسبيًا فهو تدخين الأفيون، وفي تعريف التدخين فإنه ممارسات يقوم بها الأشخاص لغايات استنشاق الدخان وتذوقه بالاعتماد على حرق مادة التبغ سعيًا للحصول على الترويح عن النفس، فتنبعث مادة النيكوتين الضارة؛ فتقوم الرئة بالامتصاص إلى جانب مواد كيميائية كثيرة.
اختلفت الآراء والاعتقادات حول الأحكام الدينية لمختلف أنواع التدخين ومدى مشروعيته، وقد بقي ذلك التفاوت على مر الأزمان في الرأي حوله؛ إلا أن معظم الدول الغربية الصناعية قد اعتمدته بأنه ممارسة سلبية تلحق الضرر بشكلٍ رسمي في جسم الإنسان، وجاء ذلك بعد أن أكدت العديد من الدراسات الطبية على تسبب التدخين ببعض الأمراض منها سرطان الرئة والنوبات القلبية وغيرها، ونظرًا لانتشار التدخين؛ سيتم التعرف في هذا المقال على أنواع التدخين. تدخين
أنواع التدخين
تتعدد أنواع التدخين إلى ما يلي:
- السيجار، تعتبر السيجار أو كما يعرف باسم الغليون مساويًا لبقية أنواع التدخين من حيث الضرر، حيث تعادل كل مرة يتم فيها تدخين سيجار كامل نحو علبة سجائر كاملة غنية بالنيكوتين والقطران، وحيث أنها سيجارة واحدة تدخل في تركيبتها نسبة مرتفعة جدًا من النيكوتين والقطران بأضعاف تلك الموجودة في السيجارة الواحدة بأكثر من 40 مرة، وبذلك فإن المواد المسرطنة السامة فيها تكون مرتفعة جدًا أكثر من السجائر العادية، وتسجل السيجار عدد وفيات أكبر بنحو 10 مرات أكثر من معدلات الوفاة المرصودة بين غير المدخنين لها.
- الشيشة، تعرف أيضًا باسم الأرجيلة أو الجوزة، تعتبر الشيشة أكثر خطورة من تدخين السجائر، حيث أن كل جلسة تدخين أرجيلة تساوي نحو 50-60 سيجارة، وتتعدد أنواع الشيشة ومنها؛ المعسل والجراك (تبغ يتم إضافته إلى الفاكهة التالف)، والشيشة المحلاة أيضًا فتدخل فيها أنواع محددة من الفاكهة والتبغ، وما يزيد من ضرر الشيشة أنها تحتوي على مواد متخمرة.
:يتمثل ضرر الشيشة بأنها عامل أساسي للإصابة بمرض السرطان في الفم والحنجرة والشفاه، كما أنها سبب رئيسي لتفشي الميكروبات المؤدية للإصابة بمرض السل الذين يتداولون أنبوب الشيشة ذاتها، بالإضافة إلى التلوث الهوائي المليء بأول أكسيد الكربون والغازات الضارة.
- السجائر، تتصدّر السجائر قائمة أنواع التدخين الأكثر انتشارًا، وتحديدًا بين المرحلة العمرية الشبابية، إذ يتوافد الشبّان إلى تجربة السجائر واحدة تلو الأخرى فيصبح مدمنًا على مادة النيكوتين؛ فتصبح مسألة الإقلاع عنه صعبة جدًا، ويترك التدخين ضررًا جسيمًا على صحة الإنسان، ونظرًا للإقبال الشديد عليه شركات التبع ترصد مليارات الدولارات من الأرباح، وتتعدد أنواع السجائر الشائعة الاستخدام ومنها السجائر ذات المرشح والسجائر ذات مستويات النيكوتين المنخفضة، بالإضافة إلى السجائر الملفوفة والسجائر ذات النكهات المتعددة، كما أن هناك بعض أنواع السجائر المحلاة والمتعددة بالنكهات المختلفة.
:تترك السجائر أضرارًا جسيمة على صحة الفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء، حيث تلحق الضرر بالفم والجلد والحنجرة والبنكرياس والرئتين والقلب وغيرها، كما أنها تترك أثرًا جسيمًا في الجهاز العصبي والدماغ؛ لذلك يعد المدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المميتة.
- مضغ التبغ، انتشر أسلوب تدخين التبغ بواسطة المضغ وليس الحرق كما هو متداول، ويأتي ذلك في مساعٍ للتخفيف من الدخان في البيئة المحيطة؛ فيصار إلى تخزين التبغ ومضغه في الفم فيحصل الجسم على الكمية التي يحتاج إليها من النيكوتين ومكونات التدخين نتيجة إدمانه، ويقوم الجسم بامتصاص السوائل الموجودة به وتصل مباشرةً إلى مجرى الدم؛ فيدخل الجسم بحالة من الاسترخاء التي يسعى مدمن التدخين للحصول عليها، وتتساوي طريقة مضغ التبغ مع طرق وأنواع التدخين الأخرى من حيث الخطورة، ويسهم هذا الأسلوب بإلحاق الأذى والضرر الجسيم بالفم والحنجرة وسرطانات الحنجرة والفم، كما يسهم في حدوث فرط ضغط الدم والقرح الهضمية وغيرها.
- السعوط، عبارة عن أسلوب أو نوع من أنواع التدخين قليل الانتشار نسبيًا، وهو طريقة يتم بها استنشاق مادة التبغ المطحون، بحيث تحرص المعامل والمصانع على تحضير هذا النوع بأسلوبٍ خاص ليصبح ناعمًا جدًا يسهل استنشاقه بوضع كمية بسيطة منه بين أصابعه ليستنشقه بإدخال المادة إلى الأنف.
الوقاية من أضرار التدخين
يمكن الحد قدر الإمكان من الأضرار المترتبة على مختلف أنواع التدخين شائعة الانتشار، وذلك من خلال اتباع ما يلي:
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي؛ بحيث يكون غني بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم من فيتامينات ومعادن وأملاح معدنية، وذلك لتحفيز أداء جهاز المناعة بالدرجة الأولى لمقاومة الأمراض.
- الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة لتحفيز الدورة الدموية وبالتالي الإمداد بنسب أعلى من الأكسجين.
- قضاء أطول وقت ممكن في الأماكن المفتوحة التي يتجدد بها الهواء تلقائيًا.
- التعرض لأشعة الشمس يوميًا لمدة نصف ساعة للحصول على فيتامين د.
- الاستعانة بالمكملات الغذائية ومنها فيتامين سي.
- محاولة تفادي التدخين والابتعاد عنه قدر الإمكان، فالأماكن المليئة بالتدخين تصبح خطرة على المدخن والأشخاص الموجودين في المحيط أيضًا.
- التدرج في ترك عادة التدخين، من الممكن الإقلاع عن التدخين بعدةِ طرق عادة بالنفع على البعض ولكن الإرادة والإصرار هما الخطوة الأولى لذلك، أما في حال عدم توفر الإرادة الحقيقية فلن تُفلح الطرق بمختلفها.