مفهوم المخدرات
الخدر بالكسر هو الستر، ويقال خدر العضو أي استرخى ولم يستطع الحركة والخدر بمعنى الكسل والفتور، ومنه أطلق على المخدر بأنه كل ما يورث الإنسان الكسل والضعف أو يورثه الفتور والاسترخاء، وعند من يرى الخدر بأنه الستر والتغطية فإن المخدر هو المادة التي ينتج عن تناولها الكسل والفتور، أو التغطية لعقل الإنسان.جمعة علي الخولي، سبيل الدعوة الإسلامية للوقاية من المسكرات والمخدرات، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، ص82
أما القرافي فقد عرّف المخدر بأنه الشيء المشوش للعقل، ويكون مع عدم سرورٍ للإنسان في أغلب الأحيان كما هو الحال في مادة البنج، وفي الموسوعة الكويتية فإن المخدر هو المادة التي تُغَيِّب عقل الشخص دون حواسه وبدون نشوة أو طرب.دبيان بن محمد الدبيان، المعاملات المالية أصالة ومعاصرة، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، الطبعة الثانية، ص(105 – 106)
ويرى الدكتور نجيب الكيلاني أن يمكن أن تطلق على أي مادة تؤدي إلى خدر وعقله، سواءً كانت هذه المادة من المواد الطبيعية أو ، وهذه المواد يختلف تأثيرها ومضاعفاتها على الجسم والعقل ومقدار الاستجابة لها، فبعض هذه المواد تقود الإنسان إلى الإدمان بحيث يصبح لا يستغني عنها وإن توقف عن تعاطيها أصابه ضررٌ كبير قد يصل به إلى الموت، أما البعض الآخر من هذه المواد المخدرة تؤدي إلى سكر الشخص وغياب عقله وقد يتصور أموراً لا أصل لها ولا وجود، وإذا انتهى أثر ذلك المخدر في جسم الإنسان فإن المدمن يشعر بحالةٍ من الاضطراب والكآبة وعدم الاستقرار، والتوتر، وقد انتشرت المواد المخدرة في جميع أنحاء العالم بشكلٍ كبير، وأكثر انتشارها كان بين قطاع الشباب الّذي أدّى إلى نتائج خطيرة كالانحرافات الاجتماعية والكوارث الاقتصادية والأخلاقيّة.أحمد حاج علي الأزرق، المسكرات والمخدرات، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، ص39
أنواع المخدرات وأسمائها
للمخدرات أنواع عديدة وأسماء وأصناف كثيرة، حيث يمكن تصنيف المخدرات تبعاً لتأثيرها على جسم الكائن الحي وتأثيره على وظائف أعضائه المختلفة إلى أنواع رئيسية وهي:فؤاد بسيوني، ظاهرة إنتشار وإدمان المخدرات، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، الطبعة الثانية، ص(27-32) بتصرف.
المسكنات أو المثبطات
وهذا النوع من المخدرات يحوي المواد القاتلة للألم أو المسكنة والمهدئة أو التي يمكن تسميتها أيضاً بالمنومة ومن هذه المواد:
- الأفيون: وهو عبارة عن عصير متخثر يمكن الحصول عليه عن طريق فتح كبسولة الأفيون، ويأخذه الشخص عن طريق الفم، وهو سريع الامتصاص من الامعاء، حيث يتأكسد في الكبد، وقد عُرف من آلاف السنين كمادة قاتلة للألم واستخدم كمنوم.
- قلويات الأفيون: وهي مادة المورفين ومادة الكودايين، حيث استخدم المورفين كعنصر قاتل للألم، وتم استعماله كمخدر بعد أن ظهرت العقاقير الطبية الصناعية المختلفة المسكنة للألم، وهو لبن الخشخاش، أما مادة الكودايين فهي مشتقة من مادة الأفيون وتستعمل طبياً ضد وإذا أساء البعض استخدامه أصبح مخدراً.
- الهيروين: مادة شبه صناعية مشتقة من مادة المورفين، والهيروين يفوق في فعاليته المورفين من مرتين إلى عشر مرات بحسب المقادير المستعملة، وهو من أكثر المخدرات خطورةً على الإنسان في العالم وذلك بسبب كثرة المتعاطين لها، وسرعة الإدمان عليها، وأما طرق تعاطي مادة الهيروين فهي مختلفة، منها عن طريق الحقن والتي تبدأ بالحقن تحت الجلد، ثم تتطور لتصبح بالحقن في الوريد، وفي هذه الحالة يكون الهيروين على شكل سائل يسخنه المدمن مع مادة سائلة أخرى ثم يحقن جسمه بها، وهذه الطريقة قد تؤدي بالمدمن إلى الوفاة؛ إما بسبب زيادة الجرعة التي تم تعاطيها أو بسبب ، ويؤخذ الهيروين أيضاً عن طريق الفم بالبلع، ويكون على شكل أقراص صغيرة الحجم، وهذه الطريقة قليلة الاستخدام في العالم، ويمكن أخذ جرعة الهيروين أيضاً بالاستنشاق (الشم) ويكون الهيروين في هذه الحالة على هيئة بودرة أو مسحوق يتم استنشاقه عن طريق الأنف، والهيروين يندرج من أنواع المخدرات التي تعمل على إبطاء النشاط الذهني عند الشخص، أي يعمل كمهبط المركزي، حيث كان استعمال الهيروين للعلاج الطبي في بداية الأمر في معظم بلدان العالم، وحل محل الهيرون للعلاج مواد أخرى أقل منه خطورة على صحة الإنسان مثل المسكنات.
وللمسكنات أعراض جانبية عديدة منها: شعور الإنسان بالدوار والهبوط العام، وضيق العين، والعرق، وانخفاض الحرارة، وانخفاض ضغط الدم، والغثيان، والقيء، والتشنج، والقلق. أما الإفراط في تعاطي هذه المواد فإنه يؤدي إلى ضيق في التنفس، وزيادة العرق، وربما الغيبوبة التي تصيب الإنسان بالموت العاجل، وأما الأعراض الإنسحابية التي تنتج عن نقص هذه المواد في جسم المدمن فتأتي على صورة سيلان الأنف، والتثاؤب المتواصل ودموع العين، والشعور بالرعب الشديد وفي بعض الحالات حدوث الوفاة.
المنشطات (المنبهات)
وهذه المواد تصيب من يتعاطاها بالتهيج العام، والمنشطات تستخدم طبياً في معالجة زيادة السمنة، حيث تعمل على تقليل الشهية، ومن هذه المنشطات:
- أوراق الكوكا: حيث يتم تعاطيها عن طريق المصنع (كوكايين).
- الأمفيتامينات: وهي مواد صناعية، لها فعالية علاجية محدودة، تستعمل لإزالة التعب عند الشخص والإجهاد ولمعالجة السمنة، ويمكن تعاطيها بأحد الطرق الثلاث إما الحقن أو عن طريق الفم أو الشم.
- القات: يستعمل القات عن طريق المضغ وينتج عن استخدام هذه المادة الكثير من النشوة، وضيق في العين، وزياد في النبض، وأرق شديد وارتفاع ضغط الدم وفقدان الشهية وتوتر وتشنج. أما الزيادة في جرعة مادة القات فإنها تحدث تهيّجاً فكرياً للمتعاطي وانفعالياً، وارتفاعاً في درجة الحرارة، وقد يصاحبها الهلوسة والارتجاج الّذي يؤدي للموت المفاجئ. والأعراض الانسحابية الناتجة عن القات تظهر على شكل تبلّدٍ في المشاعر والأحاسيس والرغبة في النوم، وشعور المتعاطي بمرضٍ في الجلد، والاكتئاب، والخوف الداخلي، وفقدان السيطرة، وهذيان حاد.
وهناك بعض المواد التي يمكن إضافتها إلى المنبهات والشاي والكاكاو وكذلك مشروبات الكولا، فالقهوة تسبب قرحة المعدة، والعصبية، وعدم الراحة، واضطراب النوم، والقلق، وسرعة في ضربات القلب.
المهلوسات
وهي تشمل مواد عديدة منها: الميساكيلين، والسيلوين وهذه المواد بعضها طبيعي والبعض الآخر صناعي، وهي ليست من العقاقير الطبية، إلا أنه تم استعمالها في الأبحاث الطبية، وتأتي الخطورة في هذه المواد من تأثيرها العنيف على نشاط الإنسان العقلي وعملية الإدراك والوعي لديه، ولذلك تم تسميتها بالمهلوسات، فيحدث نتيجة تعاطيها تخيلات تصيب الإنسان وفقدان الشهية، والدوار، والصداع، وجفاف في الفم، واضطراب في إحساس الشخص بالزمن والأشياء التي تحيط به.
والمهلوسات يتم تعاطيها عن طريق الحقن إما تحت الجلد أو في الوريد، وقد تؤخذ عن طريق الشم أو الفم. وينتج عن زيادة جرعة هذه المواد الأعراض السابقة وتكون مصحوبةً بالخوف الشديد لدرجةٍ تصل إلى الرعب، وقد يؤدي زيادة الجرعة إلى الوفاة العاجلة.
أماكن زراعة المخدرات
يزرع نبات الكوكا والخشخاش وهما المصدر الخام المستعمل لتصنيع مادة المخدرات في كثير من بلدان العالم كالهند، وإيران، وهونج كونج، ولبنان، وبورما، وبعض دول شرق آسيا، وتايلاند. وأما مادة القات فهي تزرع في اليمن الشمالي والجنوبي، وكذلك في الحبشة والصومال، وتكمن الفائدة المرجوة لهذه البلدان في تحسين اقتصادها ودخلها القومي، إلا أنه يتم الإساءة في عملية تنظيم هذه الزراعة، ومع غياب الرقابة الشديدة، تؤدي هذه الأمور مجتمعةً إلى وجود عمليات التهريب لهذه المواد والكسب غير المشروع، وبالتالي الإضرار بالمجتمعات، حيث ينتج عنها العديد من الكوارث والمصائب التي يصبح من الصعب علاجها بعد أن تستفحل.خالد اسماعيل غنيم، أضرار تعاطي المخدراتوالكحول وأثره على المجتمع، مركز الكتاب الأكادمي، عمان، الطبعة الأولى، 2016م، ص30