أهمية القراءة للطفل
تتمثل للطفل في العديد من النتائج الإيجابية قصيرة المدى، أي أن مفعول القراءة على عقل وذهن الطفل سريع جدًا، فالطفل الصغير أو الكبير يحتاج أن يحب القراءة وأن يتقنها، لأن هذا الأمر سيفرق معه جدًا في مستقبله، الطفل الذي يقرأ أكثر من عادة يكون أفضل بكثير على المستوى الذهني والشخصي من الطفل الذي لم يقرأ أي كتاب في طفولته، الفارق يكون على مستوى الذاكرة والنضج العقلي والنضج النفسي، الطفل الذي يقرأ يفهم العديد من الأمور، وعقله يبدأ بالتأمل البسيط، كما أن القراءة للطفل تحفز العقل النقدي لديه، حتى يكبر على أن يكون شخص غير مستسلم لأي شيء يُقال له بل يفكر فيما يسمعه ويقوله، وفي هذا المقال سيتم عرض أهمية القراءة بصورة أكثر تفصيلًا مع أفضل الطرق لتحبيب الأطفال في القراءة.
تحسين مهارات القراءة والكتابة
عندما يتعلم الطفل الحروف، سواء في الروضة أو في المدرسة، يتم تعليمهم للأسف بطريقة سلبية، وهي عن طريق كتابة الحروف والكلمات في صورة تكرار، وهذا الأمر يكون ممل على الطفل جدًا، في حين أن القراءة قد تحسن عملية القراءة والكتابة عند الطفل، فمثلًا يمكن للأم أو الأب، شراء كتاب به قصص للأطفال بالصور المرسومة، ودفع الولد لأن يقرأ القصة بصوت عالٍ، حينها سيقرأ الطفل وفي نفس الوقت سينطق معاني وكلمات جديدة، كما أن عقله سيندمج مع القصة المكتوبة والرسومات، هذا غير أن من الممكن اقتراح أن يقوم الطفل بتعلّم بنفسه، ويكون الأب معه خطوة بخطوة وهو يكتب القصة، قد يأخذ الموضوع أيام أو شهور، ولكن حينما يتم الطفل قصته، هذا الأمر سيكون بالنسبة له غاية في الروعة وحينها يمكن مشاركة قصته في المدرسة، أمام المدرسين والتلاميذ، هذا الأمر سيجعل الطفل يحب القراءة و ويتعلم منهم أيضًا.
البُعد عن حالات التوحد والانفصال
للأسف في هذه الأيام انتشرت الأجهزة اللوحية و، وهذه الأجهزة أفقدت الأطفال الكثير من القدرة على تدريب أدمغتهم، لأن ما يرونه قد يتعلمون منه شيئًا، ولكن ليس مثل القراءة، القراءة تعمل على جعل الطفل يركز وفي نفس الوقت لا ينفصل عن المجتمع، أما بالنسبة للأجهزة اللوحية فهناك مشكلة قد تتكرر مع العديد من الآباء، وهي في الوقت الذي يشاهد فيه الطفل الكارتون على أحد الأجهزة اللوحية، لأنه لا يلتفت لأي صوت آخر، فلو تم مناداة الطفل لن يرد، ولذلك الكثير من أطباء النفس، ينصحون الأطفال الذين لديهم بداية توحد، أو التوحد من مراحل متأخرة، بتقليل وقت مشاهدة التلفاز لهؤلاء الأطفال، وهذا لجعل الطفل يتعامل مع المحيط الاجتماعي له بصورة أفضل، أما من جهة القراءة فهي تدعم عمل الدماغ وتكون بمثابة تمرينات رائعة للعقل والعين، وفي نفس الوقت لا تضر بالطفل.
فهم المجتمع بشكل أفضل
الطفل الذي لديه سبع سنوات ويبدأ والديه بقراءة قصص الأطفال له، سيبدأ في فهم أبعاد جديدة عن الحياة، مثل الخير والشر، ومثل الموت والحياة، ومثل الشجاعة والمروءة، كلها قيم أخلاقية تتصف بها قصص الأطفال عادة، كل هذه القيم عندما يفهمها الطفل في صورة قصة، يكون متميز عن ذاك الطفل الذي لم يقرأ عن الشجاعة، أو عن الخير والشر، وبالنسبة لمثل هذا الطفل عندما يحين وقت الكلام عن هذه الأشياء، تكون بالنسبة له معروفة مسبقًا ليتكلم عنها ويبدي رأيه عنها مما يجعله وسط أصدقاءه قائد، ووسط الأكبر منه فطن، وله عقل يسبق عمره، هذا الأمر يفرق جدًا في شخصية الطفل، حيث أن القراءة ستجعل له من صغره مكانة كبيرة في المجتمع.
القراءة للطفل وتطوير الخيال
القصص و الخاصة بالأطفال مثل علاء الدين والسندباد وقصص ديزني، تجعل للطفل خيال خصب جدًا، وهذا يؤدي إلى أن يخرج الطفل إلى عامله الخاص، وقد يكون الآباء متخوفين من شتات الأطفال ناحية الخيال، ولكن الحقيقة هي أن خيال الطفل كلما كان أوسع، استخدمه بطريقة أفضل في حياته الشخصية، وهذا الأمر سيفرق جدًا معه سواء في الدراسة، أو فيما بعد لو كان هذا الطفل موسيقي أو شاعر أو كاتب أو رسام أو ممثل، الخيال سيجعل هذه المواهب تنفجر، وتكون مميزة عن أي شخص آخر ينافس هذا الطفل، ولذلك على الآباء أن لا يكبتون أطفالهم ويشعرونهم أنهم أغبياء لو سمعوا من أطفالهم بعض المغامرات الخيالية، بل عليهم أن يتماشوا معهم، ولو وجدوا تفصيله خطيرة في هذه المغامرة، لا يُفضل قمعها بل مجادلتها حتى يفهم الطفل خطورتها ويتنازل عنها.
تكوين العاطفة
أهمية القراءة ليست فقط المعرفة العقلية بل هناك معرفة عاطفية، الشعور بالحب والكراهية والانجذاب والعناد والاستسلام، كل هذه المشاعر موجودة في الكتب والقصص والروايات، ولذلك عندما يقرأ الطفل هذه القصص، ستتكون له عاطفة سوية، ولذلك يجب على الآباء أن ينتقوا جيدًا الكتب التي سيقرأها أبنائهم خصوصًا في مرحلة الصغر، وليست الصورة وجودتها مقياسًا، كما أن الكتب التي كان الآباء يحبونها وهم صغار لا يشترط أن يحبها أبنائهم وهم صغار، فمن الممكن أن تكون هناك قصص أخرى أو حكايات أخرى غاية في الروعة، ومقبولة وبها المشاعر المطلوب توصيلها للطفل.
القراءة للطفل في المرحلة الابتدائية
المرحلة الابتدائية التعليمية، هي المرحلة التأسيسية الأولى في حياة الطفل التعليمية، ولذلك عندما يبدأ الطفل في قراءة كتب أخرى غير المناهج الدراسية، هذا سيجعل الطفل غاية في الثقافة، ويتفوق على غيره من الأطفال الذين لا يقرأون، كما أن المعرفة التي سيمتلكها الطفل ستجعله محبوب جدًا من المدرسين، وفارق عن الآخرين، كما أن عقلية هذا الطفل ستجعله يميز سنه وعمره، ويجب على الوالدين دعم الطفل، ومكافأته إذا قرأ كتاب بأنه سيأخذ مبلغ مالي سيكون حر هو في صرفه، أو سيحصل على هدية كان يريدها.