أهمية الكتابة
أهمية الكتابة تظهر في الصراع التاريخي على أين بدأت الكتابة، في القديمة على أوراق البردي، أم في بلاد سومر و عن طريق الكتابة السومرية (المسمارية)، التي كانت تُكتَب على ألواحٍ طينية وحجرية!
تاريخ الكتابة ووجود مخطوطاتٍ حجرية وطينية توضح لنا كيف كان يعيش الإنسان في قديم الزمان، بل حدَّدت لنا الكثير من أشكال العبادات القديمة، والميثولوجيا (علم الأساطير)، وبالنسبة إلى القدماء المصريين، فالكتابات الهيروغليفية، التي يكتشفها المنقبون وعلماء الآثار حتى يومنا هذا في مقابر القدماء المصريين، تُعلن عن تاريخٍ مهم جدًّا لشعبٍ يُعدُّ الأكثر حضارة في عصره.
الكتابة تُخلِّد الأفكار وتحييها أبدًا، فربما يموت الشخص ويتحلل، وربما تنتهي الحقبة التاريخية نفسها، ولكن الكتابة تجعل الأحداث حيةً على مدار الأزمان، ولذلك منَّ الله سبحانه وتعالى من قديم الزمان على البشر بالكتب المقدسة، لتكون إعلانًا إلهيًّا للناس عن والكتابة.
التعليم
تظهر أهمية أيضًا في التعليم، إذ إن عملية نقل المعلومات الحديثة وحفظها تحتاج إلى تسجيلٍ دقيق للأفكار، حتى يعود الطالب أو المتعلم إلى المعلومات والأفكار نفسها مرةً بعد مرةٍ بسُهولة، وهنا يأتي دور الكتابة، فالكتابة تُخلِّد الفكرة وتجعلها حيةً في ذهن كل من يقرأها، هذا بخلاف أن عدد الطلاب الكبير يجعل من الكتابة وسيلةً مناسبة للإجابة بصمتٍ ودون تشويش، ولذلك هناك اختبارات عن طريق الكتابة، واختبارات أخرى عن طريق التحدُّث، هذا ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ تعليم الكتابة نفسها يُعدُّ نوعًا من التعليم، ولذلك تتم هذه العملية في الصغر، فيكون على الطفل حفظ المعلومات الأساسية وتعلُّم ومن ثمَّ القراءة.
حفظ الأسس الدينية
الدين هو المُهذِّب الأساسي للضمير البشري، ولأنَّ البشر خطاؤون، فإنهم غير أهلٍ لحفظ الأسس الدينية، نظرًا إلى أن الإنسان يحابي ويحب ويكره وينسى، ولذلك حفظ الله سبحانه وتعالى تعاليمه في كتبٍ مكتوبة، حتى تكون هذه الكتب علاماتٍ صالحة لكلِّ جيلٍ وكلِّ زمن، لأنَّ الإنسان لو تغير، فإنَّ هذه التعاليم والأسس لن تتغير، بسبب أنها مكتوبة ومحفوظة من زمنٍ إلى زمن.
وسيلة لحفظ الخبرات
في حياة البشر العادية، هناك الكثير من الخبرات التي يعيشونها، هنالك خبرات مؤثرة جدًّا في حياة كل شخص، ولكن الحقيقة أن غالب هذه الخبرات والتجارب الشخصية تذهب هباءً، في حين أن هناك نوعًا من الناس يُفضِّل الاحتفاظ بكلِّ ما يحدث معه عن طريق كتابته.
وتختلف أساليب كتابة الخبرات، فلو كانت الخبرات نفسيةً أو عاطفية، من الممكن أن تُكتَب في صورة شعري ولو كانت خبراتٍ جسدية وفكرية من الممكن أن تُكتَب في صورة مقالٍ أو قصةٍ أو بصورةٍ نثرية، أما لو كانت تجربةً علمية، فحتى يومنا هذا توجد مجلات علمية على الطراز الكلاسيكي، مجلات شهرية وسنوية، تنشر كل ما هو جديد في مجال العلم عن طريق كتابته في صورة مقالاتٍ علمية أكاديمية بحتة أو شائقةٍ وسهلة، تجعل الإنسان البسيط يفهم أكثر العلوم تعقيدًا.
الكتابة تحفظ العاطفة والحدث والعلم من الاندثار والتلاشي؛ لذا فهي نوع من أنواع الحياة.
الكتابة وسيلة تنفيسٍ عن المشاعر
يعاني الكثير من البشر حاليًّا من الاكتئاب أو الحزن الدفين دون سبب، ومثل هؤلاء الناس في الحقيقة لا يعلمون لماذا هم مكتئبون، في هذه الحالة تكون وسيلةً جميلة لمعرفة مكنونات النفس بالنسبة إلى الشخص نفسه؛ إذ يكون ما يكتبه الشخص على الورق جزءًا من شعوره الذي لا يدركه، وقد تخرج هذه الكتابة في صورةٍ عشوائية، وقد تخرج في صورةٍ منظمة، مثل الشعر أو القصة أو المقال، وفي كل الأحوال، الكتابة هنا تُعدُّ علاجًا للنفس، لأنَّ الشخص نفسه حينما يقرأ ما كتبه عن نفسه ربما سيُفاجأ بأحاسيس وكلامٍ لم يكن يعتقد أنه بداخله بالفعل.
طريقة تواصل
طالما كانت الكتابة سواءً في القِدَم أو في الوقت الحاضر واحدةً من طرق التواصل بين البشر، وهذا عن طريق الرسائل، وقد يختلف مفهوم الرسائل قديمًا عن الوقت الحالي، فقديمًا كانت الرسائل عبارةً عن ورقٍ مكتوب عليه بالحبر يُرسَل عن طريق مكاتب البريد، وقبل ذلك كانت الرسائل عبارةً عن ورقٍ أو رقعٍ من جلدٍ مدبوغ يُرسَل عن طريق رسول، وأحيانًا كانت طرق الإرسال عن طريق الحمام الزاجل، أما الآن فالرسائل تُرسَل عن طريق الأجهزة الإلكترونية، ولكن العامل المشترك في كل طرق الإرسال والاستقبال هو عملية الكتابة الثابتة، سواءً في العصور القديمة أو في الوقت الحاضر، فالكتابة تتم للتواصل.
أهمية الكتابة في إثراء العقول
الكتابة تجعل العقل أكثر ترتيبًا، لأنَّ من يكتب باستمرارٍ يتعلم أين هي مواضع الحروف والكلمات، ومن ثمَّ يتدرب العقل باستمرارٍ على عمليةٍ تنظيمية دورية، من خلالها يكتسب الشخص عقلًا أسرع في استنباط النتائج، وفي التأمل، وفي خلق فكرةٍ لم تكن موجودةً من الأساس.
الكتابة الإلكترونية
أهمية الكتابة في العصر الحالي تتجلى بقوةٍ عبر صفحات المواقع الإلكترونية، لأنَّ ملايين الأشخاص يبحثون يوميًّا عن كل صغيرةٍ وكبيرة عبر محرك البحث أو غيره من . ومن خلال البحث يمكن إيجاد جميع الإجابات التي يحتاج إليها الفرد في ثوانٍ معدودة وبدقةٍ عالية؛ بينما كان يتحتَّم على الفرد قديمًا الذهاب إلى المكتبة والبحث بين مئات الكتب لإيجاد معلومةٍ يمكنه اليوم إيجادها بضغط بعض الأزرار على أو .
كان على البشر قديمًا -وحتى وقتٍ قريب- تناقل الخبرات من كبار السن، ولكن اليوم جميع الخبرات مكتوبة على المواقع الإلكترونية، فلا يوجد موضوع واحد يبحث عنه الإنسان دون أن يجده، على سبيل المثال: في الماضي كان على سيدات المنزل سؤال كبار السنِّ من السيدات عن وصفات الطعام وكيفية الطبخ، أما اليوم فتوجد آلاف الوصفات الموجودة على التي يمكن للسيدة التعلُّم منها وتجربتها بسُهولة.
تظهر أهمية أيضًا في تعليم المهارات؛ فاليوم لا يحتاج الفرد إلى الذهاب إلى أقاصي الأرض لتعلُّم مهارةٍ معينة تفيد في الحياة العملية، بل يمكن من خلال المنشورات الإلكترونية تعلُّم تلك المهارة وهو في بيته، فالكتابة الإلكترونية ثروة كبيرة في يد كل إنسانٍ يمتلك هاتفًا ذكيًّا أو حاسوبًا متصلًا بالإنترنت.