أين تقع مدينة بابل ؟
تقع مدينة بابل في بين نهري دجلة و الفرات ،وهي العاصمة الرئيسية للبابليين الذين كانوا يحكمون منطقة ما بين النهرين. و في فترة حكم البابليين تطوّرت في هذه المنطقة بشكلٍ كبير وازدهرت، و كان لهذا الازدهار آثار كثيرة مثل : انتشار اللغة البابليّة في كافة أرجاء المنطقة، بالإضافة للتطوّر العلمي الكبير و ازدهار الحركة الفنيّة في المنطقة، و النمو المتمثل بالعمليات التجاريّة الهامة الّتي كانت موجودة في ذلك الوقت .جديرٌ بالذكر أن عدد الملوك في السلالة البابلية وصل إلى أحد عشر ملكاً حكموا في هذه المنطقة من العالم، و قد دمّرت بابل على أيدي الحوثيين، وكان ذلك في عام 1595 ق.م . استحوذ الملك قورش الفارسي على هذه المدينة الهامّة في عام 539 ق.م، وقام بقتل آخر ملوكها وهو الملك بلشاصر.
بابل في العصر الحديث
في العصر الحديث ،كان للاضطرابات السياسية و العسكرية أسوأ الأثر على آثار مدينة بابل و على كامل المدينة أيضاً .
فرغم ان المدينة كانت اطلالاً و آثاراً، إلا أن اتخاذ القوات الامريكية للمدينة مقراً لها و لجنودها ان له بالغ الأثر على المدينة، و استمر أثر هذه الاضطرابات لفترة طويلة على مدينة بابل و سائر المدن العراقية العريقة حتى يومنا هذا.
الحضارة البابلية من أقدم الحضارات
تعتبر حضارة مدينة بابل في العراق من أعرق و أقدم الحضارات في التاريخ ، حيث يمتد تاريخ هذه الحضارة الى عام 2000 ق.م ، و قد تعرف عليها المؤرخون و الباحثون عن طريق كتابات قام البابليون بتدوينها على ألواح من الحجارة،
و يشير المؤرخون الى ان البابليين استعانوا بالحضارة السومرية في تشكيلهم لأبجديتهم ، و هم الّذين كانوا قد أقاموا حضارة عريقة المنطقة الجنوبيّة من العراق، وقد بقيت اللغة البابلية – الأكادية- تستعمل الأبجدية المسمارية على امتداد 3000 عام، و تعتبر اللغة البابليّة من اللغات السامية، ولكن ألفاظها لا تحتوي كما العربيّة على حروف التفخيم كحرف الطاء، أو على الحروف الحلقية كحرف الحاء.
شهدت مدينة بابل الشهيرة العديد من الأحداث التاريخية ، كما نسبت لها مجموعة من الأساطير، تُروى كحكايات ألف ليلة و ليلة و ليس كأحداث تاريخية موثوقة، فلا يجب الخلط بين الأمرين. من الجدير بالذكر أن كلمة بابل تعني ( باب الإله ) ، ومؤسس مدينة بابل التاريخية الشهيرة هو هو الملك حمورابي.
من الأحداث الشهيرة جداً التي تنسب الى مدينة بابل التاريخية ، حادثة الملكين هاروت و ماروت وهما الملكان اللذان أنزلهما الله تعالى لتعليم و إيضاح مخاطره ، وقد ذُكرت تلك القصة في القرآن الكريم في سورة البقرة.
ذكر مدينة بابل بالقرآن الكريم
كما ذكرنا ارتبط اسم مدينة بابل التاريخية بحادثة الملكين هاروت و ماروت، و التي ورد ذكرها في ، حيث بينت الآية الكريمة مخاطر السحر و أنه يفرق بين المرء و زوجه، و لكن ضرر السحر لا يقع الا باذن الله فلا يجب نسب كل ما يحدث للإنسان للسحر و هذا ما افردنا له مقالا منفردا في موقع مقالات يمكن الاطلاع عليه في قسم الثقافة الاسلامية.
قال الله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (102) البقرة.
اشتهرت الحضارة البابلية بصدارتها في العديد من المجالات العلمية و ، فصدرت للعالم ، والسحر، و الرياضيات ، والطب وغيرها ، أما عن مظاهر الرخاء في مدينة بابل نجد الكثير في النصوص الرومانية القديمة ، مثل سور بابل و برج بابل ، و من أهم هذه المظاهر بلا شك حدائق بابل المعلقة محور موضوعنا.
حدائق بابل المعلقة
بُنيت و هي احدى ، في القرن السابع ق.م، على يد الملك نبوخذ نصّر.
و قد بنى الملك هذه الحدائق تعبيراً عن حبه لزوجته سيمراميس ، و التي يقال أنها كانت تشعر بالحنين لأزهار و حدائق موطنها الأصلي ،و لهذا قصة ، فقد أشارت النصوص الرومانيةالقديمة عن حدائق بابل المعلقة أن المللك نبوخذ نصر الثاني بنى هذه المدينة و أهداها إلى زوجته ساميراميس ، التي كان والدها قائدًا و دخل في حرب مع الملك نبوخذ، و بعد عقد هدنة بين القائدين قرر القائد توطيد العلاقة بينه و بين نبوخذ ، فزوجة ابنته ساميراميس ، فاضطرت ساميراميس لترك بلادها المليئة بالأشجار و الورودو الذهاب إلى العراق لتعيش مع زوجهاالملك نبوخذ .
سبب تسمية حدائق بابل بالمعلقة
يُقال أن سبب تسمية هذه الحدائق العجيبة بالمعلقة يرجع الى نمو نباتات الزينة على شرفات قصوها، و هي مدرجة على شكل هرمي ، و محاطة بسور من الحدائق الضخمة ، بها أحواض كبيرة للزهور مصنوعة من الحجر و الرصاص ، و يبلغ ارتفاع حدائق بابل حوالي 100 م ، و يبلغ سمك السور المحيط بهذه الحديقة نحو 7 م ، أما مساحتها فتقدر بنحو 14870 متر مربع .
و يشير المؤرخون إلى أن الحدائق المعلقة كانت تحتوي على أنواع متعددة من النباتات و الأشجار و الزهور الفواحة حيث تفوح و تنتشر روائح العطر من الأزهار مع الإطلالة الرائعة على المرتفعات وكانت هذه الزهور و النباتات تُسقى بماء يخزن في الطبقات العليا من الحدائق لسقاية الأشجار و النباتات.
كما سُميت الحدائق بالمعلقة لأنها مدرجة على شكل هرمي ، و محاطة بسور من الحدائق الضخمة ، بها أحواض كبيرة للزهور مصنوعة من الحجر و الرصاص ، يبلغ ارتفاع الحدائق حوالي مئة متر ، و بلغ سمك السور المحيط بها نحو 7 أمتار ، و تُقدر مساحتها نحو 14870 متر مربع ، يتم توصيل الماء للحديقة من نهر الفرات ؛ عن طريق مضخات مائية بسواعد العبيد ، وتتكون تلك المضخات من عجلتين فوق بعضهما و متصلتان بسلسلة ضخمة ، تتعلق بعض الدلات في هذه السلاسل ، حيث تدور العجلات فتمتلئ الدلات بالماء و تصعد لأعلى الحدائق لترويها ، و كان يتم ضخ حوالي 37 ألف لتر ماء يوميًا ، بُنيت هذه الحدائق من الطوب اللبن مع مادة القار ، لكي تكون عازل بين الطوب اللبن و مياه الري .
نهاية حدائق بابل
لكل شيء اذا ما تم نقصان ! و حدائق بابل المعلقة ليست استثناءاً ، ففي القرن الأول الميلادي حدث زلزالٌ مدمر في بلاد ما بين النهرينِ ، و قد تسبب هذا الزلزال بانهيار الحضارة البابلية و القضاء على آثارها الرائعة و العريقة، و كانت حدائق بابل المعلقة أحد هذه الآثار التي طالتها آثار هذا الزلزال المدمر.