الوقوع في المخدرات
كثيراً ما نسمع في الوقت الحالي عن وقوع الشباب في مشكلة المخدرات، وهناك من استطاع أن يتدارك هذه المشكلة، ولكن لا يزال الكثير منهم يعانون من هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة أيضًا، ويؤكد الأخصائيون أن يحدث في معظم الحالات نتيجة 4 عوامل وهي: المخدّر، والشخص، والأُسرة، والمجتمع، وسيتم التطرق في المقال التالي إلى الحديث عن .
أسباب الوقوع في المخدرات
من أسباب الوقوع في المخدرات ما يلي:
- انتشار المخدرات وسهولة الحصول عليها، وشرائها يُعطي فرصة أكبر للشخص في التعاطي ومن ثم الإدمان عليها.
- الأخطاء الطبية، إذ تحدث بعض الأخطاء الطبية داخل المستشفيات، تتمثل في إعطاء المريض كميات زائدة من المسكنات، ومن أهمها ماده المورفين التي تسبب الإدمان مع كثره الاستخدام.
- عدم الشعور بالاستقرار النفسي لدى الشباب قد يُؤدي إلى تناول المخدرات للتخلص من أحد في محاولة منه الهروب من الواقع الذي يعيشه؛ بسبب عدم قدرته على التكيف مع الحياه والمجتمع.
- تقليد الآخرين، وهذه المشكلة ملاحظة بكثرة لدى المراهقين؛ لأنهم يعيشون في فترة يحاولون فيها إثبات ذاتهم واضافة طابع الرجولة على شخصيتهم، من خلال تقليد الأشخاص الأكبر سنًا، فقد يقلدون الكبار في وكذلك تعاطي المخدرات.
- الشعور بالفراغ ومرافقة أصحاب السوء.
- الرغبة في السهر من أجل الدراسة، وهذا الأمر يروج له بعض المدمنين وبائعي المخدرات، بحيث يُقنع المراهق بأن هناك مواد مخدره تساعد على التركيز وتزيد من التحصيل العلمي، من خلال مقاومتها الرغبة في النوم وقد يحصل الشخص على هذه النتيجة في البداية ولكن سرعان ما يصبح مدمن لهذه المادة، ومما يزيد من هذه المُشكلة ضغط بعض الأهالي على الأبناء، من أجل الحصول على أعلى العلامات والتفوق الدراسي.
- أسباب تتعلق في الأسرة، فمثلاً عند إدمان أحد الأبوين للمخدرات، سواء كان من الأب أو الأُم، فإن ذلك يدفع بالمراهقين إلى تعاطي المخدرات.
- وجود خلافات داخل أيضًا له دورٌ كبيرٌ في لجوء الأبناء إلى إدمان المخدرات.
- المعاملة القاسية من بعض الآباء والأمهات لأبنائهم، وهذا لاعتقادهم بأن هذه هي الطريقة الصحيحة في التربية، ولكن الصحيح أنه يجب تغيير طريقه معاملة الآباء وجعلها ما بين الشدة واللين، وضرورة منح الأبناء شعور والديهم بالحب تجاههم.
- ضعف الوازع الديني، فمما لا شك فيه أن ضعف الوازع الديني وعدم التمسك بتعاليم الدين الإسلامي، من حيث اتباع أوامره واجتناب نواهيه، يجعل الشخص من السهل أن يتجه نحو الأمور المحرمة شرعًا مثل تعاطي المخدرات.
- السفر إلى الخارج خاصة البلدان التي توفر كافة وسائل الإغراء، مع عدم وجود رقابة على الأماكن التي يتم فيها تناول المخدرات.
- انشغال الوالدين عن أبنائهم وعدم مراقبتهم بالشكل المطلوب، ولهذا فإنه من واجب الآباء مراقبة تصرفات الأبناء بشكل دائم.
- اقتصار دور الجامعات على تعليم الشباب حسب المناهج العلمية، وعدم الالتفات إلى التصرفات التي يقوم بها البعض، ولهذا فإنه من الضروري تكثيف الندوات الخاصة بمخاطر الإدمان و عمل كشف طبي للطلاب بشكل دوري.
- عدم وجود أحكام عادلة لدى بعض الدول في موضوع المخدرات، بحيث يُحاكم المتعاطي والتاجر تقريبًا بنفس العقوبة، وأحيانًا يتم التساهل في العقوبة ومدتها، مما يُعطي مجال لدى تجار المخدرات بزياده نشاطهم.
- توفر المال في يد الشباب بسهوله مع عدم وجود رقابة من قبل الأهل، وأيضًا عدم وعي الشاب الكافي لمعرفة كيفية التصرف بهذا المال بطريقة صحيح ومفيدة، مما قد يدفعه إلى الانحراف والحصول على المخدرات بسهولة.
- انخفاض مستوى التعليم لدى بعض الأشخاص، إذ لا يدركون تمامًا خطورة تعاطي المخدرات، ولهذا يصبحوا ينساقون وراء المروجين والمهربين للحصول على هذه السموم، ولكن هذا لا ينفي بالطبع وجود المتعلمين أيضًا بين هؤلاء الذين يتعاطون المخدرات.
- من أسباب الوقوع في المخدرات أيضًا تناول المنشطات، التي يعتقد البعض بشكل خاطئ، بأن لها تأثير إيجابي على النشاط الجنسي، ولكن الدراسات تؤكد بأن لها تأثير مثبط على النشاط الجنسي بعكس الاعتقاد الشائع لدى الكثيرين.
- السهر خارج المنزل لأوقات متأخرة من الليل، دون مراقبه الشباب وقد يُفسر البعض بأن هذا الأمر حرية شخصية لكنها قد تؤدي إلى نتائج خطيره، وتُشجع على ارتكاب المحرمات مثل تناول المشروبات الروحية وتعاطي وغيرها.
الأعراض التي تظهر على متعاطي المخدرات
يصاحب تعاطي المخدرات وإدمانها عدد من الأعراض التي تظهر بشكل واضح على الشخص، وتختلف هذه الأعراض من شخصٍ لآخر حسب نوع المخدر الذي يتعاطاه، وشخصيته، وطول فتره الإدمان، ومن أهم هذه الأعراض:
- انتفاخ الجفون والأنف.
- زياده الشهية نحو الطعام، أو قد يحدث العكس بحيث يتم الامتناع بشكل كامل عن تناول الطعام مما يفقد الشاب وزنه بشكل واضح.
- تغيُّر لون الجلد خاصه لدى الأشخاص المدمنين على تعاطي المخدرات من خلال الحقن.
- زياده إفراز اللعاب داخل الفم، أو حدوث العكس بحيث يصبح هناك جفاف في الفم مع وجود بحة في الصوت.
- خروج رائحه كريهة من جسم الشخص المتعاطي وخاصه من الفم.
- عدم انتظام حركه العينين مع ظهور لمعان واضح فيهما.
- اضطراب يتمثل في الإسهال والغثيان والقيء.
- الشعور بالصداع، وضعف الرؤية والدوار أو الدوخة.
- تقلُّب المزاج لدى الشخص الذي يتعاطى المخدرات، وملاحظة تغيرات واضحة في سلوكياته مثل زيادة روح المرح بشكل كبير، وربما يتصرف بنوع من العدوانية أحيانًا، مع تعرضه لنوبات هستيرية.
- حدوث تغيرات في الصفات الشخصية تلفت الانتباه، بحيث يصبح الشخص سريع الانفعال، ولا يستطيع التركيز فيما يدور حوله.
- تبني العديد من الأفكار التي تدمر القيم الأخلاقية، والاتجاه نحو الأفكار المنحرفة.
مراحل علاج إدمان المخدرات
إن علاج إدمان المخدرات ليس بالأمر السهل؛ حيث أن التأثير الطبي للمادة المخدرة على الجسم وتعلُّق المدمن بهذه المادة يجعل من الصعب العلاج بسهولة، ولهذا قبل البدء في العلاج يجب أن يفهم المدمن ضرورة التوجه نحو العلاج والتعاون مع المعالجين. حيث يمر علاج إدمان تعاطي المخدرات بأربع مراحل وهي:
- مرحلة تحديد حالة المدمن النفسية والبدنية، وكذلك تحديد نوع المخدرات الذي يتم تعاطيه، والجرعة المتناولة، إلى جانب ما تحديد الأسباب التي دفعت به نحو الإدمان.
- مرحلة إزالة السموم، وفي هذه المرحلة يبدأ تنظيف الجسم من العقاقير، وسحب السموم من الجسم، وقد يصاحب ذلك واضطرابات عصبية لدى المشخص، لهذا يجب اتخاذ كافة الإجراءات التي ستمنعه من العودة إلى تعاطي المخدرات.
- مرحلة إعادة التأهيل، وتتم تحت إشراف الطبيب المعالج بصورة تدريجية داخل مركز متخصص لعلاج الإدمان، أو من خلال زيارة الطبيب بشكل فردي، وفي هذه المرحلة، يُشارك الشخص في جلسات علاج نفسية بصورة فردية أو جماعية.
- مرحله التعافي والعودة إلى الحياة بطريقة مختلفة، بحيث يتم توجيه اهتمام المتعافي نحو أنشطه لاكتساب مهارات جديدة في الحياة.