التدخين وأضراره
على الرغم من التنوع في طرائق وأساليبه التي يُقال أنّ بعضها لا يسبب ضرراً على صحة الإنسان إلّا أن التبغ بكافة أشكاله يشكل الخطر الكبير على الصحة العامة، فمن الصعب التصديق أن هناك مواد آمنة في أي منتج تبغي، ابتداءً من الأسيتون والقطران وصولاً إلى النيكوتين وأحادي أكسيد الكربون، كل هذه المواد لا تسبب فقط الضرر على الرئتين بل تسبب مشاكل صحية في كافة أعضاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى مشاكل صحية عند الأشخاص المحيطين ليسبب ما يعرف .
تاريخ التدخين
تاريخ التدخين يعود إلى عام 5000 قبل الميلاد حيث بدأ بالانتشار في القارتين الأمريكيتين، ثم ليصل إلى الأوروبيين في القرن السادس عشر الميلادي، ثم بدأت تتطور تجارة التبغ حيث ساهم التطور في المعدات الزراعية والتصنيع إلى زيادة توافر هذه السجائر في أعقاب حقبة إعادة البناء في .
في بداية الأمر كان نبات القنب هو الأكثر شيوعاً للتدخين في الشرق الأوسط قبل أن يصل التبغ، حيث كان يعتمد على نبات القنب في التدخين فقد كان يتم تدخينه عن طريق ما يسمى بالشيشة.
التأثيرات الضارة للتدخين
لقد أدى الانتشار الكبير للسجائر إلى انخفاض متوسط الأعمار لدى البشر حول العالم، فخلال عشرينيات القرن العشرين زادت التأثيرات الضارة التي يسببها التدخين على الصحة العامة، ففي عام 1929 نشر فريتز ليكنت الألماني دليلاً إحصائياً رسمياً يدل على وجود الصلة بين والتبغ.
ليقوم فيريتز فيما بعد بقيادة حملة ضخمة ضد التدخين في ألمانيا النازية، ليصبح التبغ من المحرمات إلى حد كبير، في عام 1954 أثبتت دراسة بريطانية لأطباء بريطانيين أن التبغ ذو تأثير على الصحة، أما في تقرير قامت به مؤسسة الطب العام الأمريكية في عام 1964 أصبح التبغ منتج سيء السمعة.
الجهاز العصبي المركزي
إنّ أحد مكونات التبغ هو مادة ضارة تسبب تغيير المزاج وهي النيكوتين، هذه المادة التي يمكن لها أن تصل إلى الدماغ خلال ثوانٍ قليلة، مما يجعل الإنسان يشعر بالنشاط الكبير ولكن لفترات مؤقتة، ثم يتلاشى هذا التأثير ويعود الشعور بالتعب والإرهاق أكثر من ذي قبل.
إنّ الاعتياد على النيكوتين يصل بالشخص لمرحلة الإدمان، لهذا السبب يجد المدمن على التدخين الصعوبة الكبيرة في عنه. كما أن الإدمان الجسدي على النيكوتين يسبب الضعف الكبير في الأداء المعرفي مما يسبب بالشعور بالقلق، والغضب، والاكتئاب، والصداع، ومشاكل في النوم.
الجهاز التنفسي
عندما يقوم المدمن بالتدخين فسوق تدخل تلك المواد الضارة إلى الرئتين وقد تسبب التلف لها، فمع مرور الوقت سوف تتفاقم المشاكل في الرئتين مما يسبب الإصابة بأمراض عديدة، فالأشخاص المدخنون هم أكثر عرضةً لالتهاب الرئة المزمن الذي يؤدي إلى حدوث انتفاخات في الرئة وتدمير الحويصلات الهوائية في الرئتين إضافةً إلى التهاب القصبات الهوائية المزمن، وهو التهاب ضار يؤثر على البطانة الداخلية لأنابيب التنفس في الرئتين.
السرطان
إنّ التدخين يسبب خطر الإصابة بما لا يقل عن 14 نوعاً من السرطان، حيث يمكن أن يسبب سرطان الفم والبلعوم، وسرطان الأنف والجيوب الأنفية، وسرطان الحنجرة، وسرطان المريء، وسرطان الكبد والبنكرياس، وسرطان المعدة، والكلى، والأمعاء، والمبيض، والمثانة، وعنق الرحم، و، وبالطبع فإنّ هو الأكثر انتشاراً بين المدمنين على التدخين.
القلب والأوعية الدموية
إن الإدمان على التدخين يسبب الضرر الكبير بنظام عمل القلب والأوعية الدموية، فمادة النيكوتين تسبب شد في الأوعية الدموية، مما يسبب في ضعف كبير في تدفق الدم، فمع مرور الوقت يمكن أن يسبب التدخين التضييق المستمر في الأوعية الدموية مما يلحق بها أضراراً كبيرةً تؤدي إلى حصول مرض الشريان المحيطي.
يُلاحظ أيضاً أن المدمن على تدخين السجائر سيرتفع لديه معدل ضغط الدم، مما يسبب حصول ضعف في جدران الأوعية الدموية الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالجلطة، وذلك بسبب تجمع كريات الدم وتجلطها في الأوعية الدموية. ويستمر خطر التدخين إلى أن يتفاقم أكثر ليصيب ، حيث ينتهي الأمر بالمدخن في كثير من الحالات إلى إجراء جراحة لتغيير شرايين القلب، أو قد تحصل لدى المدمن نوبات قلبية قد تسبب الوفاة المفاجئة.
الجلد والشعر والأظافر
إن التدخين والإدمان عليه يسبب ظهور عدد كبير من التغييرات على الجلد، فمكونات دخان التبغ والمواد التي يحتويها تسبب تغيير في بنية البشرة، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن التدخين يسبب زيادة في خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما أنّ التدخين يؤثر بشكل سلبي على الشعر فمادة النيكوتين تسبب ، والصلع، والشيب المبكر.
الجهاز التناسلي
يُلاحظ على مدمني التدخين ضعف في الأداء الجنسي سواءً أكانوا ذكوراً أم إناثاً، حيث يسبب النيكوتين انخفاض في تدفق الدم إلى الأعضاء مما يسبب الضعف الجنسي لدى الجنسين مع مرور الوقت.
أضرار التدخين السلبي
من المعروف أنّه عندما يقوم شخصٌ بتدخين سيجارة، فإن معظم الدخان الناتج لا يدخل إلى رئتي المدخن ذاته بل ينتشر في الهواء المحيط، وبذلك سوف يقوم باستنشاقه الأشخاص المحيطين بالمدخن، وهذا ما يعرف بالتدخين السلبي، مما يجب معرفته أن التدخين السلبي يؤثر على صحة الأشخاص المحيطين فهو لا يسبب فقط الإزعاج لهم بل قد يؤدي إلى تدمير صحتهم.
كيفية الحماية من التدخين السلبي
إنّ الطريقة الوحيدة لحماية أفراد العائلة والأصدقاء من التدخين السلبي هي المحافظة على جو الغرف في المنزل أو مكان العمل خالية من دخان السجائر. حيثُ أنّ أفضل طريقة للتخلص من التدخين السلبي هي الإقلاع التام عن التدخين، فبذلك سيحمي المدخن نفسه أولاً ثم أفراد أسرته، فيجب بذل قصارى الجهد من أجل إبعاد دخان السجائر عن الذات والمحيطين أيضاً.
قد يكون الإدمان على التدخين أمراً لا يمكن التخلص منه بسهولة فهو آفة يصعب التخلص منها، ولكن يجب معرفة أن الأشخاص المحيطين بالمدخن لا ذنب لهم بالأضرار التي قد تحدث لهم في حال الاستمرار في استنشاق الدخان السلبي، لذلك فإنّه يُنصَح بما يلي لتخفيف أضرار التدخين السلبي:
- يجب على الشخص أن يقوم بالتدخين في مكان مفتوح بعيداً عن الأشخاص المحيطين.
- الطلب من الضيوف أن يدخنوا في حديقة المنزل مثلاً.
- لا يجب التدخين في السيارة أبداً، وعدم السماح لأي شخص بالتدخين فيها.
- الابتعاد عن الأماكن العامة المغلقة التي يسمح بالتدخين بها.