علم التفسير
هو علمٌ من العلوم الشّرعيّة الذي يهتم في توضيح مفردات القرآن الكريم، وبيان مقاصده، وقد عرّف الإمام بدر الدّين الزّركشيّ التّفسير في كتابه (البُرهان في علوم القرآن) حيث قال: (هو علم يُفهم به كتاب الله المنزّل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللّغة والنّحو والتّصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النّزول والنّاسخ والمنسوخ)، علم التفسيرتم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020 وتأتي أهميّة بأنّه يُعطي للقارئ فرصة للتّفكر في عظيم كلام الله-تعالى- الذي أنزله؛ حتى يستقرّ في القلوب قبل العقول، فلا بدّ لمن أراد أن يسطع في قلبه إشراقات الإيمان أن يتعلّم التّفسير والتّأويل، وللتّفسير عدّة طرقٍ قد تمّ ذكرها في ، ومنها تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسّنة النّبوية، وكذلك التّفسير عن طريق الصّحابة- رضوان الله عليهم- ومن ثمّ التّفسير عن طريق التّابعين، علم التفسيرتم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020 وما سيأتي الحديث عنه، هو بحث عن التفسير في عهد الصحابة رضوان الله عليهم.
بحث عن التفسير في عهد الصحابة
تكفّل الله-تعالى- بحفظ ، وبيان مقاصده، بدليل ما قاله تعالى في كتابه: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)سورة القيامة ،آية 17-19 فكان النّبي-عليه السّلام- يفهم مقاصد القرآن الكريم بشكلٍ مفصّل، ويُفهّمه لأصحابه-رضوان الله عليهم-الذين لم يستصعبوا من فهمه لكون القرآن الكريم نزل على قومٍ اشتهروا بالبلاغة والفصاحة، ولكن كانوا يتفاوتون في الفهم، وقد كان التفسير في عهد الصّحابة-رضوان الله عليهم- يعتمد على مراحلٍ ثلاث، وهي:
- تفسير القرآن بالقرآن: فبعض آيات القرآن الكريم جاءت مجملةً في بعض المواضع، وآياتٍ آخرى جاءت مفصّلةً لتلك الآيات، ومثال ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)سورة النساء، آية 103 فقد ذكر الله-تعالى- في هذه الآية صفة الصّلاة التي تشمل القيام بتكبيرة الإحرام وقراءة دعاء الاستفتاح وقراءة الفاتحة وما تيسّر من آيات القرآن الكريم عندما قال الله -تعالى-(فَاذْكُرُوا اللَّهَ)، وأمّا القعود فهو يكون بين السّجدتين بدعاء الله-تعالى- بالغفران، وقد يكون الجلوس بعد الركعتين، وقد يكون في الجلوس الأخير للصّلاة الإبراهميّة، وأمّا ذكر الله على الجُنوب فهو الرّكوع والسّجود وقد جاء تفسير(وعلى جنوبكم) بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)سورة الحج ، آية 77 أي أن ذِكْر الله -تعالى- على الجُنوب يكون بالرُّكوع والسُّجود، والجُنوبُ هو الأطراف من الإنسان، فيكون المعنى أطراف الإنسان التي يرتكز عليها في ركوعه وسجوده. تفصيل مجمل القرآنتم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020
- تفسير القرآن الكريم عن طريق النّبي عليه السّلام:كان إذا أشكل على الصّحابة-رضوان الله علي- فهم آية كانوا يرجعون إلى النّبي -عليه السّلام-حتى يُبين لهم، ومثال ذلك ما رواه عُقبةَ بنِ عامرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو على المنبرِ، يقول: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّميُ) تفسير سورة الأنفالتم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020
- الإجتهاد: كان الصّحابة-رضوان الله عليهم- إذا لم يجدوا تفسيرًا لبعض الآيات في القرآن الكريم ولا عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم- اجتهدوا في الفهم والتّفسير، كونهم أهل البلاغة والفصاحة، فقد روى أبو جُحيّفة-رضي الله عنه- قال: (قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر)الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3047 | خلاصة حكم المحدث : [https://islamweb.net/ar/library/index.php?page
bookcontents&flag
1&bk_no
246&ID
136#docu نشأة التفسير وتطوره
تم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020
كان التّفسير في عهد الصّحابة-رضوان الله عليهم-يمتاز بالدّقة والوضوح؛ لأنّهم قريبي عهدٍ من زمن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ونزول الوحي جبريل -عليه السّلام- منهج الصحابة في التفسيرتم الاطلاع على المقال في تايخ 21-7-2020 وقد اشتهر منهم الكثير من الصّحابة الكبار، ومنهم:
- عبدالله بن عباس: هو ابن عمّ الرّسول- صلى الله عليه وسلم- الذي لازمه؛ حتى أصبح من كبار المفسّرين في عهده بدعاء النّبي-عليه السّلام-له، حيث قال: (اللهم فقِّه في الدين وعلِّمه التأويل)، فأصبح حَبر الأمّة، و في علمه في التّفسير، فقد كان يقول عنه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:( نعم ترجمانُ القرآنِ ابنُ عبَّاسِ رضي اللهُ عنه)الراوي : مسروق بن الأجدع | المحدث : الألباني | المصدر : العلم لأبي خيثمة الصفحة أو الرقم: 48 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين أي ماكان له نظير ولا مشابه في علمه، وقد كان الصّحابي -رضي الله عنه- يستدعيه في مجالسه، ويستمع لقوله، وقال عطاء عنه: (ما رأيتُ قط أكرم من مجلس ابن عباس فقهًا وأعظم خشيةً، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من وادٍ واسع).
- : هو ابن عمّ الرّسول-صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته فاطمة الزهراء-رضي الله عنها- ووالد سيّدا شباب أهل الجنّة-الحسن والحسين- اشتهر بشجاعته وفطنته إلى جانب علمه الذي يُوزن بالذّهب، فقد كان يقول-رضي الله عنه: (سلوني سلوني، وسلوني عن كتاب الله تعالى؛ فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنَزَلتْ بِليلٍ أو نَهار)، وقال ابْن عبَّاس – رضي الله عنهما -: (إذا جاءنا الثّبت عن عليّ لم نعدل به).
- : كان من أوائل الصّحابة الذين دخل الإسلام قلوبهم، وكان ملازمًا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى حفظ القرآن الكريم، فكان من أشهر الصّحابة حفظًا له وتفسيرًا، وقد كان رسول الله صلى الله وسلم يقول فيه: (من سرَّه أن يقرأ القرآن غضًا كما أُنزل، فلْيَقرأه على ابن أم عبد)الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد | الصفحة أو الرقم : 1/138 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح المشتهرون في التفسير من الصحابة والتابعيين تم الاطلاع على المقال في تاريخ 21-7-2020
كان عهد الصّحابة-رضوان الله عليهم- زاخرًا بالعلوم الشّرعية، وخاصّة علوم القرآن الكريم وتفسيره، إلا أن هذا العهد لم يشتهر بالتّتدوين، وأنّ التّدوين بدأ في عهد التّابعين في أواخر عهد بني أميّة وأوائل عهد العباسين، ومن الكتب التي اشتهرت في التّفسير فيما يأتي: