بحث عن الدولة العثمانية
هي حكمت مدة تزيد عن ستة قرون، وهي دولة متسعة امتد نفوذها إلى القارات الثلاث، آسيا، وأفريقيا و، أما حُكامها فقد كانوا أكثر من ثلاثين حاكماً تعاقبوا عليها من الأسرة العثمانية، وبذلك تكون الدولة العثمانية من أطول الدول الإسلامية حُكماً على مرّ التاريخ، وتعد هذه الدولة إحدى دول العالم التي كان لها تأثيرها الكبير في التاريخ الإنساني بشكل عام وفي التاريخ الإسلامي بشكل خاص، وقد ظهرت في العصور الوسطى على الحدود القائمة بين العالم الإسلامي وأوروبا، وكانت إحدى الحدود التي تفصل العالم الإسلامي عن المسيحي، ومن ثم بدأت تتسع في آسيا الصغرى وقويت شوكتها حتى أصبحت قوة عظيمة لها قيمتها ووزنها، واستمرت في النمو والتطور حتى أصبح لها شهرة وشأن عظيمين في العصر الحديث.
نشأة الدولة العثمانية
يرجع العثمانيون في أصلهم إلى عشائر الغز والقبائل التابعة لها والتي كانت تسكن بلاد ما وراء النهر وهي تركستان، وقد هاجرت هذه القبائل من موطنها في آسيا الوسطى إلى آسيا الصغرى غرباً، وقيل في هجرتها أنها خرجت بحثاً عن سُبل العيش، كما قيل أيضاً أنها خرجت بسبب ضربات المغول المتلاحقة، وتقول أغلب المصادر التاريخية أن أصل العثمانيين يرجع إلى جدهم الأعلى سُليمان شاه الذي انتمى إلى عشيرة اسمها قابي ألب، وعندما مات انقسمت أسرته إلى جزأين، عاد الجزء الأول إلى موطنه الأصلي، أما الجزء الآخر استوطن في بلاد الأناضول بقيادة وهو مؤسس الأسرة العثمانية في منطقة الأناضول، حيث إن أرطغرل ما إن وصل إلى أرض الروم السلاجقة حتى وجد قتالاً شرساً بين المسلمين والبيزنطيين وكان القتال يميل إلى جهة البيزنطيين فهبّ إلى نجدة بالرغم من أنه لم يكن مسلماً حينها، فقاتل البيزنطيين هو وقبائله وساندوا جيش علاء الدين حتى انتصر، وعندها قدّر لهم علاء الدين ذلك وأعطاهم قطعة من الأرض ليعيشوا عليها ويسكنوها تُعرف باسم سكوت أو سكودا، وقد كانت هذه عادة من عادات السلاجقة.
وبعد وفاة أرطغرل أخذ ابنه عثمان وهو أكبر أبنائه مكانه، وبدأ بالحصول على امتيازات عدة من السلطان علاء الدين وخاصة بعد أن فتح قلعة قرة حصار، وأصبح يُطلق عليه لقب البيك، كما منحه السلطان جميع الأراضي والقلاع التي فتحها، وأجاز له أن يضرب العملة، وذكره في خطبة الجمعة، وقد اتخذ عثمان قرة حصار مقراً له، وبعد وفاة السلطان علاء الدين اجتمع رؤساء القبائل واختاروا عثمان خليفة لهم جميعاً وعندها استأثر بالأراضي المتاحة ولقب نفسه بادي شاه، وبدأ بتوسيع دولته مستغلاً الإهمال والفوضى الواقعين عند البيزنطيين في بلاد الأناضول، وكان من أوائل المدن التي احتلها بورصة، ونيقيا، ونيقوميديا، وبعد وفاة عثمان بن أرطغرل أخذ خلفاؤه من بعده على عاتقهم أن يُجاهدوا البيزنطيين وأن يتوسعوا في ، وبالفعل فتحوا مناطق كثيرة منها حتى وصلوا وأطلقوا عليها اسم إسلام بول أو مدينة الإسلام والذي أصبح فيما بعد اسطنبول.
وقد في 699هـ وانهارت في 1342هـ، وبذلك تكون قد بقيت شامخة ستة قرون، ويقسم المؤرخون تاريخها إلى عصرين هما عصر القوة والذي يبدأ منذ تأسيسها وينتهي بنهاية حكم سليمان القانوني في 974هـ، أما عصر الضعف فيبدأ من وفاة سليمان القانوني وبداية عهد سليم الثاني في 974هـ وحتى سقوط الدولة، ويُمكن القول أن عثمان كان قد أسس دولة صغيرة مساحتها 16,000كم2 فقط، ولكنّها بتقوى الله والجهاد في سبيله اتسعت لتشتمل على آسيا الصغرى بأكملها، والبلقان وغالبية أراضي أوروبا الشرقية، ويعتبر بعض المؤرخون أورخان المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية حيث إنه من سنّ الدستور، وقسّم السلطات، ونظّم الدولة سياسياً، وإدارياً واقتصادياً، والجدير بالذكر عثمان بن أرطغرل كان أول من انتسب إلى الإسلام من أمراء قومه، ولذلك انتسب إليه جميع خلفاء الدولة من بعده وعُرفوا بالعثمانيين، عزة بالإسلام وفخراً لا تعصُباً.
سلاطين الدولة العثمانية
وفيما يأتي أسماء السلاطين الذين تعاقبوا على حكم الدولة العثمانية والفترة التي حكم فيها كل منهم:
{| class=”wikitable”
|-
! اسم السلطان !! فترة حكمه
|-
| عثمان بن أرطغرل|| 687-726هـ
|-
| أورخان غازي بن عثمان|| 726-761هـ
|-
| مراد الأول بن أورخان|| 761-791هـ
|-
| بايزيد الأول بن مراد دخان|| 791-805هـ
|-
| محمد جلبي الأول بن بايزيد|| 816-824هـ
|-
| مراد خان الثاني بن محمد جلبي|| 824-855هـ
|-
| محمد بن مراد الثاني أو محمد الفاتح|| 855-886هـ
|-
| بايزيد الثاني بن محمد الفاتح|| 886-918هـ
|-
| سليم بن بايزيد الأول|| 918-926هـ
|-
| سليمان بن سليم الأول أو سليمان القانوني|| 926-974هـ
|-
| سليم الثاني بن سليمان القانوني|| 974-982هـ
|-
| مراد خان الثالث بن سليم الثاني|| 982-1003هـ
|-
| محمد الثالث بن مراد الثالث||1003-1012هـ
|-
| أحمد الأول بن محمد الثالث|| 1012-1026هـ
|-
| مصطفى الأول بن محمد الثالث|| 1026-1027هـ
|-
| عثمان الثاني بن أحمد الأول|| 1027-1031هـ
|-
| مصطفى الأول بن محمد الثالث|| 1031-1032هـ
|-
| مراد الرابع بن أحمد الأول|| 1032-1049هـ
|-
| إبراهيم بن أحمد الأول|| 1049-1058هـ
|-
| محمد الرابع بن إبراهيم|| 1058-1099هـ
|-
| سليمان الثاني بن إبراهيم|| 1099-1102هـ
|-
| أحمد الثاني بن إبراهيم|| 1102-1106هـ
|-
| مصطفى الثاني بن محمد الرابع|| 1106-1115هـ
|-
| أحمد الثالث بن محمد الرابع|| 1115-1143هـ
|-
| محمود الأول بن مصطفى الثاني|| 1143-1168هـ
|-
| عثمان خان الثالث بن مصطفى الثاني|| 1168-1171هـ
|-
| مصطفى خان الثالث بن أحمد الثالث|| 1171-1187هـ
|-
| عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث|| 1187-1203هـ
|-
| سليم الثالث بن مصطفى الثالث|| 1203-1222هـ
|-
| مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول|| 1222-1223هـ
|-
| محمود الثاني بن عبد الحميد الأول|| 1223-1255هـ
|-
| عبدالمجيد بن محمود الثاني|| 1255-1277هـ
|-
| عبد العزيز بن محمود الثاني|| 1277-1293هـ
|-
| مراد الخامس بن عبدالمجيد خان|| 1293هـ
|-
| عبد الحميد الثاني بن عبدالمجيد|| 1293-1328هـ
|-
| محمد رشاد بن عبدالمجيد خان|| 1328-1337هـ
|-
| محمد وحيدالدين بن عبدالمجيد|| 1337-1340هـ
|-
| عبدالمجيد الثاني بن عبدالعزيز|| 1340-1342هـ
|}
نهاية الدولة العثمانية
تعاقب وكان لكل منهم بصمته وأعماله، فمنهم من رفع وطوّرها وحرص على بقائها شامخة في وجه أعدائها، ومنهم من أغرقها في الديون ولم يتسم حُكمه بالحكمة ليأتي من بعده حكام آخرين ينقذونها من الانهيار، وهكذا إلى أن وصل الحكم إلى السلطان عبد المجيد الثاني آخر خلفائها، حيث نشطَ في عهده مصطفى كمال أتاتورك، وهو رجل يُرجّح أغلب المؤرخون أنه كان من يهود الدونمة، وقد كانت له أفعالاً خسيسة كثيرة، وكان من أشد أعداء الإسلام بالرغم من ادّعائه بأنه من المسلمين، كما كان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي، وكان مدعوماً من الحلفاء الذين رفعوا شأنه وأطلقوا له العنان، فأخذ يُناهض الحكومة العثمانية ويفرض الشروط القاسية عليها، وقد ضيّق الخناق على السلطان، وبالرغم من وجود العثمانيين حوله إلّا أن كمال أتاتورك صد بقوة كل من وقف في وجهه حتى أعلن إلغاء الخلافة العثمانية وقيام جمهورية تركيا، وكان هذا إلغاءً للخلافة الإسلامية أيضاً، حيث حول الأذان من العربية إلى التركية، وحول الكتابة من العربية إلى اللاتينية وارتكب العديد من الجرائم البشعة في حق المسلمين، لتنتهي بكل حسرة آخر خلافة إسلامية منذ عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحتى الوقت الحاضر.