الوضوء والصلاة
تعدُ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، والعبادة التي فرضت في السماء؛ وذلك لأهميتها وليحرص العبد على أدائها وعدم تضييعها، وقد وردت مشروعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد ورد كذلك مشروعية الوضوء وهو شرطٌ من ، وفيه طهارةٌ للإنسان، كما أنه شعيرةٌ من شعائر الإسلام التي أمر الله تعالى بها في كتابه العزيز، وسيأتي في هذه المقالة تفصيلٌ عن الوضوء والصلاة.
الوضوء
- الوضوءُ لُغَةَ: وهو مأخوذٌ من الوَضاءة، وهي: الحُسن، والبَهجة، والنَّظافة، والوُضوء بالضمِّ: فِعل الوُضوء، وبالفَتْح: الماء المُعَدُّ للوضوء أي ماء الوضوء المُخصَّصِ له.ابن منظور، لسان العرب، 1/194.
- الوُضوءْ اصطلاحاً: استعمال الماء في الأعضاء الأربعة التي نصت عليها آية الوضوء -وهي الوجه واليدان والرأس والرجلان- بصفةٍ مخصوصة في الشرع، تعبداً لله تعالى.مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 1/17.
حكم الوضوء
وأما حكمُ الوضوء فهو واجبٌ على المسلم البالغ العاقل، إذا أراد الصلاة وما في حكمها، كالطواف ومسِّ المصحف، مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 1/17. فالوضوء واجبٌ على المُحْدِث إذا أراد الصلاة، ودليلُ وجوبه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)سورة المائدة، آية رقم، 6.
شروط الوضوء
ويُشترط لصحة ما يأتي:الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، 1/389.
- أن يكون المتوضئ مسلماً بالغاً عاقلاً مُميِّزاً.
- النية، ولا يُشترط على المتوضئ أن يتلفظ بها.
- أن يكون الماء طهوراً، فالماء النجس لا يصح الوضوء به.
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، كطلاء الأظافر أو ما شابه.
- الاستجمار أو الاستنجاء، إذا وُجد سببهما.
- الموالاة.
- الترتيب.
- غسل جميع الأعضاء الواجب غسلها.
أركان الوضوء
فرائض الوضوء أو أركانه هي ما يلي:ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستنقع، 1/182.
- غسل الوجه بالكامل.
- غسل اليدين إلى المرفقين.
- مسح الرأس.
- غسل الرجلين إلى الكعبين.
- الترتيب والموالاة في .
سنن الوضوء
سنن الوضوء هي الأفعال التي يُستحبُّ فعلها عند الوضوء ويؤجر فاعلها، ولا يعاقب تاركها، وهي:الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، 1/410. الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، مجموعة من المؤلفين، 1/19.
- التسمية في أوله، وهي قول المتوضئ: (بسم الله الرحمن الرحيم).
- السواك.
- غسل الكفين ثلاث مرات في أول الوضوء.
- المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم.
- الدلك، وتخليل اللحية الكثيفة بالماء.
- تقديم اليمنى على اليسرى في اليدين والرجلين.
- تثليث الغسل في الوجه واليدين والرجلين، فالواجب مرة واحدة، ويُستحب فعلها ثلاثاً، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- الذكر الوارد بعد الوضوء، وهو ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما منكم أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء)مسلم، صحيح مسلم، 234..
الصلاة
- الصلاة لغةً: والصلاة معناها الدعاء، وقد تأتي بمعنى الاستغفار، وتأتي كذلك ويُقصد بها معنى، ولهذا سميت بالصلاة، لأنها عبادة تؤدى تعظيماً لله تبارك تعالى.ابن منظور، لسان العرب، 14/466.
- الصلاة اصطلاحاً: هي أقوالٌ وأفعالٌ خاصة، مفتتحةٌ بالتكبير، مختتمةٌ بالتسليم.د. سعيد بن علي القحطاني، صلاة المؤمن، 1/104.
حكم الصلاة
وحكم الصلاة هو الوجوب، فيجبُ على المسلم البالغ العاقل، أن يؤدي خمس صلواتٍ في اليوم والليلة وهي، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء،مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 1/50. وفرضيةُ الصلاة جاءت في مواضع كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ومنها قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ)سورة إبراهيم، آية رقم، 31..
شروط الصلاة
ما يأتي:الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، 2/807.
- الإسلام والعقل والبلوغ.
- الطهارة من الحَدَثين، ويكون ذلك إما بالغُسل -الاستحمام- أو الوضوء.
- دخول الوقت للصلاة.
- ستر العورة.
- اجتناب النجاسة في البدن والثوب والمكان.
- استقبال القبلة مع القدرة.
- النية، ومحلُّها القلب.
أركان الصلاة
والركن هو ما لا تصح العبادة إلا به، ولا يسقط في أي حالٍ من الأحوال، وإذا نقصَ ركنٌ من هذه الأركان فالصلاةُ باطلة، هي:
- القيام: في الفرض على القادر.
- تكبيرة الإحرام الأولى، وهي قول (الله أكبر).
- قراءة الفاتحة تامةً في كل ركعة.
- الركوع في كل ركعة.
- الرفع من الركوع والاعتدال منه قائماً.
- السجود، ويكون السجود في كل ركعة مرتين على الأعضاء السبعة وهي الجبهة، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين.
- الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين.
- الطمأنينة في جميع الأركان.
- التشهد الأخير.
- الجلوس للتشهد الأخير.
- التَّسليم.
- الترتيب بين أركان الصلاة.
واجبات الصلاة
والواجبات هي ما تبطل الصلاة بتركها عمداً، أما سهواً أو جهلاً فتجبر بسجود السهو، وواجبات الصلاة هي:مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، 1/54.
- أن يذكر المُصلي التكبيرات للانتقال بين كلّ ركنٍ وآخر، عدا تكبيرة الإحرام كونها من أركان الصلاة لا من واجباتها.
- قول المُصلي عقب الرفع من الركوع: (سمع الله لمن حمده) للإمام والمنفرد، وأن يقول المأموم: (ربنا ولك الحمد).
- قول المُصلي في الركوع: (سبحان ربي العظيم) مرةً واحدة، وأن يقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى) مرةً واحدة.
- أن يقول المُصلي بين السجدتين: (ربِّ اغفر لي).
- التشهد الأول، والجلوس له.
سنن الصلاة
وتقسم سنن الصلاة إلى سنن أفعال وسنن أقوال، وهي ما يلي:
- سنن الأفعال: رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه، ووضع اليد اليمنى على اليسرى وجعلهما على الصدر في حال القيام، والنظر في موضع السجود، والتفريق بين القدمين في القيام، وأن يقبض المُصلي، ركبتيه بيديه مفرجتي الأصابع في ركوعه، ومدِّ ظهره فيه.
- سنن الأقوال: دعاء الاستفتاح، والبسملة، والتعوذ، وقول: (آمين)، والزيادة على قراءة الفاتحة بقراءة سوة آخرى أو عدة آيات من كتاب الله، والزيادة على تسبيح الركوع والسجود بتكراره مرتين أو ثلاثًا أو أكثر من ذلك، والدعاء بعد التشهد قبل السلام له أو لوالديه أو للمسلمين.