بحث عن حرف ومهن الأنبياء
قبل أن يبعث الله رسالته إلى الأنبياء كانوا يعملون بحرف ومهن مختلفة، والملاحظ انهم جميعا اشتركوا بمزاولة مهنة رعي الأغنام؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: “ما بعث الله نبيا إلا رعى الأغنام”، وذلك ان رعي الأغنياء تربي النفس على الصبر والتواضع والتأمل والرعاية فضلا عن أسباب أخرى تكمن في مهنة رعي الأغنام لحكمة الله عز وجل في تهيئة رسوله للدعوة، وتم الاستدلال على مهن الأنبياء من خلال ما ورد عنهم في والسنة النبوية.
مهنة سيدنا آدم
عندما نزل سيدنا آدم وحواء من الجنة كانت الأرض خالية؛ لذلك عمل سيدنا آدم في الزراعة وصناعة المعدات الزراعية التي تساعده في الحرث وتقليب الأرض، كما علم سيدنا آدم ابنه هابيل رعي الأغنام وابنه قابيل الزراعة، اما نبي الله شيت فقد كان نساجا.
مهنة سيدنا ادريس
كان المعروف عن سيدنا ادريس أنه كان خياطا، وكان اول من ابتكر فكرة الابرة المخرومة من أجل ادخال الخيط فيها، وقيل انه كان يزرع القطن ثم يقطفه ويعالجه ويغزله ثم يقوم بتفصيله وخياطته؛ كما كان سيدنا ادريس أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب وأول من نظر في والحساب.
مهنة سيدنا نوح
كان سيدنا نوح يعمل بالنجارة، ومن المعروف أن سيدنا نوح قام ببناء أعظم سفينة على وجه الأرض، وقد بناها عليه السلام على اليابسة بأمر من الله عز وجل وصعد عليها الموحدون لله وزوج من جميع أنواع الحيوانات والطيور؛ للنجاة من الطوفان الذي كسا الأرض بالماء.
مهنة سيدنا داوود
كان سيدنا داوود يعمل في الحدادة، وكانت المعجزة التي أتاها الله عز وجل لسيدنا داوود حيث جعل سبحانه الحديد لينا بين يدي نبيه؛ فيستطيع تشكيله مثل الطين بكل سهولة واشتغل في تدوير الحديد إلى المعدات الحربية، وقد كان عليه السلام أول من صنع الدروع الملبوسة، حيث ورد ذلك في الآية الكريمة: “وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون”.
سيدنا إبراهيم
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يعمل في البناء مع أبيه الذي كان يعمل على بناء الآلهة، وبعد حادثة نبذ قومه له ووضعه في النار، ابتعد عليه السلام وعمل في تجارة الأقمشة، ومن المعروف أن سيدنا إبراهيم قام ببناء الكعبة بمعاونة ابنه سيدنا إسماعيل.
مهنة سيدنا اسحق وسيدنا يعقوب
عمل سيدنا اسحق عليه السلام في مهنة رعي الأغنام كما ورث ابنه يعقوب عليه السلام المهنة من ابيه واستمر في العمل برعي الأغنام.
مهنة سيدنا يوسف
كان سيدنا يوسف يعمل في حيث كان امينا على خزانة مصر في عهد العزيز، وكان له الفضل عليه السلام في انقاذ مصر من المجاعة حيث أمر بزراعة القمح والاحتفاظ به بسنبله لمواجهة السنين العجاف.
مهنة سيدنا صالح
عمل سيدنا صالح في رعي النياق كم كان يعمل على بيع حليبها، وهو عليه السلام صاحب الناقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
مهنة سيدنا شعيب
كان سيدنا شعيب في مهنة رعي الأغنام حتى كبر ولانت عظامه؛ مما دفع بناته إلى الخروج والقيام بأعمال أبيهم حتى سخر الله لهم سيدنا موسى الذي عمل اجيرا لدى سيدنا شعيب لعشر سنوات.
مهنة سيدنا موسى
كان سيدنا موسى عليه السلام يعمل في مهنة رعي الأغنام، وذلك بعد أن خرج من مصر إلى مدين حيث استأجره سيدنا شعيب ليعمل في رعي أغنامه، ولما انتهت المدة عاد عليه السلام باهله إلى مصر حيث دعا فرعون إلى توحيد الله.
مهنة سيدنا أيوب
كان سيدنا أيوب عليه السلام يعمل في مهنة الزراعة وحرث الأرض، حتى ابتلاه الله بالأمراض وجلس طريح الفراش لقرابة العشرين عاما.
مهنة سيدنا زكريا
كان سيدنا زكريا يعمل في مهنة النجارة، حيث كان يعمل على نشر الخشب، وهو الرائد في العمل التطوعي؛ حيث قام عليه السلام بالتكفل بتربية السيدة مريم.
مهنة سيدنا عيسى
كان سيدنا عيسى عليه السلام يعمل في مهنة الطب، حيث تم الاستناد إلى الآية الكريمة “وابرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله”، فيما ذهب بعض العلماء إلى أن سيدنا عيسى لم يكن يعمل؛ فقد الله أتاه الله بالمال مع سائر المعجزات التي كان منحها عز وجل بسيدنا عيسى.
مهنة سيدنا محمد
كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يعمل في مهنة رعي الأغنام في بداية حياته ثم بدأ في التجارة لصالح زوجته السيدة خديجة، وقد كان يعرف عن الرسول بانه الصادق الأمين لما عرف عنه من صدق وأمانة في التجارة.
الأنبياء والعمل
كان الأنبياء ومازالوا بشر قبل أن يختصهم الله بالرسالة، يمارسون حياتهم الطبيعية مثل سائر الناس، وبلا شك أن كل نبي كان يعمل حتى يجني المال من أجل أن ينفق على عائلته، وكان الرسول عليه السلام عندما سُئل أي الكسب أطيب فقال : “عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور” وقال عليه الصلاة والسلام: ” ما أكل أحد طعاما خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده”، وحتى يكون الأنبياء قدوة للأمم التي أُرسلوا إليها فالنبي المرسل من الله لديه مهنة يعمل بها مثل سائر البشر، وقد قال الله تعالى: “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم”. وتوجد العديد من الحكم في عمل الأنبياء:
- إعمار الأرض، وإيصال رسالة ان النبي وإن كان مرسلا من الله فإنه يعمل ويكسب من عرق جبينه.
- أن الأنبياء أرسلوا ليعلموا البشر ان العمل مهم ونبذ الكسل والخمول.
- توجيه رسالة أن الانسان إن لم يعمل لن يجد من يطعمه ويطعم عائلته.
الأنبياء ورعي الأغنام
الحكمة من عمل معظم الأنبياء المرسلين في مهنة رعي الأغنام قبل الرسالة تكمن في:
- من المعروف ان رعي الأغنام يربي النفس على الصبر والتواضع.
- يساعد رعي الأغنام على تأمل الطبيعة وتأمل روعة خلق الله في الطبيعة.