بحث عن حقوق الجار

الجار

أوصى بالإحسان إلى الجار والتقرّب منه وإكرامه والمبادرة إلى زيارته ومعرفة أحواله والوقوف إلى جانبه قدر الإمكان، والجار في اللغة هو المجاور في مكان السكن الدائم وجمعه جيران أو جيرة، وكذلك فإن الجار قد يكون الشريك في العمل أو الجار الملاصق لمكان العمل كالجار في السوق أو الجار في مقعد الدراسة أو الجار في مقعد المركبة، وقديمًا كانت معاني الجيرة أقوى وأكثر متانةً؛ حيث كانت البيوت قليلة والأحياء صغيرة والجميع يعرف بعضه البعض، يتبادلون الزيارات بينهم باستمرار ويتقاسمون الطعام والشراب، تجمعهم عاداتٌ وتقاليدٌ واحدة، ويجمعهم سوقٌ واحد ومسجدٌ واحد، لكن مع تقدم الزمن وتكاثر الناس وامتداد المدينة وتشعبها أصبحت العلاقات أقل بين الجيران وأضعف صلة. وفي هذا المقال سيتم شرح بحث عن وأنواع الجار في الإسلام.

أنواع الجار في الإسلام

ورد ذكر الجار في القرآن الكريم حينما أوصى الله تعالى عباده بالإحسان إلى الجيران، وبينت الآية الكريمة أنواع الجار في الإسلام في قوله تعالى: ” وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا سورة النس
اء، وأنواع الجار كما ذكر القرآن ثلاثة هي:

  • الجار القريب: أي الجار الملاصق في السكن والذي تربط بينهم علاقة قرابة كإبن العم أو الخال أو ما شابه، وهذا الجار له حقوقٌ ثلاثة: حق الجيرة وحق الإسلام وحق القرابة أيضًا.
  • الجار الجنُب: أي الجار المجاور في السكن والذي لا يوجد بينك وبينه صلة قرابة، وهذا له حق الإسلام وحق الجوار.
  • الصاحب بالجنب: أي الجار الكافر غير المسلم، وهذا الجار رغم أنه على ملةٍ أخرى إلا أن الإسلام أعطاه حق الجوار فقط.
قد يهمك هذا المقال:   امراض التدخين

حقوق الجار

للجار على جاره كثيرة بينها الشرع ودعا المسلمين جميعًا إلى أداءها تجاه الآخر اتباعًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع جيرانه من المسلمين والكفّار، ومن أهم هذه :

  • حق رد السلام وإجابة الدعوة للجار: حيث لها عظيم الأثر في بث روح المودة والألفة بين الجيران.
  • حق كف الأذى عنه: حيث نهى الإسلام عن إيذاء الجيران كبارًا وصغارًا، رغم أن الإسلام حذر من الأذى لجميع الناس إلا أنه شدد كثيرًا على تحريم أذى الجيران ومن الأدلة على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن». قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: «مَن لا يأمن جاره بوائقه».
  • حق تحمل أذى الجار: إذ دعا الإسلام المسلم إلى على أذية الجار له الذي تعمد الإساءة إليه بالقول أو الفعل وأوصى بعدم ردّها بالمثل بل يقدم له النصيحة بالكلام الطيب وأن يلتمس له الأعذار، فإن ذلك من شيم الكرام وأصحاب المروءة، والصابر على أذى جاره له درجة عالية عند الله تعالى.
  • حق تفقد أحوال الجار وقضاء حوائجه: أي يجدر بالمسلم أن يحسن إلى جاره ويعينه على قضاء حاجاته، ويساعده على القيام بالأعمال التي يطلبه لها، كأن يطلب منه الجار حاجةً مادية كالدَّين أو إصلاح المركبة أو حمل الأمتعة وغيرها من الحوائج اليومية.
  • حق الشفعة: ومعنى ذلك أن يقوم الجار بعرض بيته أو أرضه التي يسعى لبيعها على جاره الملاصق بالبيت أولًا قبل أن يعرضها على عامة الناس، وذلك أطيب لخاطره وفيه دفعٌ للبغضاء والخلافات.
  • حق ستر عرضه وصيانته: إذ أن المسلم قد يتطلع على بعض أسرار جيرانه بحكم الملاصقة في السكن، وهنا دعا الإسلام إلى ستر ما قد يرى أو يسمع عن خصوصيات جيرانه ليستره الله في الدنيا والآخرة.
  • حق إكرام الجار والتودد إليه: وذلك بأن يعامله معاملةً لطيفة ويكرمه، ولا بأس في أن يهديه شيئًا أو يقدم له طعامًا، امتثالًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابي الجليل أبي ذر: ” يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك”.
  • حق إطعام الجار الجائع: حتى لو كان المسلم فقير الحال ولا يجد فائضًا من الطعام، عليه أن يطعم جاره الجائع لقول النبي: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به”.
  • حق مشاركة الجيران أفراحهم وأتراحهم: إذ يتوجب على المسلم أن يلبي دعوة الفرح لجاره ويشاركه في احزانه ومصائبه، وأن يعزيه في الوفاة ويبارك له في الأفراح كولادة طفل أو ابن وما إلى ذلك.
  • حق إحسان الظن بالجار: فإن رأى عليه ما يثير الشك والريبة في التصرفات أحسن الظن به وإن سمع منه ما يكره أن لا يأخذه على محمل الجد والقصد ويلتمس له العذر.
  • حق الوقوف إلى جانب الجار ونصره ظالمًا أو مظلومًا: فإن تعرّض الجار إلى الظلم على المسلم أن يقف لجانبه ويسعى لنصره، وإن كان ظالمًا فعليه أن ينصحه ويصلح بينه وبين من ظلمه.
  • حق تعليم الجار العلم الشرعي: إذ يتوجب على المسلم أن يصطحب جاره إلى المساجد ويعلمه ما تعلم من علم نافعٍ وأن يأخذه إلى مجالس العلم.
  • حق الأمانة وعدم الخيانة: إذ يجب على المسلم ألّا يخون جاره أبدًا بمعنى ألا يفشي سرّه ولا ينتهك حرمة بيته ولا ينظر إلى محارمه ولا يدخل بيته إلا بإذنه وأن يغض بصره.
  • حق حماية داره: إذ دعا الإسلام المسلم ألّا يغفل عن ملاحظة دار جاره وحراستها في غياب أصحابها، فيحميها ممن يتعرض لها في غيابهم.
قد يهمك هذا المقال:   ظاهرة الفقر مشكلات و حلول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *