الدعوة العباسية
بدعوى الأحقية بالخلافة من الأمويين خرجت جموع العباسيين من مكة تستهدف نشر الدعوة في جميع أرجاء الدولة الإسلامية، وكان هدفهم الأوحد إسقاط وأخذ الخلافة لبني العباس، وفي سبيل ذلك أعد العباسيين عدتهم فجمعوا حولهم كل من كان على عداء مع الدولة الأموية، فقربوا منهم الفرس المسلمين والذين استبعدوا من المناصب في الدولة الأموية في مقابل تقديم العرب عليهم، كما قربوا منهم الشيعة وهو الكارهين للأمويين منذ عهد معاوية وموقفه من التحكيم ضد ، وبذلك بدأت دائرة العباسيين تتسع وتقوى شوكتهم، فوصلوا لدرجة يمكنهم فيها مواجهة الدولة الأموية. ويكيبيديا، مقدمة الدولة العباسية.
عوامل قيام الدولة العباسية
لم تقم الدولة العباسية بمحض الصدفة، ولم يكن من السهل القضاء على دولة بقوة الدولة الأموية، خاصة مع تمركزها وسط المؤيدين لها من أهالي ، ولذلك استمرت الدعوة العباسية في سريتها حتى حان وقت يناسب إسقاط الدولة الأموية وإعلان الخلافة في بني العباس، وقد دعم إعلانها الكثير من العوامل من أهمها:
- إمارة السفاح : كان من أمراء العباسيين الذين بذلوا الكثير من الجهد في نشر الدعوة، وقد تولى إمارة العباسيين بعد أن سُجن أخاه إبراهيم الإمام في سجون الأمويين، وقد تم في عهده إعلان قيام الدولة العباسية في خرسان، وكان ذلك الإعلان بداية لانطلاق العباسيين نحو دمشق حاضرة الأمويين.
- ضعف الأمويين: كانت الدولة الأموية تمر بأقصى مراحل ضعفها، فمن ناحية الخلاف على اختيار الخليفة قائم، ومن ناحية أخرى كانت الدولة تعاني من انقسام داخلي، وتعاني أيضًا من تدهور اقتصادي.
- مقتل إبراهيم الإمام: ولعل ذلك السبب هو القشة التي قسمت ظهر البعير، وكانت العامل المباشر والسبب الأقوى لإعلان ، والسبب في البدء بالزحف المباشر نحو عاصمة الدولة الأموية وإسقاط خليفتها.
بدأت الخلافة العباسية بخلافة أبو العباس السفاح سنة 132هـ، ولكن حكمه لم تجاوز خمس سنوات، انشغل خلالها بإخماد الثورات وتوطيد الحكم، ولذلك لم تبدأ فترات ازدهار الدولة إلا بتولي الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور، فيعتبر عهده البداية الحقيقة للعصر العباسي الأول الذي كان من أزهى عصور الدولة العباسية، إذ لم يكن الانقسام قد دب بين أبناء البيت العباسي، وكانت سياسة الخلفاء الأوائل متجه نحو توسيع رقعة الدولة والنهضة بالأمة الإسلامية في جميع النواحي، فكان كل خليفة يتسابق في جعل حاضرة خلافته أهم مدينة في العالم أجمع وليس العالم الإسلامي فحسب، وساعدت تلك السياسة على الارتقاء بالدولة الإسلامية، وجعلها أمة تنافس جميع الأمم في مختلف المجالات عسكرياً وسياسيًا وعلميًا.
- النهضة العمرانية: بدأت النهضة العمرانية في الدولة العباسية منذ عهد ثاني خلفاءها، فقد اهتم أبو جعفر المنصور كثيرًا بذلك المجال، ويظهر ذلك ببنائه لمدينة بغداد، وإقامة قصور عظيمة بها أهمها قصر الخُلد الذي شيده على ضفة نهر دجلة، وزادت النهضة العمرانية في عصر هارون الرشيد، فقد اهتم ببناء القصور والمساج، وفي عهده كانت ولأول مرة تشتعل فيها القناديل ليلًا، فأضيئت طرقات المدينة ومساجدها، كما أسس مدينة جديدة وأسمها الرقة، واتخذها عاصمة صيفية للدولة العباسية.
- النهضة العلمية: نشطت النهضة العلمية منذ عهد الخليفة أبو جعفر المنصور أيضًا، الذي شجع العلماء واستقدمهم للعاصمة، وزاد الاهتمام بالعلم في عصر هارون الرشيد، فقد اهتم بجلب أمهات الكتب من مختلف الدول، وجلب مترجمين يعكفون على نقل العلوم للغة العربية، واستكمل المأمون النهضة فأنشأ بيت الحكمة الذي جمع فيه العلماء من جميع أقطار الدولة الإسلامية، كما قصدها الطلاب فكانت أهم مركز علمي في الدولة الإسلامية. ويكيبيديا، أبو جعفر المنصور، بناء بغداد.
رغم أن العصر العباسي الثاني كان بداية لتدهور حل على جميع القطاعات في الدولة الإسلامية، إلا أنه لم يخلوا من فترات ازدهار في مجال أو أكثر، وذلك حسب ميول الخلفاء، فمن كان منهم مهتمًا بالعمارة وجه اهتمامه لذلك المجال، ومن كان مهتمًا بالعلم والعلوم قرب منه العلماء، وكان الأمر ذاته بالنسبة لخلفاء العباسيين في العصر العباسي الثالث، إلا أن السمة العامة للعصرين الثاني والثالث كانت تدهور عام على الصعيد السياسي.
أسباب سقوط الدولة العباسية
رغم تمكن الدولة العباسية من إسقاط دولة الأمويين، إلا أن خلفاءها لم يكن لديهم القوة والحنكة السياسية التي امتلكها الأمويين، فلم يستطع العباسيين الحفاظ على دولتهم كتلة واحدة، بل ظهرت بها الكثير من الدول المستقلة، وكان تلك بداية انهيار الدولة، وبشكلٍ عام يمكن تحديد عوامل سقوط الدولة العباسية فيما يلي:
- سيطرة الأتراك على أمور الحكم منذ خلافة المتوكل على سنة 847م، فلم يكن المستحق بالخلافة، بل كان الأحق بها بن الخليفة السابق الواثق، ولكن جاء تولية المتوكل بناءً على رغبة الأتراك، ومنذ ذلك الوقت بدأت سيطرتهم على الدولة العباسية.
- ظهور الدويلات المستقلة داخل أراضي الدولة العباسية مثل دولة الأغالبة في المغرب، والدولة الطاهرية فر بلاد خرسان، والدولة الطولونية في مصر، ثم الدولة الفاطمية والدولة البويهية والدولة الإخشيدية، كل تلك الدول قامت بالحروب والنزاعات فزعزعت استقرار الدولة العباسية.
- سيطرة السلاجقة على الدولة العباسية منذ القرن الحادي عشر الميلادي، فقد أصبح زعيم السلاجقة طغرل بك سلطانًا على دولته بموافقة الخليفة العباسي وذلك سنة 447 هـ – 1055م، وظلت الدولة السلجوقية مساندة للدولة العباسية إلى أن دب فيها النزاع فتفرقت وضعفت معها الدولة العباسية.
- دخول التتار بغداد، والذي كان العامل الأكثر تأثيرًا في سقوط الدولة العباسية، حيث تمكنوا من إسقاط الخلافة في بغداد بقتل أخر خلفاء العباسيين بها وهو المستعصم سنة 1258م.