اليمن
تتموضع الجمهورية اليمنية في الناحية الجنوبية الغربية من منطقة شبه الجزيرة العربية في غرب قارة آسيا، وتشترك الجمهورية اليمنية بحدودٍ مع المملكة العربية السعودية من الجهة الشمالية، وتربطها حدود شرقية مع سلطنة عُمان، أما حدودها من الجنوب فتشرف بها على بحر العرب، بينما تشرف على البحر الأحمر بواسطة سواحلها الغربية، وتمتلك ما يفوق 200 جزيرة على الأقل في قلبِ البحر الأحمر والعرب، وتعتبر جزيرتي حنيش وسقطرى من أكبر جزرها.
تمتد مساحة اليمن إلى نحو 555 ألف كيلو متر مربع، وتشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2015م إلى أن عدد سكان اليمن قد تجاوز 26.687.000 نسمة، وتتخذ من مدينة صنعاء عاصمةً لها؛ إلا أن عاصمتها المؤقتة حاليًا هي عدن، ومن المتعارف عليه أن اليمن تتمتع بتاريخٍ عريق باعتبارها من أقدم الحضارات في العالم، وفي هذا المقال سيتم التعرف على تاريخ اليمن القديم. اليمن
تاريخ اليمن القديم
يقترن ذكر اليمن دائمًا مع أقدم الحضارات في العالم القديم، إلا أن المعلومات حول تاريخ بدء وجودها بالتحديد ما زال مجهولًا نسبيًا؛ وبالرغم من ذلك فقد كشفت بعض النقوش المعثور عليها في ربوع حضارة بلاد ما بين النهرين إلى أن تاريخ اليمن يرجع إلى آلاف السنين، ومن أكثر ما دّل على ذلك هو وجود نصوص سومرية عُثر عليها في سبأ تؤكد وجود اليمن منذ عام 2500 قبل الميلاد، وبالإضافة إلى ذلك فإن الممالك والحضارات التي شهدها تاريخ اليمن القديم يدل على أنها من أقدم الحضارات في العالم القديم، ومنها مملكة سبأ وحمير وحضرموت.
توالت الحضارات والمماليك بشكلٍ أكبر منه في بقية أنحاء شبه الجزيرة العربية، وقد حملت تسمية العربية السعيدة كما أطلقه عليها الروم، ومع حلول العصور الوسطى شهدت المنطقة قيام دول جديدة وهي الدولة الزيادية واليعفرية والظاهرية، بالإضافة إلى الدولة الرسولية الأقوى بين ممالكها، وتمكن شمال اليمن من تحقيق الاستقلال عن الدولة العثمانية في سنة 1918م ونشأت على إثرها المملكة المتوكلية اليمنية، ثم تلاها قيام الجمهورية العربية اليمنية سنة 1962م مع احتفاظ بريطانيا بحق السلطة والسيطرة على جنوب اليمن، أما قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فقد جاء في سنة 1967 قبل أن تتحقق الوحدة اليمنية سنة 1990م.
مراحل تاريخ اليمن
يمر تاريخ اليمن القديم بثلاثة مراحل رئيسية، وهي تاريخ اليمن القديم:
- فترة قيام مملكة سبأ: قامت مملكة سبأ في اليمن في الفترة التاريخية الممتدة ما بين 1300-1000 قبل الميلاد، وقد نشأت على هامش اتحاد أعدادًا ضخمة من القبائل مع بعضها البعض، وقد كشفت نصوص خط المسند عن تاريخ الدولة في تلك الفترة، وشهدت المنطقة استخدامًا لطرق ري الأراضي وإقامة السدود والمعابد، وتطوّرت التجارة فيها؛ فاشتهرت اليمن بتجارة البخور والذهب والبهارات والفضة والعطور، وكانت العلاقات التجارية قوية بين أهل سبأ والهنود والآشوريين، كما أقيمت الأبراج والقلاع والحصون أيضًا، ونشأت العديد من الدول في تلك الفترة ومنها مملكة كندة ومملكة ديدان.
- فترة الدول المستقلة: شملت هذه الفترة على المماليك والدول المستقلة التي نشأت في اليمن، وهي ملكة قتبان (330-100 قبل الميلاد)، ومملكة معين في الفترة التاريخية بين (330 قبل الميلاد وحتى سنة 100 قبل الميلاد)، أما مملكة حضرموت فقد جاء قيامها في الفترة بين 330 قبل الميلاد وحتى سنة 275م.
- عصر مملكة حمير: يعتبر قيام مملكة حمير إعلانًا لنهاية تاريخ اليمن القديم، فقد بدأت في عام 110 قبل الميلاد واستمرت حتى سنة 525 ميلادي، وجاءت بدور كبير تمثل بالقضاء على الممالك اليمنية القديمة وتوحيدها ضمن سلطة المملكة الحميرية، وبسطت المملكة نفوذها على مناطق يمنية واسعة وهي مأرب وذمار وصنعاء وتعز وإب وريمة، واتخذت المملكة من مدينة ظفار عاصمةً لها، وبعد سقوط المملكة الحميرية قامت عددًا من الممالك الصغيرة والدويلات، وهي مملكة أوسان القائمة في جنوب مملكة قتبان، ومملكة دمت في الأجزاء الشمالية من أثيوبيا، ومملكة نجران ومملكة ديدان.
معلومات عامة عن اليمن قديماً
من أبرز ملامح وعناصر اليمن القديم:
- الاقتصاد: اعتمد اقتصاد اليمن قديمًا على كل من الزراعة والتجارة بالدرجة الأولى، إلا أن شهرة اليمن قد ذاعت بتجارة البخور والطيب والعطور نظرًا لما تتمتع به من أهمية بالغة لدى الشعوب القديمة باعتبارها طاردة للأرواح الشريرة وفق اعتقاداتهم، كما ساهمت وفرة المياه واستخدام أنظمة الري في تطور قطاع الزراعة بشكلٍ كبير، وكان الاعتماد الأكبر على التجارة البرية أكثر منها في التجارة البحرية.
- اللغة: اعتمد اليمنيون على استخدام اللغة العربية الجنوبية القديمة في حياتهم، ويشير الباحثون إلى وجود عدد من اللغات وهي السبئية والمعينية والقتبانية والحضرمية، ومن الجدير بالذكرِ أن اللغات كانت شديدة التغير والتطور قرنًا تلو الآخر، ففي القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد تختلف كليًا عن تلك الموجودة فيما بعد الميلاد.
- المجتمع: عاشت المجتمعات اليمنية القديمة تباينًا ملحوظًا في الطبقات المجتمعية، ويعزى السبب في ذلك لوجود عدة أسباب على رأسها التحضر القروي وأنماط الاستقرار، كما أن أنظمة الحكم واستقرارها وامتهان الناس بالزراعة والتجارة أيضًا ساهم في تعميق مسألة الاختلاف الطبقي، وتتصدر طبقة المكرب هرم طبقات المجتمع اليمني.