تعاطي المخدِّرات
مع تطور المواد والصناعة والعلم، تطورت المخدرات، وخصوصًا الكيميائية؛ حيث أصبحت هذه اللعنة مدروسة ومعروفة ، وعلى الرغم من ذلك الإقبال عليها أكثر من القرون الماضية، إلا إن نوعية المخدرات في الزمن القديم لم تكن كالمخدرات الحالية، والمشكلة الكبرى التي تواجه جميع الذين يتعاطون المخدرات، هي الإدمان؛ حيث إن الإدمان يتملكهم ليصل بهم أحيانًا إلى الموت من جراء جرعات زائدة، أو سينتشر هذا السُم ويتملك الجسم لدرجة أن أجسام هؤلاء المدمنين تتحول إلى حالة مزرية جدًّا، سواء من ضعف عام، أو أعراض انسحاب في حالات عدم أخذ الجرعات العالية من المخدر.
أسباب إدمان المخدرات
هناك أسباب عدة تدعو الشباب والكبار والصغار إلى تعاطي المخدرات؛ ولذلك معرفة هذه الأسباب قد تقي الكثيرين من السقوط في فخ تعاطي المخدرات، وهذه هي أشهر الأسباب:
- الفراغ والملل: حيث لا يجد الإنسان شيئًا ذا قيمة في حياته؛ ليصل به الأمر إلى اللجوء للمخدرات كنوع من أنواع المتعة الزائفة.
- حب الاستطلاع: وهو من أشهر أسباب الإدمان، فتتم تجربة المخدرات لأجل معرفة الشعور الذي تسببه، ولكن فيما بعد لن يتمكن أحد من الاستغناء عنها.
- الرفاهية الزائدة: هذا سبب شهير أيضًا في الأوساط الاجتماعية الغنية؛ حيث إن المال الكثير بدون رقابة، يوفر للشباب بعض السبل لشراء هذه الأشياء وتجربتها.
- الدراما: هناك الكثير من والمسلسلات التي يكون فيها البطل مدمنًا لأحد العقاقير التي تجعله يحل الألغاز، أو أن السيناريو يتعاطف مع المدمن، وهذا الأمر يؤثر سلبًا في الكثير من الشباب الذين يعتقدون أن هذه المشاهد حقيقية، وأن تأثير المخدرات الذي يرونه حقيقيًّا أيضًا.
- الهروب من الواقع: من أهم أسباب إدمان تعاطي المخدرات هو الهروب من واقع مؤلم في حياة الشخص، وتسبب المخدرات بالفعل نوعًا من أنواع الانفصال عن الواقع؛ ولكن عندما يرجع الشخص إلى رشده، غالبًا ما يشعر بالألم أكثر.
- أصدقاء السوء: هناك بعض الأشخاص في الحياة، لا يحبون الخير للآخرين؛ بل ويجتهدون في جذب جميع من حولهم لهذه الدائرة السيئة تحت مسمى ؛ ليبدؤوا مع الشخص بإعطائه جرعة مجانية حتى يداوم التعاطي ومن ثم يبدؤون بالسيطرة عليه من خلال الإدمان.
- الجروح النفسية: تخد المخدِّرات كل شيء في الإنسان تقريبًا حتى المشاعر، ليصل الشخص إلى حالة من اللاشعور، وهو في حد ذاته شعور مريح لمن يعانون من مشاكل عاطفية وجروح نفسية.
أعراض إدمان تعاطي المخدرات
هناك أعراض متكررة مع معظم الذين يتعاطون المخدِّرات، وقد تختلف هذه الأعراض باختلاف حِدة حالة المتعاطي، أو المرحلة التي وصل إليها:
- عيون حمراء أو صفراء.
- شعور بالانتشاء عند أخذ جرعة المخدرات.
- ارتفاع في وعدد ضربات القلب.
- فقدان الوزن بصورة مرضية.
- فقدان الشهية.
- جفاف عام بالجسم والفم.
- تباطؤ في ردود الفعل (بلاهة).
- اصفرار الأسنان ثم الاسوداد والسقوط في الحالات المتأخرة من الإدمان.
- صعوبة كبيرة في التركيز دون وجود المخدر.
- حساسية زائدة في حاستي السمع والبصر؛ ليسمع الشخص الأصوات العادية على أنها حادة.
- رغبة في النوم دائمة.
- الإصابة بالبارانويديا والفصام أحيانًا.
أنواع إدمان تعاطي المخدرات
هناك كثيرة للتعاطي في الوقت الحالي، وكل نوع من هذه الأنواع له مخاطر مختلفة على الجسم، ولكن جميع المخدرات في النهاية تسبب دمارًا كاملًا لخلايا المخ وأجهزة الجسم، خصوصًا الكلى والكبد.
الحشيش ومشتقاته العشبية
هو واحد من أشهر أنواع المخدرات في العالم، ويُباع في عدة دول في العالم بتصريح من الحكومات دون رقابة؛ ولكنه مع كثر الاستعمال والإدمان يسبب انخفاضًا في نشاط الذهن وزيادة في ضغط الدم، وحالات مزاجية متفاوتة وعشوائية.
أدوية الباربتيورات والمنومات
تعد هذه الأدوية مخصصة لعلاج ، ويحدث أن عددًا كبيرًا من المستخدمين يسرفون فيها لأجل الحصول على النوم، والتخلص من حالات القلق والنوم لساعات طويلة، أو التخلص من المشاعر السيئة والسلبية، أو الهروب من المستمر، وتسبب هذه المواد النعاس الدائم، واللعثمة في إطلاق الكلمات بطريقة صحيحة، وحدوث مشاكل في الذاكرة، والدوخة، ومشكلات دائمة في التركيز.
الكوكايين والميث
تُستخدَم هذه المخدرات وتُتعاطى بعدة طرق، سواء عن طريق الاستنشاق المباشر، أو عن طريق غليها واستنشاق الدخان الخارج منها، وتعمل هذه المواد على إطلاق حالة قوية جدًّا من النشاط العضوي والعقلي، ومن أشهر أعراض إدمانها هو الشعور بالسعادة والانتشاء بصورة فورية، وارتفاع حدة التركيز عند التعاطي وانعدام التركيز في وقت الحرمان منها، وعدوانية في السلوك، والقدرة على تحمل المجهود الجسدي، والهلوسات، والبارنويا ، واضطراب عام في الوعي.
مخدِّرات الملاهي الليلية (MDMA)
ربما هي واحدة من أشهر المخدرات في أمريكا والدول الأوروبية، تُستخدم هذه العقاقير كثيرًا في حالات النشاط الجنسي، والهلوسة، وهي تسبب توسعًا في حدقة العين، ونشاطًا جسديًّا فائقًا، وتقلصاتٍ وشدًّا عضليًّا، ثم ارتخاءً مفاجئًا، وهلوسة.
علاج تعاطي المخدرات
أول خطوة في علاج التعاطي هي الرغبة الداخلية في التخلص من المخدرات، والرغبة في تحويل مسار الحياة، فيُعد هذا نصفَ الطريق؛ لأن أغلبية المتعاطين يشعرون أن المخدرات لا تضرهم بل تجعلهم يشعرون بمشاعر جيدة؛ ولكنهم يكتشفون بشاعتها عندما تصل بهم حالات الإدمان إلى الاقتراب من الموت والفناء وخسارة كل شيء، سواء عائلة أو أصدقاء أو مجتمع أو عمل، ستقضي المخدرات على كل شيء، الخطوة التالية للقرار الشخصي، هي التوجه إلى مؤسسة حقيقية تعمل على مساعدة المدمنين، وللعلم؛ فإن أغلبية العاملين في مصحات للمدمنين، كانوا مدمنين؛ ولذلك هم الأقدر على الشعور بالشخص المدمن، وغير القادر على ترك المخدرات، وهم الأقدر على مساعدته على التغلب على أعراض الانسحاب المؤلمة فوق الوصف، وفي الخطوة التالية يجب الاستعداد للمرور بمرحلة صعبة من أعراض الانسحاب والشفاء من المخدرات؛ ولكن الخطوة الأخيرة هي الأهم، وهي عدم العودة مرة أخرى إلى المخدرات؛ حيث يتعلم الإنسان كيفية التحكم في احتياجات جسمه وسط الواقع المؤلم والقاسي.