أهمية الصوم في الإسلام
شرع الله سبحانه وتعالى الصيام، وجعله الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه؛ وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى اختصه لنفسه، في الإسلام سر بين العبد وبين الله؛ فعلى الصعيد الفردي، الصوم يربّي العبد المؤمن على مراقبة الله سبحانه وتعالى وخشيته،أما على الصعيد الجماعي؛ فهو يعوّد الأمة على النظام والاتحاد، والمساواة، والرحمة، والإحسان، ويجعل المسلم يحسُّ بآلام غيره من المسلمين، فيدفعه إلى الإحسان والبذل إليهم، وهو بمثابة تدريب عملي للمؤمن على ضبط نفسه، وتحمل المشاق،كتاب خلاصة الكلام في أركان الإسلام، تأليف: الأستاذ الدكتور عبد االله بن محمد بن أحمد الطيار، الصفحة (116-118) وتحمل المسؤولية، وفي هذا المقال سيتم تناول موضوع تعريف الصوم، وحكمه، وأقسامه، وأركانه وشروطه.
تعريف الصوم
لفظ الصوم لفظ كغيره من الألفاظ في اللغة العربية، له معنيان؛ واحد في اللغة، وواحد في الاصطلاح، وفيما يلي بيان لكلا المعنيين:
- تعريف الصوم في اللغة: هو اسم، مصدر للفعل صامَ، يُقال: صام عن الكلام أي؛ سكت، وانقطع عن الكلام، وصامت الشمس أي؛ صارت في كبد السماء، وصامت الريح أي؛ رَكَدت، وصام عن: أي؛ أمسك عن، وترك، ويصوم المسلم شهر ، أي؛ يمسك عن الطعام والشراب، من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس. تعريف ومعنى صوم
- تعريف الصوم في الاصطلاح: وهو التعبُد لله سبحانه وتعالى بالإمساك مع وجود النية، عن الأكل والشرب، وسائر المفطرات، من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، من شخص مخصوص، وبشروط مخصوصة. وقيل الصوم هو: إمساك من شخص مخصوص، على وجه مخصوص، عن أشياء مخصوصة، في زمن مخصوص.كتاب: الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة – مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مركز الدعوة والإرشاد بالقصب الطبعة: الثانية، 1431 هـ – 2010 م، الصفحة (6-8)
حكم الصوم
الصوم فرض عين على كل مسلم ومسلمة (والمقصود هو صوم شهر رمضان)، مطالب بالتكليف، وقادر على الصوم، وقد ثبتت فرضيته في نصوص ، والسنة النبوية، والإجماع؛ ومما جاء في ذلك من نصوص القرآن الكريم، قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وأما من السنة النبوية فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بنيَ الإسلامُ علَى خمسٍ شهادةِ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ)، أما الإجماع؛ فقد أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان.كتاب: الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الناشر: دار الفكر – سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة، الجزء(3)، الصفحة(1629)
أقسام الصيام
للفقهاء في أقسام آراء وتوجهات، وفيما يلي بيان لهذه الأقسام عندهم:كتاب: الفقه على المذاهب الأربعة المؤلف: عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري،الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، الجزء (1) الصفحة(492-508)
أقسام الصيام عند جمهور الفقهاء
اتفق أصحاب المذاهب الفقهية من الشافعية، والحنابلة، والمالكية على أنّ أقسام الصيام أربعة أقسام، وهذه الأقسام هي:
- صيام الفريضة: ويراد به صيام شهر رمضان أداءً في وقته، وقضاءً، وصوم الكفارات، والصوم المنذور.
- صيام السنن: مثل صيام يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام يوم عرفة .
- الصيام المحرّم: ومثاله الصوم يوم العيدين؛ عيدي الفطر والأضحى، وأيام التشريق التي تتبع عيد الأضحى، وصيام المرأة بغير إذن زوجها.
- الصيام المكروه ومثاله: إفراد يوم الجمعة وحده بالصيام، أو صوم يوم أو يومين قبل رمضان.
أقسام الصيام عند فقهاء الحنفية
ينقسم الصيام عند فقهاء الحنفية إلى ثمانية أقسام، في رأي، وفي رأي آخر إلى سبعة أقسام وهذه الأقسام هي:
- صيام الفريضةالمفروض على المسلم فرضاً عينياً والمُعين من عند الله -تبارك وتعالى- ومثاله: صوم رمضان أداءً في وقته.
- صيام الفريضة فرضاً بلا تعيين وقت، ومثاله صوم رمضان قضاءً في غير وقته؛ في حق من فاته صيام شهر رمضان جميعه أو بعضه، وصوم الكفارات.
- صيام الواجب المعين، ومثاله: صيام النذر الذي عيَّنه الناذر.
- الصوم الواجب غير معين، أي غير معين وقته، ومثاله: النذر المطلق.
- صوم .
- الصوم المسنون.
- الصوم المستحب.
- الصوم المكروه كراهة تنزيهيه أو تحريمية.
أما من قال أقسام الصوم سبعة، فهذه الأقسام هي:
- صوم الفريضةالمعين ومثاله: صوم رمضان أداء في وقته، والنذر المعين؛ المحدد بوقت.
- صوم الفريضةالغير معين، وهو ما ليس له وقت خاص، ومثاله: صوم رمضان قضاءً لا أداءً، والنذر غير المعين وقته.
- الصوم الواجب؛ ويراد به صوم التطوع بعد البدء فيه.
- الصوم المحرم.
- الصوم المسنون.
- الصوم النافلة.
- الصوم المكروه.
أركان الصوم
للصوم ركنين أساسيين لا بد منهما فيه، ولا يتصور حصول الصوم دونهما، وهذان الركنان هما: شروط الصيام وأركانه
- الإسلام؛ فالصوم فرض على المرء المسلم، فالكافر غير مطالب بالصوم ولا يصح منه.
- العقل؛ فالمجنون غير مخاطب بالتكليف، ومرفوع عنه القلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ قالَ: صدقتَ قالَ: فخلَّى عنها). الراوي: عبدالله بن عباس ، المحدث: الألباني ، المصدر: صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 4401 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- البلوغ؛ فالصوم لا يخاطب به الصغير حتى يبلغ، كما جاء في الحديث السابق ذكره.
- الإقامة؛ فالمرء المسافر لا يتوجب عليه الصيام أداءً، ويلزمه القضاء.
- الخلو من الموانع كالحيض، والنفاس؛ فالمرأة الحائض والنفساء، لا يجوز لها الصيام، وعليها القضاء.
- القدرة على الصوم؛ فالعاجز عن الصوم لا يتوجب عليه أداء الصوم، وعليه القضاء، قال الله سبحانه وتعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)سورة البقرة آية(184).