تعريف الاستثمار وأدواته
يُعرَّف على أنه عملية توظيف الأموال في نشاطاتٍ وأعمال تعود على صاحب هذه الأموال بالربح والمنفعة، وقد يكون المستثمر هو صاحب الأموال نفسه، أو يكون خبيرًا أو وسيطًا ماليًّا يستثمر لصالح صاحب رأس المال.
هذا، وتختلف الطرق والوسائل التي من خلالها تُستثمَر الأموال وتُوظَّف للحصول على العوائد، ويُطلَق على هذه الوسائل “أدوات الاستثمار”، ومن أهم هذه الأدوات:
- المشروعات الاقتصادية المختلفة، الإنتاجية والخدمية والصناعية والزراعية وغيرها، وتُعدُّ أكثر أدوات الاستثمار انتشارًا.
- العقارات، كشراء الأراضي والمباني.
- السلع ذات الأسواق الخاصة، كالذهب.
- الأوراق المالية والأسهم والسندات المُدرَجة في سوق الأوراق المالية (البورصة).
- صناديق الاستثمار التي تضم مجموعاتٍ من الأسهم التي تُتداوَل في السوق المالية، ويقوم خبراء مختصون في الأمور المالية على عملية إدارة هذه الصناديق.
تُعرَّف بأنها أداة استثمارية يديرها مختصون في سوق الأوراق المالية (البورصة). وتزداد رؤوس أموال المستثمرين في الصناديق الاستثمارية من خلال بيع الوحدات المكونة للمحافظ الاستثمارية، وهذه الوحدات هي عبارة عن مجموعةٍ من أسهم الشركات المُدرَجة في السوق المالية، جُمِّعت لتُكوِّن المحفظة الاستثمارية الخاصة بالصندوق الاستثماري للشركة أو الجهة المستثمرة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن إدارة صناديق الاستثمار تحتاج إلى خبراتٍ عالية في الأمور المالية وإدارة الاستثمارات، وذلك لتحقيق الهدف المرجو منها، ألا وهو تعظيم العائد على رأس المال المُستثمَر، أي زيادة نسبة الأرباح على .
أنواع صناديق الاستثمار
نتيجةً لاختلاف الشركات التي تدرج أسهمها في السوق المالية، إضافةً إلى اختلاف الهدف المرجو من ، فإنَّ هذه الصناديق تُوجد بعدة أنواع، ويُمكن تصنيفها إلى سبعة أنواعٍ رئيسية، هي:
- صناديق الاستثمار المتوازنة: وهذا النوع من الصناديق يسعى إلى الحصول على أهدافٍ متوازنة، مثل الحصول على أرباحٍ معتدلة لرأس المال مع عدم المخاطرة به والمحافظة عليه، ويُناسب هذا النوع من الصناديق المستثمرين الذين يتَّصفون بالاعتدال ويُريدون الحصول على عائدٍ مالي مناسب مع مخاطرةٍ معتدلة.
- صناديق استثمار النموِّ الرأسمالي: وهذه الصناديق تستثمر في الأسهم التي تنمو رأسماليًّا خلال فترةٍ زمنية طويلة نسبيًّا، ويُعدُّ هذا النوع من الصناديق من الأدوات الاستثمارية طويلة الأمد، وهي تناسب المستثمرين الراغبين في استثماراتٍ طويلة الأمد.
- صناديق السياسة الاستثمارية المندفعة: وهذا النوع يشبه النوع السابق (صناديق النموِّ ) ولكنه يدخل استثماراتٍ ذات مخاطر مرتفعة أكثر من أجل أن يحقق عائدًا ماليًّا أكبر للمستثمرين، وهو يناسب المستثمر الذي يرغب في المغامرة وتحمُّل المخاطر العالية.
- صناديق الدخل: وتُسمَّى أيضًا صناديق الاستثمار ذات العوائد الدورية، وتستثمر هذه الصناديق في الأدوات ذات العوائد المالية الثابتة التي تُوزَّع بانتظام، أي بشكلٍ دوري، ومثالها الاستثمار في السندات، وهي تناسب الذين يريدون الحصول على عوائد ثابتة زمنيًّا ودوريًّا مع أقل نسبة مخاطرةٍ ممكنة.
- صناديق المؤشرات: ويُرمَز لها اختصارًا “ETFs”، أي صناديق تداول الأسهم المُتداوَلة (Exchange Traded Funds)، ويعتمد هذا النوع من صناديق الاستثمار على الاستثمار في الأسهم ذات المؤشرات المرتفعة في (البورصة)، أي ذات التداول الأعلى.
- صناديق السوق المالي: ويتمتع هذا النوع من صناديق الاستثمار عمومًا بأنه استثمار قصير الأمد؛ فهو يستخدم في مكوناته أدواتٍ استثمارية ذات أجلٍ قصير، كشهادات الادخار التي تكون مدتها ثلاثة أشهرٍ وأذونات الخزينة (وهي عبارة عن سنداتٍ تصدرها الحكومة وتكون ذات نسبة أمانٍ مرتفعة)، ويلجأ المستثمرون عادةً إلى هذا النوع من الصناديق للمحافظة على سيولةٍ مالية عالية.
- صناديق الاستثمار الإسلامية: ويبدو من اسمها أنها تطبق مبادئ الشريعة الإسلامية وأصولها في المعاملات المالية ضمن نطاق عملها، ويُشرف على هذا النوع من الصناديق لجنة خاصة ضمن المؤسسة المالية التي تدير الصندوق الاستثماري.
تطبق صناديق الاستثمار مجموعةً من الأمور والأساليب لأداء عملها، ومن هذه الأساليب:
- تجميع رؤوس الأموال عن طريق الشركات المالية الوسيطة، وتستثمر بعد ذلك تلك الأموال في الأسهم والسندات قصيرة الأمد الموجودة في السوق المالية (البورصة).
- يُعطى لأصحاب صناديق الاستثمار الحقُّ في بيع الأسهم الخاصة بهم وشرائها، وذلك إما بطريقةٍ مباشرة عن طريق التعامل مع صاحب الصندوق، أو من خلال وسطاء ماليين يُطلَق عليهم خبراء الاستثمار.
- يُسمَح باستخدام الأوراق المالية والصكوك ضمن صناديق الاستثمار.
- تتولَّى مجالس تعتمد على مستشارين استثماريين إدارة المحافظ الاستثمارية، ولكلِّ صندوقٍ ملكية خاصة في المستثمر.
كغيرها من أدوات الاستثمار، فإنَّ لصناديق الاستثمار مجموعةً من المميزات والعيوب، وهي:
- مميزات صناديق الاستثمار: تتميز صناديق الاستثمار بأنها توفر سلةً متنوعة من الأوراق المالية تساعد على تنوُّع مكونات المحفظة الاستثمارية، وتُساعد المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة في الحصول على أسهمٍ تناسب حجم استثماراتهم، وتُدار صناديق الاستثمار بحرفيةٍ عالية لأنَّ القائمين على إدارتها يكونون من ذوي الخبرة الواسعة في هذا الموضوع.
- عيوب صناديق الاستثمار: من عيوب صناديق الاستثمار أنه لا يمكن للمستثمر فيها أن يتابع عمليات التداول في الصناديق لحظةً بلحظة، لعدم وجود تداولٍ لحظي لهذه الصناديق نتيجةً لإقفال سوق التداول عند انتهاء يوم العمل، هذا وتخضع صناديق الاستثمار إلى حتى وإن لم يحصل المستثمرون فيها على أرباحٍ خلال السنة، وعادةً تكون لصناديق الاستثمار مجموعة من التكاليف التي تؤثر سلبًا على نسبة العائد المالي وتُخفِّضها نتيجةً للالتزام بدفع هذه التكاليف، سواءً في حالة الربح أو الخسارة، وأيضًا بالنسبة إلى صناديق الاستثمار المشتركة، فإنَّ نشاطات المستثمرين تؤثر على أداء الصندوق وعلى بقية المستثمرين معه، لذلك فإنَّ أي تقصيرٍ من أحد المستثمرين يعود بنتائج سلبية على المستثمرين المشتركين معه في الصندوق الاستثماري.