الثقة بالنفس وبناء شخصية قوية
ضعف الثقة بالذات مشكلة يعاني منها الكثيرون والتي تسبب القلق والإحباط والارتباك للشخص في الأوساط العامة والمواقف التي تتطلب شخصية قوية واثقة من ذاتها، قادرة على إثبات وجودها وحضورها بين الآخرين؛ ولأن ضعف واحدة من أبرز الصفات وضوحًا إذ سرعان ما تظهر في أسلوب الكلام والتصرف مع الآخرين ولغة الجسد والارتباك الذي يكون عليه الشخص، فإنها واحدة من أبرز مسببات القلق والإحباط الذي يدفع بالكثيرين إلى اعتزال الناس وتجنب مخالطتهم.
خطوات تعزيز الثقة بالنفس
الإيجابية
تساعد الإيجابية على أن يكون الفرد أكثر ثقة بنفسه وبإمكاناته وقدراته عبر التركيز على نقاط القوة واستغلالها في سبيل مزيد من الثقة بالنفس، وتشمل الإيجابية التفكير الإيجابي والنظر للأمور بطريقة إيجابية وإحاطة النفس بالأشخاص الإيجابيين، بالإضافة إلى تجنب السلبية والأشخاص السلبيين ممن لا يساعدون الشخص ليكون ذا ثقة بنفسه. هذه التفاصيل من شأنها أن تمد الفرد بنظرة إيجابية عن نفسه وما يتمتع فيه من قدرات وإمكانات ومهارات وبالتالي مزيد من الثقة بالنفس.
لغة الجسد
تلعب التفاصيل البسيطة فيما يخص الجسد مثل حركة اليدين والابتسامة واتصال العينين والتحدث بهدوء دورًا رئيسًا فيما يخص الثقة بالنفس، ومن شأنها أن تحدد شكل الانطباع الذي قد يأخذه الناس عن شخص ما.
فتساعد اتصال العينين مع المخاطب الشخص على الظهور أكثر ثقة بنفسه، فمن شأن الابتسامة أن تظهر الشخص أفضل وأكثر قبولًا لدى الآخرين، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل المظهر الجيد واللباس المناسب وأسلوب الكلام، فهذه الأمور كلها تساعد على تعزيز الثقة بالنفس وزيادتها لبناء قوية.
الأفكار السلبية
انعدام الثقة بالنفس غالبًا ما تنتج عن الأفكار السلبية التي قد يتصورها الشخص عن نفسه، وبالتالي يتحول الشخص إلى صورة عن تلك الأفكار وبحسب ما يتخيل نفسه عليه، فالشخص الذي يرى نفسه أنه فاشل فسينعكس ذلك على شعور بالفشل، والذي يرى في نفسه عدم القدرة على الإنجاز لن يتمكن من الإنجاز والعكس صحيح؛ لذلك من الضروري لكل من يسعى لتعزيز الثقة بالنفس أن يتخلص من أي صور سلبية يتخيلها عن نفسه ويركز على النقاط الإيجابية لديه.
الإعداد والتحضير
كل الأشخاص الذين يبدون في الأماكن العامة وأمام الآخرين على ثقة عالية بنفسهم قد أعدوا وحضروا لهذا الموقف جيدًا، وبالتالي الإعداد والتحضير لما ينتظر الشخص ضرورة ملحّة في سبيل أن يبدو أكثر ثقة بنفسه ومتمكنًا مما يفعله أمام الآخرين.
وهذا يعني امتلاك الفرد للخبرة والدراية والمعارف التي تمكنه من إنجاز ما هو مطلوب منه على أكمل وجه؛ الأمر الذي يساعد الفرد ليكون على ثقة بنفسه.
التواصل وكسب الخبرة
التواصل المستمر مع الآخرين أيضًا من الأمور الضرورية لتعزيز الثقة بالنفس وتنميتها، ولا يقتصر هذا على مع الأشخاص المعروفين والقريبين من الفرد فقط؛ بل لا بد من محاولة فتح قنوات تواصل جديدة مع غرباء وأشخاص جدد، والمشاركة في الأحاديث الجانبية التي تجري، والخروج من الدوائر الاجتماعية التقليدية وكسر الدائرة النمطية لذلك، وهذا من شأنه أيضًا أن يساعد على زيادة تقدير الفرد واحترامه لذاته.
تقدير الذات
يمكن أن يكون تقدير الذات بالعديد من الصور والأشكال، يوصي بعضهم بمحاولة تقدير مختلف الإنجازات التي يمكن أن يحققها الشخص، ومهما كانت صغيرة وبسيطة؛ بل والاحتفال بها ومشاركتها مع الآخرين للشعور بمتعة الفوز والإنجاز.
الأمر الذي ينعكس على تحسن نظرة الفرد لنفسه وزيادة احترامه لذاته ليكون أكثر ثقة بإمكاناته وقدراته على التحمل وتجاوز العقبات.
تحديد الأهداف
وجودُ أهداف واضحة ومحددة في حياة الشخص يسعى لتحقيقها وإنجازها عاملٌ آخر مهم من عوامل تعزيز الثقة بالنفس، كون الشخص بهذه الحالة يعرف ما الذي بصدد إنجازه وتحقيقه وإلى أين يسير في حياته؛ الأمر الذي يعزز كذلك من تقديره واحترامه لذاته ويحسن من الصورة التي يرى نفسه عليها، إلى جانب فوائد أخرى لوجود الأهداف في حياة الشخص والمتمثلة بالتركيز على أمور معينة لها معنى ومغزى يمكن الوصول إليها وبالتالي تحقيق الرغبة والإرادة.
تقبل العيوب
لأن الكل لديهم عيوبهم ونقائصهم من الضروري لمن يسعون إلى تعزيز الثقة بأنفسهم أن يكونوا على دراية بعيوبهم تلك؛ وبالتالي تقبلها والتصالح معها ومن ثم العمل على معالجتها لحين التخلص منها.
ويساعد هذا على امتلاك شخصية قوية، ويحد من الآثار السلبية لتلك العيوب التي يمكن أن تعوق الشخص عن امتلاك شخصية ثقة.
ممارسة الرياضة
هناك ارتباط دائم ما بين والثقة بالنفس، ففي الوقت الذي يكون فيه الأشخاص الرياضيون أكثر ثقة بأنفسهم لأن ممارسة الرياضة تزيد من احترام الذات وتقديرها وتعزز النظرة الإيجابية للشخص عن ذاته، بالمقابل فإن الثقة بالنفس أيضًا تجعل الشخص أكثر قدرة على ممارسة الرياضة والتمارين المختلفة. وبالتالي يؤثر كلٌّ من الرياضة والثقة بالنفس واحدة على الأخرى.
الثناء على الآخرين
عبارات الإطراء والمجاملة وثناء الآخرين من شأنها أيضًا أن تلعب دورًا مهمًّا في جعل الفرد أكثر ثقة بنفسه، ولكن من الضروري الحذر عند اللجوء لهذا الأمر حتى لا تظهر المجاملة بشكل مبالغ فيه أو تبدو إنها ليست في مكانها أو غير مناسبة، أي من الضروري أن يكون أي إطراء يبديه الشخص صحيحًا وفي محله، ويمكن أن يحصل ذلك عبر التركيز على الإيجابيات لدى الآخرين والثناء عليها، وهذا من شأنه إظهار الفرد بصورة إيجابية أمام الآخرين ويكون أكثر ثقة بنفسه.
الجدير بالذكر، إن عملية تعزيز الثقة بالنفس لا بد أن تكون نمطًا وأسلوب حياة دائمًا؛ ليتمكن الشخص من معالجة مشكلة عدم الثقة بالنفس والتخلص من الآثار السلبية لذلك؛ وبالتالي فإن الخطوات السابقة من الضروري أن تتبع إلى جانب بيئة داعمة من والأصدقاء والأشخاص المحيطين، والذين سيكون لهم الدور الأكبر في تعزيز الثقة بالنفس لدى الفرد.