المخدرات
تعرف بأنها مواد مخدرة تلحق الضرر وتتسبب في تدمير أجهزة الجسم الحيوية، وتتعدد الأصناف المدرجة تحت بند المخدرات ما بين عقاقير طبية (كالأدوية النفسية مثلًا والأفيونيات والباربتيورات) و، ولا بد من الإشارة إلى أن استخدام أيٍ من هذه المواد المخدرة بطريقة خاطئة سيفضي حتمًا إلى الإدمان ومن ثم مشاكل وخيمة على جميع الأصعدة، ومن المتعارف عليه أن المخدرات تترك أثرًا وتغيرًا ملموسًا في المزاج والحالة العقلية مما يتطلب الخضوع للعلاج من إدمان المخدرات فيما بعد، وبالطبع فإن مثل هذه المواد المحرمة شرعًا وممنوعة قانونًا لا تدخل بطريقة شرعية ولا يتم تداولها أيضًا بشكل قانوني؛ لذلك يتم اتباع تهريب المخدرات والمتاجرة بها سرًا في الظلمات، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن تهريب المخدرات. تعاطي المخدرات
تهريب المخدرات
تهريب المخدرات مصطلح يطلق على أحد أنواع التجارة السوداء وأكبرها عالميًا، حيث ترتكز على زراعة المخدرات ثم تصنيعها استعدادًا لبيعها لكل من يحتاج إليها بطريقة غير مشروعة، وفي تقرير صادر عن فقد تم الإشارة إلى تهريب المخدرات بأنها قد قفزت عن حاجزِ 321.6 مليار دولار سنة 2003م، ويشار بذلك إلى أن نسبة مساهمة تجارة المخدرات غير المشروعة قد بلغت 1% من إجمالي التجارة العالمية، وتأتي هذه النسبة عند مقارنة مردود تهريب المخدرات مع الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم مجتمعة البالغ 36 تريليون دولار أمريكي. تهريب المخدرات
عقوبة تهريب المخدرات
تُدرج عملية تهريب المخدرات في القوانين الدولية حول العالم بأنها واحدة من أخطر أنواع الجرائم على الإنسانية، وبناءًا عليه فقد سُنّت القوانين والتشريعات لتجريم هذا النوع من التجارة، وتتفاوت العقوبات وفقًا لنوع المخدر وتصنيفه تبعًا للدولة التي تم ضبطه بها، كما يؤخذ بعين الاعتبار الكمية المتاجر بها والآلية المستخدمة في توزيع هذه المخدرات، بالإضافةِ إلى ما تقدّم فإن القوانين تتخذ أيضًا في خلال مجراها الفئة العمرية التي تشتري المخدرات من مهربيها، وتتفاوت العقوبات بين دولة لأخرى، فبعض الدول تفرض عقوبة السجن لمدة زمنية طويلة وأخرى تحكم بالإعدام لكل من يثبت أنه مهرب مخدرات كما هو الحال في وماليزيا وسنغافورة، وبعض التدول تفرض عقوبة الجَلد، وتشير المعلومات إلى أنه في سنة 2005م قد وقف واجه مهرب المخدرات الأسترالي نجوين تونج عقوبة الإعدام بعد أن ثبُت رسميًا بإدانته بجريمة تهريب المخدرات، كما أوقعت ماليزيا عقوبة الإعدام أيضًا بحق اثنين من مهربي المخدرات بعد القبض عليهما يتاجران بكيلو غرام واحد من مخدر القنب في ربوع إندونيسيا.
تاريخ تهريب المخدرات
- تمكنت الحكومة الصينية رائدة في عالم مواجهة ومحاربة تهريب المخدرات، إذ أصدرت رسميًا في عام 1729م مرسومًا قانونيًا ضد الأفيون وتجارته واستخدامه.
- مُنعت تجارة المخدرات وتهريبها رسميًا في الفترة التاريخية بين نهايات القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين في دول الغرب.
- تشير المعلومات إلى أن الصين قد عانت في مطلع القرن التاسع عشر من اجتياح تهريب المخدرات لأراضيها، وبالتالي تم الحظر القطعي على استيراد الألإيون، وبناءًا عليه اندلعت حرب الأفيون الأولى بين بريطانيا والصين، وعند هزيمة الصين اضطرت على فتح المجال في تجارة الأفيون للتجار البريطانيين، فأصبح الأمر بعد ذلك عاديًا وطبيعيًأ في تدخين الأفيون في الأراضي الصينية في فترة القرن التاسع عشر، وارتفع عدد المدمنين إلى 12 مليون مدن.
- اندلعت شرارة الحرب الأفيونية الثانية مع حلول سنة 1856م بين فرنسا وبريطانيا ضد الصين، وتم السيطرة رسميًا من قِبل بريطانيا على ميناء جوانج شو في أعقاب معاهدات نانجينغ وتيانسين، وسُمح بتجارة الأفيون حرية الملاحة عبر هذا النهر.
- توالت المعارك والحروب حول تجارة المخدرات ومقاومتها حول العالم، وفي مطلع القرن الحادي والعشرين حرصت لجنة الأمم المتحدة للعقاقير المخدرة على المضي قدمًا في مقاومة تهريب المخدرات وتجريمها ومحاربتها، وقد أُعلن ذلك رسميًا في الاجتماع السنوي المنعقد في سنة 2014م، وأفضى ذلك الاجتماع إلى سلسلة من الإصلاحات السياسية لكافةِ دول العالم.
أثر تهريب المخدرات اجتماعيًا
تترك المخدرات بطبيعتها أثرًا سلبيًا سواء كان ذلك اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو صحيًا، وتعد الدول المتأثرة سلبيًا في تهريب المخدرات هي الأكثر إنتاجًا لها إجمالًا، كما أن الدول التي تتسلل إليها المخدرات أيضًا تعاني من المخدرات سلبًا؛ ومن أبرز الأمثلة على ذلك التي تعد أراضيها ممرًا لتهريب ما نسبته 79% من إجمالي تهريب الكوكايين إلى دول العالم؛ ولذلك فإنها ترصد أعلى معدل قتل عالميًا وتحديدًا أمريكا الوسطى، ويأتي ذلك نتيجة العلاقة الوثيقة بين وفقًا لمجموعة إدارة الأزمات الدولية، ويشار إلى أن جرائم القتل والعنف بشكل عام تتفاقم كلما ازدادت نسبة التجارة المخدرات أكثر وتحديدًا في الدول النامية ومن ثم الدول المتقدمة.