الصلاة في الإسلام
فرض الله تعالى أداء الصلوات الخمس على عباده المسلمين البالغين العاقلين من الذكور والإناث، وجعلها مفتاح الجنة وعلامة التمييز بين المسلم والكافر، وهي عمود الدين من أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الديم كله، وتأتي الصلاة في الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ” بُني الإسلام على خمسْ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً” رواه مسلم كتاب الإيمان باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام رقم16 شرح النووي ص146.
وقد فُرضت الصلاة على المسلمين في حادثة الإسراء والمعراج أي في السنة الثالثة من قبل الهجرة النبوية لمحمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة، وقد اعتبر الدين الإسلامي كل مسلمٍ لا يصلي بمثابة الكافر، ومنع الصلاة عليه بعد موته، والصلوات الخمس فرض واجب على كل المسلمين تؤدى في أوقاتٍ مخصصة خلال النهار وهي: صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، كما أوجد الله مجموعة أخرى من صلوات النوافل والسنن والتطوع وغيرها من الصلوات التي تؤدى لحاجاتٍ معينة كصلاة الاستسقاء والاستخارة والخسوف والكسوف والجنازة وغيرها، لذا فإن الصلاة هي الرابط القوي بين العبد وربه، والتي يناجي فيها ربه ويتوسل إليه بالمغفرة ونيل رضاه في الدنيا والآخرة، وقد ذكر الله في كتابه أن المحافظة على الصلاة صفة هامة من صفات عباد الله المتقين، قال تعالى: “الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ”، بشرط عدم التساهل فيها أو تأخيرها عن موعدها، بل الحرص على أدائها في أوقاتها المحددة بكل خشوعٍ لله رب العالمين. وسيتم الحديث في هذا المقال عن ثمرات المحافظة على الصلاة الصلاة_في_الإسلام
ثمرات المحافظة على الصلاة
للمحافظة على الصلاة في أوقاتها ثمارٌ ومنافع عديدة يحققها المسلمون وينالون فوائدها في الدنيا والآخرة، ويمكن تقسيم ثمرات المحافظة على الصلاة إلى ثمرات معنوية وثمراتٍ جسدية صحية، كما يلي:
ثمرات الصلاة المعنوية
- إن المحافظة على الصلاة في أوقاتها تشكل الدرع المتين للمسلم، حيث أنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر وتقوّي إيمانه بالله تعالى وتعمق خشيته من عقابه وتجعله يستقيم في تصرفاته في الحياة فيبتعد عن المعاصي والذنوب ويقترب من الطاعات وفعل الخيرات، كما وأنها تغسل ذنوب المسلمين وتكفّر عنهم سيئاتهم التي عملوها خلال حياتهم، كما تحمي السملين في الوقوع بالفتن الكثيرة في الحياة.
- إن المحافظة على الصلاة يعمق الصلة بين العبد وربه، حيث أن المسلم كثير الوصل بالله يشعر بقربه في كل حين، فتحل عليه السكينة والراحة والشعور الدائم بالأمان وأن الله بقربه ويحميه في كل دروبه، حيث بين الله عز وجل أن المصلين الذي يحرصون على أداء الصلوات المفروضة وخاصة صلاتي الفجر والعصر في أوقاتها تحيط بهم الملائكة ويبقون في حفظ الله ورعايته وذمته تخشاهم رحمته ويحيط بهم حفظه ورعايته.
- إن المحافظة على الصلوات وسيلة مؤكدة لاستجابة الدعاء، على أن يتخيّر المسلم أوقات استجابة الدعاء في الصلاة مثل الدعاء بين الأذان والإقامة، والدعاء أثناء السجود، حيث أن سجود المسلم يجعله في أقرب مكانٍ إلى الله عز وجل، لذا يجب أن يحرص الإنسان على إطالة السجود والإكثار من الدعاء الخالص لله تعالى.
- إن الحرص على أداء الصلوات اليومية في أوقاتها تحفظ للمسلم طهارته طوال الوقت وتنقيه من الأوساخ والنجاسة، حيث أن الصلاة مقسمة طوال اليوم ولا تصح أي صلاة بلا طهارة ووضوء كامل، الأمر الذي يجعل المسلم في طهارةٍ دائمة، وهذا ما يميز المسلمين عن غيرهم.
- إن المحافظة على الصلوات يساهم في تفريج الكربات والهموم والكدر الذي يمر به المسلم خلال حياته، فيلجأ إلى الله تعالى ويتقرّب إليه ليفرج همه ويزيل غمه، فالمصلين غالبًا ما يشعرون بالأمان والراحة وتيسير الأمور في حياتهم، كما أنهم يتصفون بقوة الصبر والتحمل على مصاعب الحياة، ويستطيعون عبورها بشجاعة لأنهم يعتمدون على الله تعالى في كل الأمور ويتوكلون عليه سبحانه.
- إن المحافظ على الصلوات في أوقاتها وخاصة في المساجد، تقوي الروابط الإجتماعية بين المسلمين وتساعد على نشر الود والتواصل والتراحم بينهم وزيادة الصلات وأواصر المحبة والتعارف والتزاور بين المسلمين من خلال تعارفهم في المسجد واجتماعهم على الخير والطاعات، حيث أن أداء صلاة الجماعة له ثوابٌ عظيم عند الله، كما له فائدة كبيرة في وحدة المجتمع وتماسكه.
ثمرات الصلاة الجسدية
- ثمرة أداء صلاة الفجر: يحقق أداء صلاة الفجر في وقتها منافع عديدة أهمها: وقاية الجسم من الجلطات التي يكثر حدوثها في هذا الوقت خلال النوم، كما يساعد على تنشيط الجسم وزيادة الشعور بالطاقة والحيوية، كما تساعد صلاة الفجر على خفض إفرازات الغدة الصنوبرية وقلة إفراز الميلاتونين نظرًا لوضوء الإنسان في هذا الوقت، والحصول على كمياتٍ عالية من الكورتيزون الذي يفرز في الجسم في الصباح الباكر.
- ثمرة أداء صلاة الظهر: تساعد صلاة الظهر في تحقيق الشعور بالراحة والسكينة وتخفيض حدة التوتر الناتج عن الشعور بالجوع في هذا الوقت من النهار.
- ثمرة أداء صلاة العصر: تخفف صلاة العصر من احتمالية المضاعفات الصحية الناتجة عن الأعمال الحيوية التي تحدث داخل الجسم.
- ثمرة أداء صلاة المغرب: تساعد هذه الصلاة في شعور المسلم بالراحة والهدوء، الناتج عن زيادة إفراز هرمون الميلاتونين نتيجة التغير من الضوء إلى الظلام بغياب الشمس وغروبهاوبالتالي الشعور بالكسل والنعاس.
- ثمرة أداء صلاة العشاء: تحقق صلاة العشاء التوازن في تفاعلات الجسم الحيوية التي تحدث خلال النهار، كما أنها تساعد في تفريغ الطاقات المزعجة خلال التهار من ضغوطات الحياة والعمل الطويل، باللجوء والراحة من خلال توجه ولجوء العبد إلى ربه قبل الذهاب إلى النوم، كما أنها تحافظ على بقاء الجسم طاهرًا نظيفًا، لأنها تستوجب بقاء الطهارة والنظافة من خلال الوضوء الليلي.