تعريف الجار
الجار هو من يسكن بالقرب منك، سواء كان جار في المسكن، أو بالعمل، أو حتى في المواصلات العامة، لأن من يجلس بجوارك هو جارك ولو لمدة قصيرة من الزمن، وعلاقة الجيرة هي من العلاقات الإنسانية المهمة، لأن الإنسان من المخلوقات الاجتماعية، أي يحب التواجد بالقرب من بني جنسه، ويكون علاقات قوية وأخرى سطحية ومعارف، حتى يصبح سوي متفاعل مع بيئته ومجتمعه، ولذلك حقوق الجار هي من أهم المواضيع التي يجدر دراستها، وقد خصص الإسلام لهذا الموضوع حيز كبير في التشريعات والأحاديث النبوية، لأن تلك الحقوق والوجبات تطال أي شخص بالعالم.
حقوق الجار وواجباته
إكرام الجار
واحدة من أهم حقوق الجار على جاره، هو الإكرام، حيث حث على إكرام الجار برفع الأذى عنه، وفي العُرف المجتمعي يجب على الجار احترام مساحة جاره، وعدم أذيته بأي شكل، فلا يصلح إلقاء القمامة أمام باب الجار ولو بالخطأ، أو ازعاج الجار بأي شكل، أو تعطيل مصالح الجار في بدافع الأذية أو الغيرة.
حقوق الأرحام والمعاشرة بالمعروف
حث الإسلام على التعامل مع الجار مثل التعامل مع الأقارب، أي يجب تبادل التهاني والهدايا، الزيارة والسؤال على الجار من حين لآخر، الوقوف معه وقت الشدة، مواساته في الأحزان.
حق الشفعة
وهو واحد من حقوق الجار في الإسلام، وهو يعني تفضيل الجار عن غيره، فعلى سبيل المثال: إن رغب إنسان في بيع ممتلكاته وتقدم لشرائها جاره وأحد الغرباء، فعلى الرجل تفضيل جاره على الغريب والبيع له، وهذا الحق ساري على جميع أمور الحياة.
احترام المساحات
طالما لا يقدم الجار على أي أذى على جاره أو على عائلة جاره، فعلى الجار احترام مساحة جاره فيما يريد أن يفعل، على سبيل المثال: إن رغب الجار في استضافة حفل في منزله، على ألا يكون هذا الحفل صاخبًا ومزعجًا للجيران، فعلى الجار ان يحترم مساحة جاره ولا يتسلط عليه بأي شكل ويوقف الحفل.
الحفاظ على عرض الجار
من على جاره، غض البصر، واحترام حرمة الجار، ولا يحاول عمدًا بالنظر داخل منزل الجار واستكشاف ما بداخله، بل على العكس يجب على الجار حماية عرض جاره إن استدعى الموقف، بمساعدة أهل بيت الجار عند الحاجة، أو بعدم كشف أسرار الجار التي قد يعرفها بالصدفة وبحكم قرب الجيرة.
الشراكة
بحكم الجيرة، يمكن للجار أن يشترك مع جاره في أشياء معينة، مثل موقف أو حديقة المنزل، أو حائط مشترك يربط المنزلين، أو حتى شارع واحد يؤدي إلى المنزل أو المحال التجاري، ولذلك على الجار احترام هذه الشراكة، فلا يمكن له شراء أو بيع شيء مشترك بدون إذن الجار، ولا يحق له الانتفاع والتصرف فيما يشتركون فيه دون إذن الجار، أو تسوية مشتركة أو اتفاق وحلول وسطية مسبقة الترتيب.
رد السلام وقبول الدعوة
إن قام الجار بقول السلام، فمن حقوقه رد هذا السلام، وإن قام بالدعوة على حفل أو عشاء، فمن حقوقه أيضًا قبول هذه الدعوة بحسن نية إن لم توجد موانع حقيقية.
قبول الأعذار وافتراض حسن النية
لا يوجد إنسان مثالي، لأن الإنسان ضعيف بطبعه، ولذلك من حقوق الجار افتراض النية الحسنة وقبول الأعذار عند تقديمها، ومن وجبات الجار أن يفعل المثل أيضًا، فعدم افتراض النية السيئة وقطع العلاقة الطيبة والبدء في التفكير بالانتقام، بسبب خطأ صغير لم يقصد الجار فعله.
عدم الخوض في النميمة والستر
النميمة على الجار وفضح أسرار بيته أو عمله، هو ما يخالف حقوق الجار، لأن النميمة تسيء إلى سمعة الجار، وسمعة الجار من سمعة جاره، فلا يمكن استخدام ما يعرفه الإنسان بحكم الجيرة كرواية مسلية عن جاره للآخرين، بل الستر على الأخطاء، وعدم قول الإشاعات ولو بعد التأكد منها، والتكلم بالسيرة الحسنة عن الجار إن جاء الحديث عنه.
تقديم العون
يوجد مثل شعبي، يوضح أهمية مساعدة الجار حتى في وجود خلافات معه، فلا يصح أن يرى الإنسان جاره في ضائقة مالية أو صحية أو حالة طارئة وفي يده المساعدة ولا يقوم بها، على الأقل يمكن تقديم المساعدة كنوع من حفظ الجميل للمستقبل، فأي إنسان معرض للوقوع في حالات طارئة تطلب مساعدة جيرانه، ومن ساعد جاره ربما يساعد نفسه أيضًا لأن الاهتمامات مشتركة، فعلى سبيل المثال: إن تعرض الجار لحريق في منزله، وقام جاره بالمساعدة في إطفاء الحريق، فبذلك سيكون ساعد نفسه أيضًا حتى لا يصل الحريق إلى منزله.
عدم خيانة الجار
للجار حقوق على جاره بعدم الخيانة، فيجب على الجار احترام حرمة جاره وعدم التعرض لنساء بيته بالأذى، وعدم التعدي على ممتلكاته وماله إن غاب عن منزله، أو فعل أية أمور تعرض الجار للأذية من خلف ظهره، هذه خيانة في حق الجار، ونهى عنها الإسلام.
الجار المؤقت
المثال الأشهر على هذا النوع من الجيران، هو جار المواصلات العامة، ففي كل يوم يركب الإنسان مواصلات عامة للوصول إلى عمله ويقابل في هذه المواصلات العديد من الأشخاص، ولهم عليه حق الجار ولو بطريقة مؤقتة، مثل رفع الأذى وعدم التعرض بالإساءة بأي شكل، واحترام الخصوصية والحرمة، أو المساعدة إن استدعت الحاجة.
التعامل مع الجار السيء
إن تعامل الجار بطريقة سيئة مع جاره، وكان مصممًا على ما يفعل، فيمكن للجار التعامل معه بطريقتين، الطريقة الأولى وهو ما دعا له الإسلام بتحمل تلك الإساءات حتى يتراجع الجار عنها، وهذا من أعلى الشيم والمروءة التي يمكن للإنسان فعله لجاره، وجزاءه عند الله تعالى، سواء بمحاولة تجاهل الجار وأعماله أو بنصحه بطريقة هادئة، أما لو تمادى الجار وأصبحت الأذية مباشرة نحو العائلة، فيجب استخدام الطريقة الثانية لرد الأذية عن نفسك، بمحاول إيجاد حلول للمشكلة أو طلب الشرطة للتدخل، أو فصل أي شكل من أشكال الشراكة بين الجيران، أو الاضطرار لمغادرة المكان إن لم تأتي جميع المحاولات بنتائج مرجوة.