حقوق الطفل في الإسلام
لقد ضمن لكافة أتباعه حقوقًا سواءً كانوا كبارًا أو صغارًا فلم يُهمِّش فئة واحدة، وجعل للجميع أهميته وبين طرقًا في كيفية التعامل مع كل فئةٍ مختلفة، جاء ذلك في الكتاب والسنة النبوية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فوضع الإسلام الحقوق والواجبات وجعلها واضحةً صريحة، في هذا المقال سيتم استعراض حقوق إحدى أهم الفئات في المجتمع وهي حقوق الطفل في الإسلام. ويكيبيديا: حقوق الطفل في الإسلام
حقوق الطفل في الإسلام قبل الولادة
من في الإسلام والمتعلقة بمرحلة ما قبل الولادة ما يلي. برنامج الأمان الأسرى الوطني: حقوق الطفل في الإسلام قبل الولادة
حسن اختيار الزوجين
من حق الطفل على والديه أن يحسن كلٌ منهما اختيار الآخر، خُلقًا ودينًا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخيّر لبناته أفضل الشباب خُلقًا ودينًا ونسبًا.
تقارب الفكر بين الزوجين
من الضروري أن يكون الأب و على توافق فكري بشكل كبير حتى ينشأ الطفل في جو أسري مستقر فيه تناغم وترابط وثيقين خاصة مسائل العقيدة المتعلقة بالديانة، فقد حرّم الإسلام الزواج بالمشركين فقال (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ)، (وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا)،سورة البقرة، آية: 221. فالتوافق ضروري جدًا للزوجين أولًا، ثم للأبناء ثانيًا في ألا يتعرّضوا للتناقض والتشتت داخل البيت الواحد.
العلاقة الشرعية بين الأب والأم
حفظ الإسلام للطفل مقامًا كريمًا، فجعل له الحق المتأصل في أن يأتي نتاج علاقة شرعية بين الأب والأم عن طريق زواج رسمي مُعلن أمام الجميع، وحتى لا يتعرّض الطفل لأن يكون نتاجًا عن علاقة غير شرعية ويكون عواقب ذلك أنه ينشأ بلا نسب للأب ويُحرم من أن تتم رعايته وتربيته بين والدين كريمين.
النفقة على الحامل المُطلقة
ضمن الإسلام للطفل الجنين في بطن أمه أنه في حال طُلقت والدته أثناء حملها أن يتم الأب نفقته عليها إلى أن تضع الطفل، ويتم أيضًا نفقته على والدته كي ترضعه حولين كاملين، وهي مدة الرضاعة المحددة، كل هذه الأمور حفظت للطفل حقه جنينًا وطفلًا صغيرًا ليس له من أمره شيء.
إباحة الفطر للمرأة الحامل في رمضان
أباح الإسلام للمرأة الحامل أن تفطر في كي تغذي جنينها وذلك حرصًا على صحته وسلامته، وأيضًا على سلامة والدته من المرض أو الإعياء.
تحريم الإجهاض
حرَّم الإسلام على المرأة أن تقوم بإجهاض جنينها، بل وجعل ذنبها ووزرها كذنب قتل النفس خاصة وإن نُفخت فيه الروح، هذا بالطبع إن لم يكن هناك عذر واضح للقيام بهذه العملية، ويُشترط أن يُوافق عليها من الطب والعلم الشرعي اًناسٌ من أهل الثقة.
حق الجنين في الميراث
ضمن الإسلام للطفل في بطن أمه حقه في الميراث، فلا يُقسم شيء قبل أن يأتي هذا المولود إلى الحياة ويُكتب له نصيبه ويحفظه وليه إلى أن يصبح راشدًا فيعطيه نصيبه يتصرف فيه كيفما شاء فقد قال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ).سورة الأنعام، آية: 152.
حقوق الطفل في الإسلام بعد الولادة
من حقوق الطفل في الإسلام والمتعلقة بمرحلة ما بعد الولادة ما يلي.
إظهار الفرح بقدوم الطفل
دعا الإسلام إلى الفرح بمولد الطفل وشكر الله على رزقه ونعمته وعدم التفرقة بين الذكر والأنثى، فقد دحض الإسلام كارثة وأد البنات وقضى عليها، وتحدث الله عنها في كتابه الكريم فقال: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)،سورة النحل، آية: 58-59. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُكْرِهوا البَناتِ؛ فإنَّهُنَّ المُؤْنِساتُ الغَالِياتُ)،الراوي: عقبة بن عامر، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 3206 وكان النبي الكريم يُحنّك الأطفال بعد ولادتهم بالتمر في فمهم، ويدعو لهم ويبركهم وقد عق صلى الله عليه وسلم عن حفيديه الحسن والحسين بنفسه حبًا فيهما.
حق الاسم الحسن للطفل
جعل الإسلام من وسائل بر الآباء بأبنائهم هو اختيارهم للاسم الحسن لأطفالهم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسمّي أفضل الأسماء وأجملها معانٍ، وكان إذا لقي مؤمنًا يحمل اسمًا معناه سيئًا غيّره إلى اسم أكثر حسنًا وناداه به، كما وصى الرسول الكريم فقال: (إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ ، فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ). الألوكة: تخريج حديث حسن اختيار الاسم
.
العقيقة عن الطفل
كان أول من عُق عنه هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقد قال الله عنه: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)،سورة الصافات، آية: 107. كما وصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يُعق عن الطفل فقال: (الغلامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْم السَابِعِ ويُسَمَى ويُحْلَقْ رَأسه) showfatwa&Option
FatwaId&Id=200309′ target=’_blank’>إسلام ويب: حديث السماح في الأخذ بالمعروف من مال الزوج الشحيح
حق الطفل الترفيهي
من حق الطفل أن يلعب وأن يمارس أنشطته الترفيهية التي يهواها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعب مع الأطفال، فكان الحسن والحسين يرتحلان ظهره ساجدًا ولا يقوم إلا وقد انتهيا حتى لا يمسهم سوء من قيامه المفاجئ، وكان يحمل أُمامة حفيدته ويلاعبها، وكان يمازح أنس بن مالك صبيًا في السوق وأمام العامة، وكان يسأل عن الحسن فيدخل على أمه فاطمة يسألها: (أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ؟)، موسوعة النابلسي: حديث كلكم راعٍ كما يجب على الآباء المساواة بين الأبناء في التعامل معهم فقد يكون طفلٌ أجمل من طفل، وطفلٌ أذكى من طفل، فلا يجوز التفرقة في معاملتهم أبدًا، ويُفرض العدل حتى في أبسط الأشياء المتمثلة في القبلات والابتسامة والملاعبة وقد وصى النبي الكريم بالعدل بين الأبناء.
حق الطفل في التعليم
يحظى التعليم بقدر عظيم في الدين الإسلامي فقد كانت أول آيةٍ نزلت في القرآن الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، المصحف الإلكتروني: سورة العلق آية 1 وقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، قادتنا: سورة فاطر آية 28، وقوله (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) القرآن الإلكتروني: سورة الزمر آية 9 آيات كثيرة عكست فضل وقيمة العلم والتعلم وتعد فترة الطفولة من أكثر الفترات ملائمةً في البناء العلمي وزرع الأساس الفكري للإنسان، حيث تتشكل شخصية الطفل في هذه المرحلة وتتوضح هويته.
حق الطفل في حرية التعبير
من حقوق الطفل في الإسلام التي كُفلت له هو حرية التعبير واحترام شخصيته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يومًا جالسًا مع أصحابه ووُضعت الضيافة، وكان الطفل يجلس عن يمينه والأشياخ الكبار عن يساره، فشرب النبي ثم سأل الطفل: (أتَأذَنُ لِي يَا غُلَامْ أَنْ أُعْطِيَ الأشْيَاخْ؟)، أجابه الطفل: (لا والله لا آذن لك)، وتابع الغلام مبررًا: (والله يا رسول الله ما كنت لآثر بفضلي منك أحدًا)، أي أن أشرب بعدك فهذا فضل كبير لا أسمح لأحد أن يأخذه مني، فناوله النبي صلوات الله وسلامه عليه وشرب الطفل أولًا قبل الأشياخ ونُفذ مطلبه. شبكة الألوكة: حديث النبي مع الأقرع عن تقبيل الأطفال في رسالة صريحة من النبي الكريم عن ضرورة الاحتواء العاطفي والتعبير عن محبة الأبناء بضمهم وتقبيلهم.