حماية الوطن

مقدمة عن الوطن

يتعلق بالأماكن التي تُبقى الأثر الطيب في نفسوها، ويتعلق شغفاً التي تربى علها ونشأ من خيراتها، هذا الإنتماء بالوطن لا تُدرك الأرض أثره ولا تحتمل الكتب مناره حروفه، وإن القلم ليُترك يَخُطُ في سطور تشهدها العراقة والأصالة، وإن للسان حلاوته بالحديث عن الإنتماء للوطن وحمايته وبما تدركه الأذن سمعاً وطرباً في حلقاتها، حيث تشهد القلوب على نعمة الأمن والأمان التي تتغلل للنفوس بما يُستمد من الوطن طوعاً وإكراماً لأبنائه، لذلك فإن الأثر لا يُمحى مع الزمن ولا يختفي زَيعُه في النفوس المؤمنة بضرورة وجود الأمان على أرض الوطن، وبالتالي حَريٌ لأبناء الوطن أن يملكوا القوة الكافة لبناءه وعدم التزعزع والإنحراف عن الأفكار التي تبني الوطن لا تهدمه والوقوف صامدين بجميع محاولات حماية الوطن.

هل نملك تعريف أو مفهوم للوطن ؟!

إن المفاهيم والتعاريف التي وضعها المؤرخين والكاتبين في بقاع الأرض عن الوطن، لا يمكن أن تصف مفهوم ، الوطن لا يمكن حصره في مفهوم أو مفاهيم كُتبت بأيدي هؤلاء الكُتاب، المفهوم الحقيقي للوطن ينبع من القلب وتحركه مشاعر الإنتماء من وجدان القلب ومن أعماق الأعماق، حقيقة لا نملك تعريف يمكن أن يُكتب عن الوطن، فهل يمكنكم أنتم ؟! فقد عجزت أنا الكاتب عن وضع مفهوم أو مفاهيم عن الوطن، لعلنا نخطو في السطور القادمة دون الوقوف أمام حقيقة تعريفنا للوطن وكيف يمكننا أن نخطو في وصفه حين تقشعر الأبدان بسماع أناشيد وطننا!

حماية الوطن بوِحّدة أبنائه

يتماسك الوطن بدعائم الوحدة بين أفراءه، فيوفر لهم جميع وسائل الأمن والأمان، حيث تتعدد الوسائل المتبعة في تحقيق ذلك، وما هو أشدها خطراً يتعلق بالحفاظ على الأفكار الآمنة التي تُزرع في عقول أولاده، لذلك فإن الأمن الفكري يقف معترك ومفترق طرق بين الوصول للسلمية وبين الإنحراف للتخريب والتدمير، تلك التهديدات التي تتربص بالأرض الآمنة من خلال الزج بمحاولات تحريف الأفكار لأبناء الوطن ستبوء دائماً بالفشل في ظل وجود الإحتياطات والتحصينات التي تقف سداً منيعاً أمام هذه المحاولات، إذ تقف أبناء الوطن الواحد في تلبية حمايته، ليس فضلاً ولا تكرماً منا، وإنما واجب حتمي ومصير لابد من الوقوف أمام جميع محاولات زعزعة أمنه وأمانه.

قد يهمك هذا المقال:   برج شهر مايو

كيف نحمي وطننا

إن تواجد الوعي الفكري لدى أبناء الوطن مما يعوق أي محاولات لتحريف ذلك، وبالتالي فإن الأرض التي نقف عليها صلبة متماسكة بفضل الأثر الطيب لتطبيق شريعتنا الإسلامية، حتى حبانا الله تعالى الأمن والأمان وفق ما تم تطبيقه بما أُنزل من المولى عز وجل في ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، حيث الإستشهاد من الشريفه ( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه ) – أخرجه الترمذي عن عبيد الله بن محصن – لذلك فإن الوطن يجني ثمار تطبيق روابط الترابط والتلاحم عن أرضه لضمان الأمن وفاءاً بالعهد من المولى عز وجل ( أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )

المجهودات والجهود لحماية الوطن

جراء هذا التناغم والوحدة بين نسيج الأمة الواحد، ولاشك بأن الجهود المبذولة من الجهات المعنية والعلماء المنادين دائماً بضرورة الإبتعاد عن الأفكار الهدامة التي تضع ناقوس الخطر في نسيج أمتنا، حيث يظل خطر الأفكار المتطرفة قنبلة موقوتة في ظل الإبتعاد الجزأي عن علمائنا الأجلاء، ومن ناحية أخرى لا تظل محاولات الغزو الفكري تهدد أفكار أبنائنا من خلال السموم التي يزرعها المتربصون في عقولهم بإستخدام الوسائل الحديثة على شبكة الإنترنت التي تضم عقول شباب وفئات المجتمع، وإنه لضرورة كبيرة توخى الحذر عند المعاملة مع هذه الوسائل التي تتطلب حلاً جذرياً لمنع إنتشار هذه الآفات بين أجيال مجتمعنا، لذلك لابد من محاربة خطر الإنحراف الفكري والتصدي له بإستخدام التكاتف والتلاحم فكرياً، وهذا سيجدي نفعاً في ظل توافر العقول القادرة على إستيعاب هذا الخطر وما وراءه من أفكار تخريبية تهدد الأمن والأمان.

مهما بلغت التحيات والجهود المبذولة لحماية الوطن، فإنه قليل من كثير يجب فعله، حيث أن الروح غالية ولكن الوطن أغلى، فإن ثمن الأرض التي نعيش عليها داخل اوطانننا تساوي ما لا يُعاير الذهب، لتبيقى الأرض هي الأثر الطيب الذي يحدثنااما المتصبيي دوماً عن عراقة الوطن وغايات الموت لا تبلغها مكانة، لذلك فإن هذه المشكلات من الواجب تسخيرها وتوضيح نقاط القوة لمواجهة مثل هذه التحديات والعمل على إبقاء جدار الوطن في حمى وبمأمن تام.

قد يهمك هذا المقال:   الربع الخالي

واجبات أبناء الوطن في حماية وطنهم

ليس تكرماً على أبناء الوطن أن يُظهروا مدى إنتمائهم لوطنهم بالتصدي لجميع التحديات والأفكار، وإنما من الواجب عليهم تجاه الوطن الذي عمل لتوفير جميع مقومات الحياة من الراحة والأمان، فالوطن هو الحمى الذي نعيش تحت رايته بسلام وآمان، فمن منا من الممكن أن ينعم بالآمان دون تلبية نداء الوطن في حمايته والدفاع عنه ضد أي مخاطر وأي متربص يسعى إلى تدمير الأخضر وسلب روح المواطنة والترابط بين نسيج الوطن الواحد.

إن النسيج الواحد للوطن لايمكن أن تُكسره شوكة الظلم أو الأعداء الذين يتربصون بأمنه وأمانه، لذلك فإن الدوافع التي تجعل منا صلابة أمام أي تهديد لأرض الوطن ينبعث من واجبات الوطن تجاه أبناءه، فإن الأرض التي نشأنا عليها ونعمنا بخيراتها، حريٌ بنا رد المعروف عندما يطلب الوطن حمايته، فإن حمى الوطن من حمى الأفراد وحمى الشرف لا يمكن أن يغفل عنها أي فرد يعيش على تراب الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *