زوجات الرسول
زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام- هن أمهات المؤمنين، وقد أكرمهن الله سبحانه وتعالى- بهذا الشرف الكبير في زواج الرسول منهن، ولم يكن محمد -عليه الصلاة والسلام- هو أول من تزوج أكثر من واحدة من الأنبياء، فهناك العديد من الأنبياء من كان لهم أكثر من زوجة، مثل إبراهيم، وداوود وسليمان -عليهم السلام جميعاً- ولم يكن تعدد الزوجات لدى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بغرض المتعة كما ادّعت بعض من المصادر المشبوهة لتشويه صورته، وإنما تعددت الحِكَم من تعدد زوجاته، بالإضافة إلى أغراض تشريعية وإنسانية، وزوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يُمكن لأحد من البشر من إحداهن في حال طلاقها من الرسول، لقوله تعالى في سورة الأحزاب: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)،سورة الأحزاب، الآية: 53 وعدد أمهات المؤمنين هو إحدى عشرة زوجة، وهناك بعض المصادر تذكُر أن عددهن هو اثني عشر زوجة باعتبار أن مارية القبطية هي إحداهن.
وأما تفسير عدم اعتبار مارية من أمهات المؤمنين فذلك لأن مصطلح أم المؤمنين يُطلق على كل امرأة عقد الرسول عليها ودخل بها وإن طلقها بعد ذلك، ومن عقد عليها الرسول ولم يدخل بها ليست من أمهات المؤمنين، ومن دخل الرسول بها على وجه التسري وليس على وجه النكاح فهي أيضاً ليست من أمهات المؤمنين، ومارية القبطية كانت من إماء الرسول، وقد دخل بها الرسول على وجه التسري وولدت له إبراهيم، وكان قد أهداها له المقوقس كبير القبط، وفيما يأتي نبذة عن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام وأمهات المؤمنين.
خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ويلتقي نسبها مع نسب الرسول في الجد الخامس لهما، وهو قصي بن كلاب، وقد تزوجها الرسول وعمره 25 عاماً، وهي من أقرب نسائه في النسب، وكانت من أعظم نساء قريش شرفاً ومن أكثرهن مالاً، وقد بقيت مع الرسول إلى أن بعثه الله رسولاً، فآمنت به وناصرته وآزرته، وخديجة بنت خويلد كانت أكبر من الرسول بخمسة عشر سنة، وقد كان الرسول يحبها حباً شديداً ويعظمها ويُثني عليها، وجميع أبنائه منها ما عدا إبراهيم، ولم يتزوج أو يتسرّى إلّا بعد وفاتها، وكانت وفاتها قبل الهجرة بثلاث سنوات.
سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدون بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وقد تزوجها الرسول في ، ولم يتزوج بعدها إلّا بعد ثلاث سنوات أو أكثر، وعُرفت برجاحة العقل والإيثار، كما عُرفت بحسن الخُلق، والكرم، وسلامة الصدر، وغيرها من الصفات المليحة الأخرى، وقد بقيت زوجة للرسول حتى توفي عنها.
عائشة بنت أبي بكر
هي عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة، وهي الوحيدة من زوجات الرسول التي تزوجها بكراً، فيما كانت بقية نساءه ثيباً، وقد تزوجها الرسول وعمرها ست سنوات، ودخل بها وهي تسع سنوات، وقد كانت من أحب أزواجه إليه، وهي من أفقه نساء الأمة وأعلمهن بدين الإسلام، حيث كان الصحابة يلجؤون إليها ويسالوها إذا أُشكل عليهم أمراً في الدين، وقد توفي الرسول عنها وهي في الثامنة عشر من عمرها.
حفصة بنت عمر
هي حفصة بنت رضي الله عنهما، تزوجها الرسول سنة 3هـ بعد أن مات عنها زوجها خنيس بن حذافة في المدينة متأثراً بجراحه يوم أحد، وقد عرفت بكثرة الصيام والقيام، وقد حظيت بشرف عظيم في هجرتها مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
أم سلمة
هي هند بنت سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وكنيتها هي أم سلمة، وقد تزوجها الرسول سنة أربعة عشر للهجرة، ومن صفاتها أنها عُرفت برجاحة عقلها وطيب خُلُقها، كما كانت معروفة بالحكمة، والتدبير، وكانت لديها بصيرة عظيمة في الأمور وتقدير العواقب.
زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر الأسدي، وقد كانت زوجة لزيد بن حارثة مولى رسول الله، وبعد أن طلقها تزوجها الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكي ينفي ما كان متوارثاً في الجاهلية عن أن من يتبنى ولداً يُصبح مثل ابنه، وقد كانت زينب من أشراف النساء، فعرفت بدينها وإيمانها العميق، وتقواها وورعها، وكانت من أول نساء الرسول لحاقاً به، فقد توفيت سنة 20هـ.
جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة، وكانت إحدى سبايا غزوة بني المصطلق التي حدثت سنة 5 أو 6هـ، وفيها وقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها وقضى الرسول كتابتها وتزوجها، وبسببها أعتق المسلمون مئة من الرق، وقال أهلها في ذلك أنه من بركتها على قومها، وقد عرفتها بتقواها وكثرة ذكرها وعبادتها.
أم حبيبة بنت أبي سفيان
هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية، وهي أخت معاوية بن أبي سفيان، وكنيتها هي أم حبيبة، أسلمت هي وزوجها عبيد الله بن جحش وهاجرت معه إلى الحبشة، ومن ثم ارتد عن الإسلام وتمسكت هي بدينها، وبعد أن مات زوجها، تزوجها الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقد عُرفت بذكائها، وحصافتها، وحكمتها وجودة رأيها، أما وفاتها فكانت سنة 44هـ في خلافة أخيها معاوية.
صفية بنت حيي بن أخطب
هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي خبيب من بني النضير، كانت إحدى سبايا خيبر حيث إنها كانت يهودية قبل إسلامها، وقد أخذها يوم خيبر دحية الكلبي، ثم استعادها الرسول وأعتقها وتزوجها وكان صداقها هو عتقها، عُرفت برجاحة عقلها، وبكثرة عبادتها، وبورعها وزهدها، وكانت ذات حسب وجمال، وأما عن وفاتها فكانت في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، كانت زوجة لمسعود بن عمرو الثقفي وبعد أن مات عنها خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى، وبعد أن مات عنها زوَّجها العباس بن عبد المطلب الذي كان ولياً عليها الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقد كان اسمها برة فأسماها الرسول باسم ميمونة، وكان من أهم صفاتها صلة الرحم وشدة التقوى، وكانت آخر زوجة تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام.
زينب بنت خزيمة
هي زينب المخزومية، زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، تزوجها الرسول -عليه الصلاة والسلام سنة 3هـ وقد كانت أرملة عبد الله بن جحش، ولم تمكث في بيت النبوة سوى شهرين أو ثلاثة، ومن ثم توفاها الله، وقد كانت تُعرف بأم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين، ولم يلتفت المؤرخين وكُتّاب السِيَر لها كثيراً لقصر حياتها في بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.
المراجع
- الألوكة الشرعية: تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
- الألوكة الشرعية: زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وحكمة تعددهن
- الدرر السنية: فضائل بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا
- نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، السيد الجميلى، صفحة: 11-13، 43، 69-70، 79-80، 129، 135