تساقط الشعر
يُعد أمراً طبيعياً عند الأفراد رجالاً كانوا أم نساءً، حيث إنه جزء من دورة الشعر ما لم يزيد الأمر عن حده الطبيعي، فمن الممكن أن يؤدي تساقط الشعر الزائد عن حدّه الطبيعي إلى الصلع أو إلى حدوث فراغات في فروة الرأس، ويختلف معدل تساقط الشعر الطبيعي من شخص لآخر، ويكون معدل التساقط اليومي سقوط 100-150 شعرة تقريباً، حيث لا يُسبب التساقط بهذا المعدل حدوث فراغات أو حدوث الصلع، ويتم تعويض هذا العدد المُتساقط بطرق طبيعية خلال دورة الشعر بعد عدة أشهر من السقوط. وما يلي شرح لسبب تساقط الشعر بالتفصيل.
سبب تساقط الشعر
إن تساقط الشعر بشكل زائد يُعد مشكلة لها سبب محدد قد يتعلق بنقص في الفيتامينات أو المُغذيات أو أسباب أخرى سيتم ذكرها لاحقاً، ولذلك يجب على من يُعاني من تساقط كبير في شعره أن يتوجه إلى الطبيب المختص ليعرف سبب تساقط الشعر ويجد لها علاجاً، ومن أسباب تساقط الشعر:
- الوراثة: ويكون أكثر شيوعاً عند منه عند النساء، ويبدأ بعد سن المراهقة حيث تتراجع منطقة الشعر للوراء، ويُصبح مكان الشعر فارغاً، وهو سبع درجات، في الدرجة السابعة لا يبقى سوى مؤخرة الرأس مغطاة بالشعر فقط، أما الصلع النسائي فيختلف منه عند الرجال، فلا يتراجع خط الشعر وإنما يُصبح الشعر في وسط الرأس والمقدمة أقل كثافة فقط، كما يزداد عرض خط مَفرق الرأس عندهن، ويعد العامل السبب الأكثر شيوعاً في التسبب بالصلع، ويُسمى بالصلع الوراثي أو تساقط الشعر الأندروجيني (بالإنجليزية: Androgenetic Alopecia).
- داء الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia Areata): فمن المُمكن أن يتساقط الشعر في منطقة صغيرة ومُحددة، وهُنا قد يكون المرء مُصاباً ، ويعتقد الباحثون أن الثعلبة هو مرض مناعة ذاتية، أي أن يهاجم الجسم نفسه، وفي هذه الحالة يُهاجم الجسم الشعر ويُسبب حدوث بقع مستديرة فارغة، ويمكن معالجة داء الثعلبة من قِبَل الأطباء المختصين.
- تساقط الشعر العصبي (بالإنجليزية: Cicatricial Alopecia): وهو التهاب يؤدي إلى تدمير بصيلات الشعر نهائياً، حيث لا ينمو الشعر بعد ذلك، ويُمكن العلاج وإيقاف الالتهاب لمنع تفاقم الوضع.
- الولادة: في حال كان الشعر كثيفاً في منطقة معينة وخفيفاً في منطقة أخرى بحيث لا يُرى مناطق فارغة في فروة الرأس، فيكون السبب هو صدمة الشعر، أو تساقط الشعر الكربي، ويحصل هذا عادة عند النساء بعد الولادة، فخلال مرحلة الحمل تزداد الأنثوية والتي تؤدي إلى كثافة الشعر، وبعد الولادة تقل نسبة هذه الهرمونات فيتساقط الشعر بكميات كبيرة، والجدير بالذكر أن الشعر يعود إلى وضعه الطبيعي بعد عدة أشهر من التساقط.
- التعرض للإشعاعات: إن تعرض مناطق الشعر للإشعاعات بكثرة قد يؤدي إلى تساقطه وعدم نموه مرة أخرى.
- بعض علاجات الشعر: هناك بعض من علاجات الشعر قد تؤدي إلى تساقط الشعر بكثرة وبالتالي تؤذيه بدلاً من إصلاحه، مثل علاج الشعر بالزيت الساخن أو ما يُعرف بحمام الزيت والذي قد يؤدي إلى حدوث التهاب في بصيلات الشعر أحياناً وتساقطه بكثرة، كما أن تصفيف الشعر المُفرط وصبغه وتجفيفه في صالونات التجميل قد يُضعفه ويؤدي إلى تساقطه، وطريقة التصفيف أيضاً قد يكون لها دور مثل ربط الشعر ذيل الفرس وشده بقوة.
- التوتر والإرهاق: يؤدي التوتر والإرهاق إلى حدوث تساقط مؤقت في الشعر.
- تناول الأدوية والمكملات الغذائية: قد يستغرب البعض أن تساقط الشعر قد يكون أثراً جانبياً لتناول بعض أنواع المكملات الغذائية، كما أنه قد يسقط بسبب تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل الأدوية المستخدمة في علاج مرض السرطان، وأدوية التهاب المفاصل، وأدوية الاكتئاب وغيرها، ويُنصح عادة بمعرفة الآثار الجانبية للأدوية والمكملات الغذائية قبل تناولها.
- التغيرات الهرمونية: تتسبب التغيرات الهرمونية في الجسم في تساقط الشعر إما بشكل دائم أو مؤقت، مثل التغيرات الهرمونية المُصاحبة للولادة، أو الدخول في سن اليأس، أو التي تُصاحب أمراض الغدة الدرقية.
- المرض: قد يكون تساقط الشعر مُنذراً بإصابة المرء بمرض ما، مثل الغدة الدرقية، أو فقر الدم، وغيرها العديد من الأمراض التي يُمكن للطبيب تشخصيها، ويُمكن بتناول العلاج المناسب وقف التساقط، كما ويكمن أن يتساقط الشعر بعد إجراء عملية جراحية كبيرة، أو بعد الإصابة بالإنفلونزا والارتفاع الشديد بدرجة الحرارة.
- العلاج الكيماوي: يُسبب العلاج الكيماوي الخاص بمرض السرطان في سقوط الشعر بكميات كبيرة، لدرجة أن يسقط كاملاً، ويكون هذا الأمر مؤقتاً، حيث يبدأ الشعر بالنمو بعد إيقاف العلاج.
- مرض السعفة: إن إصابة فروة الرأس بمرض السعفة يسبب تساقط الشعر، وهو مرض مُعدي وشائع في الأطفال، وإن عدم علاج هذا المرض قد يؤدي بالطفل إلى الصلع.
- اضطراب شد الشعر (بالإنجليزية: Trichotillomania): ويُعرف أيضاً بهوس نتف الشعر أو سحب الشعر، حيث يسحب المصابون بهذا الاضطراب شعرهم بشكل متكرر، ويشعرون بالحاجة لذلك، وقد يتعدى الأمر شعر الرأس لينتقل إلى الرموش والحواجب وشعر الجسم أيضاً.
- فقدان الوزن: يسقط الشعر بعد فقدان المرء للكثير من وزنه، حيث يبدأ تساقط الشعر بعد فقدان أكثر من 15 رطلاً، ويكون بعد نحو 3-6 أشهر من فقدان الوزن، وتساقط الشعر هنا ليس أمراً مخيفاً حيث إنه ينمو من جديد دون تلقي العلاج.
- نقص بعض المغذيات والفيتامينات: يؤدي نقص الحديد، ونقص ، إلى تساقط الشعر، كما يؤدي عدم حصول الجسم على الكميات اللازمة له من البروتين إلى تساقط الشعر.
علاج تساقط الشعر والوقاية منه
بمعرفة سبب تساقط الشعر يُمكن معرفة العلاج، فعلى سبيل المثال إذا كان السبب يتعلق بتناول نوع معين من الأدوية فيمكن إيقافه والطلب من الطبيب وصف دواءً بديلاً عنه، ويجب على من يُعاني من تساقط شعره بمعدل أعلى من الطبيعي أن يزور الطبيب المختص ليصف له العلاج المُناسب، والجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج فعال بنسبة 100% لتساقط الشعر، فهناك الأدوية مثل فيناسترايد (بالإنجليزية: Finasteride) ويُستخدم لعلاج الصلع الذكوري والأنثوي، ومينوكسيديل (بالإنجليزية: minoxidil) ويُستخدم لعلاج الصلع الذكوري فقط، وهذه الأدوية باهظة الثمن، كما أنها قد تُفيد البعض ولا تُفيد البعض الآخر، ومن الممكن أن يعود تساقط الشعر عند إيقاف تناولها.
ومن العلاجات الأخرى، حقن الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid injection) ويتم حقنه في البقع الفارغة، وهناك كريمات الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid creams)، ويتم تطبيقها على البقع الفارغة أيضاً، وهناك العلاج بالخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Immunotherapy)، والعلاج بالضوء (بالإنجليزية: Light treatment) وبالأخص بالأشعة فوق البنفسجية، حيث يتم تسليط حزمة منها على البقع الفارغة من الشعر، وقد يلجأ البعض إلى زراعة الشعر (بالإنجليزية: Hair transplant)، وزراعة الشعر الصناعي (بالإنجليزية: Artificial hair transplant)، وغيرها العديد ولكل علاج طريقته وتكلفته، أما تجنب تساقط الشعر والوقاية منه فيُمكن من خلال تجنب الأسباب المذكورة أعلاه باستثناء الحالات المرضية التي لا يد للمرء فيها وتستدعي تدخل الطبيب، وهُنا يجب التنويه أن تساقط الشعر الوراثي لا يُمكن تجنبه والوقاية منه.