سورة القلم
تعدُّ سورة القلم من السور المكية في كتاب الله تعالى، وهي السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة قبل الهجرة إلى وهي من سور المفصل التي تبدأ بسورة ق، تقع السورة في الجزء التاسع والعشرين وهو الجزء قبل الأخير من المصف الشريف، ورقم ترتيبها 68، وهي ثاني سورة تنزل على رسول الله بعد سورة العلق، بدأت مثل معظم سورة القرآن الكريم بحروف مقطعة، حيث يقول تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ* مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ* وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}،القلم، الآيات 1-4. وفي هذا المقال سيدور الحديث حول سبب نزول سورة القلم ومقاصدها وفضلها. سورة القلم، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 17-08-2020.
سبب نزول سورة القلم
لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم قبل كلِّ شيء هدايةً للناس أجمعين ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولكنَّ سور القرآن الكريم نزلت مفرَّقة ومنجَّمة على فترات متقطعة وعلى مدار أكثر م 23 سنة تقريبًا، وكان لكل سورة أسباب نزول خاصة بها، إذ تختلف أسباب النزول بين سور حسب الوقائع التي نزلت بشأنها أو الحادثة التي تطرقت إليها أو حسب الأحكام والتوجهات التي أنزلها الله تعالى في الوقت المناسب لها، وقد ورد في سبب نزول سورة القلم أكثر من سبب نزول سيتمُّ إدراجها فيما يأتي: تفسير سورة القلم، موقع الألوكة، اطُّلع عليه بتاريخ 17-08-2020.
- الدفاع عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وصدِّ الكفار والمشركين وردِّ أذاهم عنه.
- تبرئة رسول الله من التهم المزعومة والباطلة التي كان الكفار يوجهونها إليه ويطعنوه بها، حيثُ يقول تعالى: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ}.
- الحديث عن عقوبة مانعي الذين لا ينفقون زكاة أموالهم كما أمرهم الله تعالى، والإشارة إلى عذاب الله الذي ينتظرهم.
- تهديد المجرمين والمكذبين برسالة الإسلام ودعوة رسول الله بعاقبة السوء وبعذاب الله تعالى يوم القيامة.
- دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصبر مشيرةً السورة إلى تسرع وتخليه عن صبره كما أشار إلى ذلك سبحانه وتعالى.
- فضحُ الكافرين في إعراضهم عن دعوة الحق وكلام النبي أملًا منهم في الوصول إلى اتفاق يجمع بين عقيدتهم والعقيدة الإسلامية، قال تعالى: {ودُّوا لو تُدهنُ فيُدهِنونَ}.
- إظهار ملامح العرب في ذلك العصر الذي بزغت في شمس الدعوة الإسلامية.
- الحديث عن أصحاب الجنة الذين ضربَ الله تعالى قصَّتهم مثلًا للمؤمنين وقد أدرج تلك القصة في 17 آية لأخذ العبرة منها.
- فضح أساليب الكفار في الرد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}، وهذا من ضعفهم وإفلاسهم وعدم امتلاكهم الحجة.
فضل سورة القلم
في نهاية المطاف سيُشار إلى فضل سورة القلم، ففي جميع سور القرآن الكريم فضل كبير، وفي قراءة كل حرف منه أجر للمسلم، حيثُ يجزي به الله القارئَ حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فقد ورد في الحيدث عن أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ { ألم } حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”،المنذري، الترغيب والترهيب، 296، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. وأمَّا ما وردَ من أحاديث تخصُّ سورة القلم بالفضل، مثل ما يُروى أنَّها نور من الله في القلب والقبر أو غير ذلك فإنَّها إما أحاديث ضعيفةً أو موضوعة منكرة لا أصل لها، وإنَّما فضلها مثل بقية فضل سور كتاب الله تعالى، وفيها من البدائع والفضائل التي لا يعلم عددها وعظمتها إلا الخالق تبارك وتعالى، ويزداد فضلها في قراءة المسلم لها بتأمل وتدبُّر ثمَّ يلتزم بما جاءت به من أحكام وتعاليم وعبر.