سقوط الدولة الأموية
تعد ثاني خلافة وأكبر ، و بنو أمية هم الأسرة الحاكمة بعد الإسلام، أسسوا دولتهم بعد نهاية فترة ، وجعلوا من دمشق عاصمةً لهم.
يرجع أصل الأمويين إلى “أمية بن عبد شمس” من قبيلة قريش ووجهائها، وقد كان لهم دورٌ في الجاهلية وفي العهد الإسلامي، أسسوا أقوى دولة غزت العديد من الناطق في العالم، وامتدت على مساحة واسعة جداموسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الجزء الثاني، “العصر الأموي”، وكان لهم الفضل الكبير في نشر رسالة الإسلام في بقاع الأرض، وقد امتدت من سنة 41هـ إلى سنة 132هـ.
دور نظام الوراثة في إضعاف الدولة الأموية
أوصل نظام الوراثة في خلفاء لا يمتلكون القدرات والكفاءات اللازمة لحكم إمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف، فازدادت المعارضة لهم من داخل الأسرة الأموية وخارجها، فضعفت الدولة في عهدهم، وانتهى بها الأمر إلى الانهيار على يد .
فبعد وفاة الخليفة الأموي “هشام بن عبد الملك” عام 125م، تولى ابن أخيه “الوليد بن يزيد بن عبد الملك” الخلافة في الوقت الذي بدأت فيه الدعوة العباسية المتحالفة مع الطائفة التي تدعوا بعودة الحكم إلى آل البيت تنشط في خراسان والكوفة، ولكن الوليد انصرف عن تسيير شؤون الدولة والاهتمام بمشاكلها إلى اللهو والصيد والشعر، علاوة على شيوع الظلم والجور و ضياع الحقوق في المجتمعالمسعودي ـ مروج الذهب، كما بدأ عهدَه بمصادرة أملاك عمه هشام وأمواله، والانتقام من أنصاره وأركان دولته، فاستغل بعض الأمراء الأمويين الطامعين في الخلافة سلوكه والنقمة عليه، فقتلوه في مقره قرب “عمان” في “الأردن”، وذلك بعد مدة حكمٍ دامت سنة وشهرين، وهذا ما أدى إلى انقسام البيت الأموي وضياع هيبة الخلافة التي انتقلت إلى “يزيد الثالث بن الوليد بن عبد الملك”، هذا الأخير الذي لم تدم مدة حكمه سوى ستة أشهر، وقد قامت خلال هذه المدة صراعات بين أنصار الخليفة المقتول (الوليد بن يزيد) وأنصار الخليفة الجديد (يزيد الثالث)، زد على ذلك أن النعرة القبلية قد ظهرت مرة أخرى بين “القيسيين” و “اليمانيين”.
تولى الخلافةَ بعد “يزيد بن الوليد” أخوه “إبراهيم بن الوليد” الذي لم تدم خلافته طويلاً (أربعة أشهر)، حيث تنازل عن الخلافة بسبب ظهور منافس قوي هو “مروان بن محمد” الذي كان واليا على “حران”، والذي تميز بحبه للعلم وذكائه الكبير و قوة شخصيته، فقد نقل مقر العاصمة من دمشق إلى ولايته السابقة في “حران” لوجود أنصاره وجنده فيها، وهذا ما أثار نقمة أهل “دمشق” ضده، علاوة على هذا، فقد تمكن من قمع الثورات والفتن الداخلية التي قام بها بعض الأمويين وكذا الخوارج، إلا أنه أخفق في التصدي للخطر العباسي، حيث هزمه العباسيون في معركة “الزاب”.
قيام الدعوة العباسية
تحالف “بنو العباس” في بادء الأمر مع الطائفة “العلوية” التي كانت تقول بوجوب إرجاع الخلافة إلى آل البيت عليهم السلام، فبدأوا دعوتهم بمستهل القرن الثاني الهجري بشكل سري في العديد من المناطق خاصة تلك البعيدة عن دار الحكم الأموي بدمشق، وأهمها “الكوفة” و “خراسان”محمد سهيل ـ تاريخ الممالك في مصر وبلاد الشام، ولما قويت شوكتهم وكثر أتباعهم أعلنوا ثورتهم ضد الأمويين بدءاً من البؤرة “خراسان” عام 128هـ، وقد كان “أبو مسلم الخرساني”الحافظ بن كثير ـ البداية والنهاية، ذكر أخبار أبي مسلم الخرساني قائداً لتلك الثورة، فسيطر عليها ثم اتجه إلى بلاد فارس ثم العراق، ودخل العباسيون تلك المناطق بلا عناء، إذ أن بني أمية وصلو آنذاك إلى مرحلة من الضعف والهوان لم تشهد دولتهم له مثيلاً من قبل، ليتوج العباسيون سلسلة انتصاراتهم بالقضاء على الدولة الأموية عقب انتصارهم في معركة “الزاب”.
و بعد وصولهم إلى الحكم، طارد العباسيون كل الأمراء الأمويين، وقضوا على العديد منهم، إلا أن أحد هؤلاء الأمراء و هو المعروف في كتب التاريخ باسم “عبد الرحمان الداخل” (عبد الرحمان بن معاوية “”) استطاع أن يفر من قبضة أعدائه ويتجه ناحية بلاد المغرب، ثم إلى الأندلس التي سيؤسس بها الجديدة.
ولم يتوقف العباسيون عند هذا الحد، بل تنكروا كذلك للعهود التي كانت بينهم وبين حلفائهم بزعامة “الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب”، حيث واجهوهم في معركة “فخ” سنة 786م التي قتل فيها العديد من المنتسبين لآل البيت، إلا أن هذه المعركة ستشكل كذلك فصلاً جديدا من فصول تاريخ الغرب الإسلامي، فعقب هذه المعركة فرَّ ابن عم الحسين بن علي وهو “إدريس بن عبد الله ” إلى المغرب حيث سيؤسس أول دولة مركزية مستقلة بالبلاد بعد الفتح الإسلامي هي “الدولة الإدريسية”
معركة الزاب
حمي الوطيس على ضفاف نهر “الزاب الأكبر” شمال “الموصل” بين الأمويين بقيادة آخر خلفائهم “مروان بن محمد” و بين العباسين بقيادة “عبد الله بن علي”، عمِّ “أبي العباس السفاح” في الحادي عشر من جمادى الثانية لعام 132هـ، الموافق للخامس والعشرين من يناير سنة 750م ، حيث زحف مروان بن محمد إلى الموصل ونزل بنهر دجلة و سار إليه جيش العباسيين الذي عسكر على نهر الزاب فصار النهر بينهماالحافظ بن كثير ـ البداية والنهاية، ذكر أحداث سنة اثنين وثلاثين ومئة، وأثناء عزم جيش مروان على المرور إلى الضفة الأخرى من الوادي، قطع العباسيون الجسر فغرق أغلب من بقي بجيش مروانالحافظ بن كثير ـ البداية والنهاية، ذكر أخبار مروان بن محمد، وانهزم في نهايتها جيش مروان، ولذلك تعد هذه المعركة إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، حيث شكلت تاريخ الدولة بسقوط دولة وقيام أخرى.